شؤون إيرانية:
يعتقد المؤرخ و الباحث في الشأن الإيراني في جامعة استنفورد الأمريكية ، عباس ميلاني ، أنه على الصحفيين أن يسألوا أحمدي نجاد اسئلة شخصية ومباشرة بدلا من إتاحة الفرصة له بمزيد من الكذب والمراوغة.. وقد قام بطرح عدة اسئلة في مقال نشر له مؤخرا في صحيفة "ذا ديلي بيست" الأمريكية .
المقال:
يحل شهر سبتمبر مجددا ويحزم أحمدي نجاد حقائبه متوجها إلى قبلة وسائل الأعلام العالمية للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. أنه شخص مغرور أدمن على فلاشات وسائل الأعلام وكل عام يأتي إلى نيويورك يكرر تلك الجمل والعبارات الممجوجة والمملة عن محرقة اليهود وأحداث الحادي عشر من سبتمبر أو يتحدث عن أن ايران لايوجد بها مثليين أو أنها الدولة الأولى في العالم التي تتمتع بديموقراطية حقيقية.
يمكننا القول أن معظم وكالات الأنباء العالمية تتنافس على إجراء مقابلات معه وعندما تسنح لهم مثل هذه الفرصة فهم غالبا، وبناء على تجاربهم السابقة، ما يتحاشون طرح بعض الأسئلة الصعبة أو الأصرار على انتزاع بعض الأجوبة. الجدير بالذكر أن أحد المستشارين الأعلاميين للرئيس اساتذ جامعة متقاعد تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية .
أما هذه المرة فيأتي الرئيس إلى نيويورك وقد تم نتف ريشه وقد يتم استجوابه هذا الأسبوع في ايران. لذا فإن الوقت قد حان لوسائل الأعلام أن تطرح اسئلتها وبكل صراحة ووضوح لأنه من غير المؤكد تمكنه من الحضور إلى نيويورك العام القادم. بقي أن نشير إلى نقطة مهمة وهي وعلى الرغم من الضجيج الذي يثيره أحمدي نجاد، إلا أنه في حقيقة الأمر ليس له دور كبير في رسم سياسة البرنامج النووي الإيراني، لذا فإن الأسئلة يجب أن تتركز حول حلقة الفساد التي كونها حول نفسه. وهنا بعض الأسئلة التي يجب طرحها على نجاد خلال هذه الزيارة:
1) وعدت حكومتكم بمحاربة الفساد والتلاعب الحزبي، إلا أنك متهم من قبل وسائل الأعلام في ايران، السلطة القضائية والبرلمان شقيقك بأن الحكومة الحالية أكثر الحكومات الإيرانية فسادا منذ سقوط النظام الملكي. لقد قمت بتعيين والد زوجة نجلك في أكثر من 13 منصب قيادي ووضعت تحت تصرفه بلايين الدولارات، وهو الآن متهم من قبل وسائل الأعلام الداخلية بتورطه المباشر في قضية أختلاس 3 الآف بليون دولار وسرقة بعض الأعمال الأثرية. لقد اتهمك شقيقك ووسائل أعلام إيرانية تعترف بها شخصيا بتعاملك بالسحر والشعوذة فماهو ردك على هذه الأتهامات؟
2) عندما وصلت الجمهورية الأسلامية إلى سدة الحكم في إيران كانت كافة المعايير الأقتصادية والأجتماعية بدءاً من النمو الأقتصادي السنوي وانتهاءًا بالأمل في الحياة مساوية تماماً لما كانت عليه الأوضاع في تركيا، ولكن في الوقت الراهن يعد الأقتصاد التركي واحد من أكثر الأقتصادات نموا في العالم وايران ماهي إلا شريك صغير في هذا الأقتصاد الضخم. السؤال هنا كالتالي: هل صحيح أن الاحصاءات الأقتصادية مثل نمو الناتج الوطني الأجمالي ، التضخم والبطالة في ايران مخيفة إلى درجة جعلتك تصدر أوامرك إلى الحكومة بجعل هذه الأرقام سرية وغير قابلة للنشر؟
3) يذكر أنك زعمت أنه لايوجد شخص واحد في إيران تم سجنه بسبب آراءه السياسية ولكن الواقع يقول أنه الآن ونحن نتحدث إليك هناك اثنين من منافسيك في الانتخابات الرئاسية السابقة مسجونين لأكثر من 178 يوما ودون توجيه إليهما أي تهمة تذكر، وهذا أيضا مصير عشرات الصحفيين والسياسين والمفكرين الإيرانيين خلال الفترة الأخيرة. لقد تم قبل اسبوع من الآن إهانة طالبة دكتوراة إيرانية وباحثة في علم الأجتماع وتم جلدها 50 جلدة في سجن اوين بسبب نشاطها في المركز الأعلامي لمير حسين موسوي. هل تنكر مثل هذه الأدعاءات؟
4) ما هو ردك على الأتهامات بأن اتباع الجماعات الصوفية، والدراويش القنابدي (نعمت اللهي) ،وكذلك الحال لأتباع المذهب السني والطائفة البهائية قد تم ملاحقتهم والتنكيل بهم خلال فترة رئاستكم؟ ألم يتم سجن أتباع الطائفة الصوفية وزعماء البهائية، و تدمير مساجد أهل السنة ومنع أئمتهم من الصعود على المنابر؟
5) يتهمك منتقدوك الذين تعج بهم أعداد كبيرة من مواقع الأنترنت العالمية والمحلية والشباب المقربين من الحرس الثوري وصحيفة كيهان المقربة من المرشد خامنئي أنك تهدف من وراء خلق هذه الزوبعة التي تثيرها خلال رحلاتك إلى نيويروك إلى صرف المجتمع الإيراني بعيدا عن مشاكلك ومساعديك والدوائر المقربة منك. هل طرحك لموضوع دفع تعويضات إلى ايران بسبب احتلالها بواسطة قوات التحالف خلال الحرب العاملية الثانية يصب في هذا الأتجاه ودليلا على صدق ما ذهب إليه من يختلفون معك في ايران؟
6) ماهو ردك على قضية أن عدد من علماء الدين في إيران قد تعاونوا خلال السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية مع الدعايات النازية وساهموا في ترويجها وانتشارها وكذلك تشجيعهم لمفتي القدس الذي كان من مؤيدي النازية؟
7) لقد اهملت حكومتكم قضية حماية البيئة والمخاطر التي تتعرض لها في ايران. لقد جف نهر "زاييده" في اصفهان وكذلك الحال لبحيرة أرومية التي يهدد جفافها حياة عشرات آلاف الإيرانيين في المنطقة . لماذا لم تأخذ مثل هذه القضايا بجدية على الرغم من رحلاتك المتكررة داخل ايران؟ً
8) يلاحظ سعيكم الحثيث إلى تفعيل سياسة الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة وفي الجامعات على وجه الخصوص. وفي الوقت ذاته هناك الكثير من الشواهد على أن مجلس الشورى يدرس قانونا يحد من انخراط الفتيات في التعليم العالي. ماهي خططكم في مواجهة مثل هذه القضايا؟
9) اظهرت الاستطلاعات التي أجرتها مؤسسة زعبي مؤخرا أن 12 % فقط من مسلمي المنطقة يدعمون سياسة ايران بينما النموذج التركي الذي يتبنى نظام ديموقراطي علماني في مجتمع اسلامي تزداد نسبة تأيده يوما تلو الآخر. يصغد نجم تركيا يوما بعد آخر وتزداد حظوظها كما أن حليفكم آية الله السيستاني، أكبر المراجع الشيعية في العالم، غير مستعد لتشكيل حكومة ذات مرجعية دينية في العراق. من جانب آخر يتمسك ديكتاتور سورية ومستبدها، بشار الأسد، بشعرة أمل من أجل البقاء. السؤال هنا، ومن وجهة نظركم، ماذا سيكون مستقبل نظام ولي الفقيه في ايران في ظل هذه التحديات؟
10) هل تعتقد أن سيتم استجوابكم قبل انتهاء فترتكم الرئاسية؟ لقد هددت مرارا وتكرارا بأنك ستتأخذ اللازم إذا تجاوز أحدهم الخطوط الحمراء التي وضعتموها. ماهي هذه الخطوط الحمراء وما هي خطتكم للتدخل؟ لماذا اعتقدت أنه بإمكانك السيطرة على الحرس الثوري وخامنئي؟
لم تواجه ايران قط أزمة قوى مثل تلك التي تمر بها هذه الأيام. لم يتضرر المرشد الأعلى في إيران بهذا الشكل من قبل مطلقاً. إن الشعب الإيراني يعاني ولقد حان الوقت لاجبار وسائل الأعلام المؤيدة لأحمدي نجاد على الإجابة على الأسئلة المطروحة وألا يسمح لنجاد مجددا أن يثير الرعب في الفضاء العالمي ويستغل فرصة هذا التجمع الأعلامي الضخم لتقوية وتدعيم مكانته في إيران.
محمد (ترجمة فقط)