تويتر

الخميس، 29 سبتمبر 2011

ويكيليكس تنشر مباحثات مشايي السرية مع الدبلوماسيين الغربيين


شؤون إيرانية:

بعد مرور 15 عاما على تسريب مباحثات علي لاريجاني مع الدبلوماسي البريطاني نيك بروان وطلبه من الغرب دعم جناح سياسي في ايران على حساب آخر، تنشر ويكيليكس هذه المرة تفاصيل محادثات مدير مكتب نجاد، اسفنديار مشايي مع سفير النمسا لدى إيران و انقل هنا جزءاً من تلك التسريبات


تقول ويكيليكس:

... لقد أظهر الرئيس  أحمدي نجاد نيته في تحسين العلاقات مع امريكا  من خلال بعث رسالة تهنئة إلى اوباما بمناسبة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية. ولقد تضايق كثيرا عندما تجاهل اوباما الرسالة ولم يرد عليها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن  ما آثار حفيظة نجاد أن الرئيس الأمريكي، وبدلا من مراسلته، قد قام بإرسال رسالة إلى المرشد آية الله خامنئي
يقول مشايي: لقد أوجد تصرف اوباما هذا  تأثيرا سلبيا بالغاً على نجاد.. لأنه "رجل مغرور جدا". وبعد فوزه وللمرة الثانية في الانتخابات اصبح نفوذه قويا جدا.. وعلى الجانب الآخر، شعرت القيادات الإيرانية أن مكانة الرئيس اوباما قد تراجعت كثيرا لأنه لم يتمكن من تحقيق انتصارات سياسية فيما يتعلق بالشأن الإيراني وبالتالي على حكومته باتخاذ خطوات أخرى في الخصوص. 

محمد

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

تعالوا نقارن بين أردوغان ونجاد

شؤون إيرانية:

طارق الحميد

لست من المنبهرين برئيس الوزراء التركي، وإنما دعونا نقارن بين زيارات السيد أردوغان السياسية الأخيرة في المنطقة، بعد الزلزال العربي، وتحركات الرئيس الإيراني، ليس لنقارن بين أردوغان ونجاد، بل لنعرف أين هو موقع إيران اليوم مقارنة بتركيا، ودلالات ذلك.

فبمقارنة بسيطة نجد أن رجب طيب أردوغان قد سافر إلى مصر، واستقبل استقبال الأبطال، وهو مشهد غير مألوف في مصر ذات النزعة الميالة للقيادة وتعظيم الهوية الوطنية، واصطحب معه أردوغان جيشا من رجال الأعمال الأتراك. وقال في مصر ما لا يستطيع حتى المشير طنطاوي نفسه قوله للمصريين، حيث نصح أردوغان الإخواني المصريين بأن الخيار الأمثل لهم أن تكون مصر ما بعد مبارك علمانية، وليست دولة دينية. ولم يكتف أردوغان بذلك، بل غادر مصر متوجها إلى تونس، مطلقة الربيع العربي – كما يسميه البعض – أو الزلزال العربي – كما أسميه للدقة – وردد نفس كلامه عن ضرورة علمانية الدولة في تونس، وكان معه نفس الجيش الجرار من رجال الأعمال الأتراك. وقبل أردوغان كان وزير خارجيته من أوائل مسؤولي دول المنطقة الذين زاروا بنغازي بعد سقوط نظام الطاغية معمر القذافي، فماذا عن الرئيس الإيراني؟
 
الملاحظ أنه بعد الزلزال العربي لم يزر أحمدي نجاد أي دولة عربية ممن ضربها الزلزال العربي، حتى أن المتابع يكاد ينسى اسم وزير خارجية طهران نظرا لقلة تحركاته، إقليميا وخارجيا، وتصريحاته. وعندما غادر نجاد طهران للمشاركة في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة بنيويورك، لم يزر أي دولة عربية مؤثرة، بل قام بزيارة السودان المقسم، ومن سخرية القدر أن الرئيس السوداني المطلوب للعدالة الدولية هو من يدافع عن نجاد وإيران، وليس العكس. كما قام نجاد بزيارة موريتانيا، التي لا تشكل أي أثر سياسي في المنطقة، والشرق الأوسط! فما معنى كل ذلك؟
 
الإجابة البسيطة والسريعة، أن إيران في حالة عزلة دولية وإقليمية، بينما تركيا أردوغان في حالة انتشار وتعزيز موقف، وتحديدا في مناطق الزلزال العربي، علما أن مصادر موثوقة تشير إلى أن المال الإيراني بات يعربد في مصر اليوم، وتلك قصة أخرى، إن لم تكن أم القصص، لكن الواقع اليوم يقول إن تركيا باتت هي من يملأ الفراغ في المنطقة اليوم، بينما تبدو طهران أكثر عزلة، ليس في المنطقة وحسب، بل وفي مناطق أخرى من العالم، فحتى فنزويلا اعتذرت عن استقبال نجاد في كراكاس، حيث أعلن وزير الخارجية الفنزويلي تأجيلها قائلا: «سننتظر إلى أن يتعافى الرئيس شافيز بشكل نهائي».
 
لكن من المهم أن نتنبه إلى أن زيارة نجاد لكل من السودان وموريتانيا لها مدلولات غير إيجابية، خصوصا إذا تذكرنا موقع الخرطوم ونواكشوط جغرافيا، وقربهما لكل من مصر وليبيا وتونس. فالواضح أن إيران تريد الخروج من عزلتها من خلال التحرك في المناطق الجغرافية القريبة من دول عربية تتلمس طريقها لإعادة بناء أنظمتها السياسية، بينما تركيا تتمدد تلقائيا في المنطقة لتملأ فراغا عربيا واضحا بانتظار من يملؤه!

المصدر: الشرق الأوسط

شعارات الأنظمة السياسية في إيران بين ثورتين

 شؤون إيرانية:


عرض عسكري ومدني بمناسبة الذكرى ال16 لما يعرف بالثورة البيضاء (عام 1963 ) في عصر الشاه محمد رضا بهلوي . لم يكن هذا العرض الذي سبق الثورة الإسلامية بأقل من عام واحد هو ما آثار انتباهي في هذا الفيديو لكن الملفت للنظر هو ما كان يردده المذيع اثناء العرض.. لو اغمضت عينيك للحظات وأخذت تستمتع لذلك لربما أعتقدت أنه يتحدث عن الثورة الإسلامية وزعيمها اية الله الخميني (مع تجاوز بعض المصطلحات التي تتحدث عن الملك والملكية) .. الكثير من المصطلحات نسمعها ليل نهار من النظام الحالي في إيران.. كان النظام البهلوي على علاقة وطيدة بالدول الغربية وكانت الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز السافاك تضطهد الشعب وتنكل بهم أيما تنكيل ومع ذلك نسمع المذيع يتحدث عن "زعيم الأمة الإيرانية" و "الاستعمار العالمي" و "رفعة الوطن والمواطن".. ولو نظرنا لما يحدث الآن في إيران وما يردده النظام الحالي- على الرغم من تجاوزات قوات البسيج والحرس الثوري من قمع وسجن وأعدامات سياسية-، لأدركنا أن المصطلحات ذاتها أو قريبة منها لازالت تصل إلى مسامعنا مع الأختلاف الكبير بين النظامين  حقيقة أن أحدهما اسقط الآخر ووعد الشعب بكثير مما نسمعه في هذا الفيديو...


هنا يبقى السؤال حول مستقبل النظام الحالي مطروحاً وكيف ستكون شعارات النظام الذي سيخلفه .. إن حدث ذلك... 

محمد


الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

الجيش الإيراني يتمركز على مقربة من الحدود الأمريكية



شؤون إيرانية:
افصح  قائد سلاح البحرية الإيرانية عن نية  قواته التواجد في المحيط الأطلسي حيث قال كما أن قوات الاستكبار العالمي (في اشارة إلى الدول الغربية خاصة امريكا وبريطانيا) تتواجد في المياة القريبة من حدودنا فإننا وبما نمكله من قدرات بحرية متطورة سنكون على مقربة من الحدود المائية للولايات المتحدة الامريكية .

جاء ذلك في تصريحات  نقلتها وكالات الأنباء الإيرانية عن الأميرال حبيب الله سياري بمناسبة الذكرى الواحد والثلاثين للحرب العراقية الإيرانية . هذا وأضاف سياري أن تواجد  عدد من الغواصات الإيرانية  في خليج عدن والبحر الأحمر مصدر فخر واعتزاز للجمهورية الإسلامية في ايران وبقية الدول الإسلامية في المنطقة.

وأشار إلى أن تواجد القوات البحرية الإيرانية في المياة الدولية  لن يقتصر على  على هذه المناطق بل يجب علينا العمل على تكثيف وجودنا في كافة المياة الدولية  بشكل عام. 

الجدير بالذكر أن إيران قامت  في شهر فبراير الماضي بإرسال سفينتين بحريتين إلى البحر المتوسط  واتجهت إلى الحدود السورية قبل أن تعود أدراجها عبر قناة السويس  في خطوة وصفتها الحكومة الاسرائلية "بالمستفزة".  كما تبع ذلك أعلان إيران  عن إرسالها  غواصات إلى البحر الأحمر بهدف «جمع المعلومات وتحديد القطع البحرية القتالية لمختلف دول العالم" .

محمد

الاثنين، 26 سبتمبر 2011

نجاد في الخرطوم للبحث في تهريب ترسانة القذافي

  
الحرس الثوري وجه صواريخ "سجيل" نحو أهداف في "الخليج"
شؤون إيرانية:

كثفت القيادة الايرانية تحركاتها ومساعيها خلال الاشهر القليلة الماضية باتجاه بعض الدول العربية والاقليمية بهدف ايجاد تحالفات بديلة عن النظام السوري الذي اعتبرت طهران انه دخل مرحلة "الاحتضار", بالاضافة الى تعزيز قدراته العسكرية وتهديداته.
وفي هذا السياق نقلت القيادة الميدانية العُليا للمنظمة الإسلامية السنية الأحوازية عن مصدر عسكري مسؤول في الحرس الثوري الإيراني إن زيارة أحمدي نجاد للسودان اليوم تأتي بعد تنسيق الحرس مع حكومة الخرطوم عقب تهريب قسم كبير من ترسانة معمر القذافي ومن ضمنها صواريخ روسية متطورة إلى غربي السودان. وسيبحث نجاد مع قادة السودان في إمكانية وسبل نقل تلك الأسلحة الى ايران وجنوب لبنان مقابل قروض مالية يتم تقديمها لحكومة البشير. 


وكشف المصدر ان قوة من فيلق القدس (نيرى قدس) فرع العمليات الخارجية (برون مرز) واكبت نقل بعض الصواريخ من ليبيا الى عدد من القواعد العسكرية في السودان, تمهيدا لنقلها الى وجهتها الجديدة في طهران وجنوب لبنان. وأن التحرك باتجاه ليبيا جاء بناء لأمر المرشد علي خامنئي في نهاية يونيو الماضي والقاضي بدعم القذافي ميدانياً.


وأضاف بأن الحرس الثوري شعر بضرورة تعويض خسارة الحليف السوري, وانكشاف طهران وحليفها "حزب الله" اللبناني في المنطقة, ومن هنا بدأ الحرس وحزب الله عملياتهما المشتركة في أفريقيا منذ انطلاق الثورة في مصر في يناير الماضي. واوفد "فيلق القدس" عشرات المجموعات إلى مناطق نائية في أفريقيا على شكل خلايا لا تتعدى الواحدة منها ستة أشخاص, علما إن قوام "قوات القدس" في أفريقيا حسب بعض التقديرات يزيد عن خمسة آلاف عنصر فاعل, تتمركز قيادتهم الأساسية اليوم في السودان ولديهم تواجد هام في الجزائر.


واوضح المصدر ان غالبية افراد "قوات القدس" تلقوا تدريبات خاصة وخدموا في العراق وجنوب لبنان كما ان أساس عمل تلك القوات ينقسم الى شقين, الأول عسكري والثاني استخباراتي ويتلقون دعما أساسيا من سفارات إيران في أفريقيا.
من جانب آخر, وفي تطور شديد الخطورة كشف المصدر عن أن الفرقة السابعة المدرعة في الحرس الثوري الإيراني (ولي عصر) العاملة جنوبي الأحواز المحتلة استلمت بمناسبة ما تسمى ثورة 17 شهريور (نهاية أغسطس) عددا من الصواريخ بعيدة المدى من نوع "سجيل - 2" قادرة على حمل رؤوس غير تقليدية, ونصب الحرس الثوري عددا منها في منطقة واسعة ممتدة من جنوبي الفلاحية (خور الدورق - خور الرملة) حتى التميمية على الخليج العربي, وجرى توجيه هذه الصواريخ على اهداف محددة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي.


كما نشر الحرس الثوري عددا كبيرا من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المعروفة باسم "سماوات" بعدما تم ربطها حديثا بالأقمار الصناعية الإيرانية. وطالب الحرس في الاونة الاخيرة وبشكل رسمي الجيش الإيراني بتقليص سيطرته على كرمانشاه (كردستان) -الحويزة وتسليم القيادة الفعلية في الأحواز (من قلعة القنطرة ¯ السوس الى الحويزة) للحرس لتكون كافة أراضي الأحواز المحتلة تقريباً تحت سيطرته بعد إن كانت القيادة للحرس تقتصر على عبادان - المحمرة, القصبة وسواحل الخليج العربي.


المصدر: السياسة الكويتية

الأحد، 25 سبتمبر 2011

صحيفة بريطانية : ايران سرقت صواريخ متطورة من ليبيا و هربتها الى السودان



 

تشمل صواريخ متطورة روسية الصنع باعتها موسكو الى طرابلس عام 2004
 
شؤون إيرانية:

ذكرت صحيفة ((ديلي تليغراف)) البريطانية  في عددها الصادر بتاريخ 22 من الشهر الجاري, نقلا عن تقارير استخبارية غربية , ان الحرس الثوري الايراني سرق عشرات الصواريخ الروسية المتطورة من ليبيا و هربها عبر الحدود الى السودان.
هذا وذكرت الصحيفة , في موقعها الالكتروني, إن وحدات من فيلق القدس التابع للحرس الثوري استولت على الأسلحة بعدما سافرت الى ليبيا من قاعدتها في جنوب السودان.
 
و اضافت ((ديلي تليغراف)) , نقلا عن ضباط استخباريين عسكريين في لبيبا, ان الوحدات الايرانية تصرفت بناء على اوامر قادة الحرس الثوري في ايران حيث اسغلت حالة الفوضى التي عمت ليبيا بعد انهيار نظام القذافي للاسيلاء على ((كميات كبيرة )) من الاسلحة المتطورة . 
 
ويقول ضباط الاستخبارات: إن الاسلحة التي سرقتها ايران تشمل صواريخ متطورة روسية الصنع من طراز ((اس ايه 24)) باعتها موسكو الى طرابلس عام 2004 ,حسب وكالة الانباء الالمانية. يمكن لهذه الصواريخ تتبع و اسقاط الطائرات التي تحلق على ارتفاع 11000 قدم
 وهي النسخة الروسية للصواريخ الأمريكية المعروفة باسم "ستنجر" التي استخدمت في افغانستان خلال الحرب الروسية الأفغانية في ثمانينات القرن المنصرم....

ويعتقد مسوولو الاستخبارات انه جرى تهريب الصواريخ و الاسلحة الاخرى المتطورة التي استولى عليها الحرس الثوري من مخازن القذافي عبر حدود باتجاه جنوب السودان في وقت سابق من الشهر الحالي.
 
واضافوا انهم يعتقدون انها مخباة حاليا في منشاة سرية تابعة للحرس الثوري في مدينة الفاشر, عاصمة ولاية شمال دارفور. وتشير بعض التقارير الى انه جري تهريب بعض الصواريخ الى مصر.
 
و افادت الصحيفة بأن ايران و السودان وقعا, موخرا, على اتفاقية تعاون عسكري و أن مئات من عناصر الحرس الثوري يتمركزون في السودان للمساعدة في تدريب الجيش و دعم الحكومة في حملاتها ضد المجموعات المتمردة , كما يملك الحرس عددا من معسكرات التدريب بغرض تدريب جماعات مسلحة اسلامیة .وتقول الصحيفة : ان مسوولي الاستخبارات يخشون من ان تقع الصواريخ و اسلحه اخرى في ايدي متشددين , ومن ثم تستخدم لتنفيذ هجمات.
 
http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/iran/8782103/Iran-steals-surface-to-air-missiles-from-Libya.html

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

عشرة اسئلة مباشرة لأحمدي نجاد !!



شؤون إيرانية:
يعتقد المؤرخ و الباحث في الشأن الإيراني في جامعة استنفورد الأمريكية ، عباس ميلاني ، أنه على الصحفيين  أن يسألوا أحمدي نجاد اسئلة شخصية ومباشرة بدلا من إتاحة الفرصة له بمزيد من الكذب والمراوغة.. وقد قام بطرح عدة اسئلة  في مقال نشر له مؤخرا في صحيفة "ذا ديلي بيست" الأمريكية .

المقال:

يحل شهر سبتمبر مجددا ويحزم أحمدي نجاد حقائبه متوجها إلى قبلة وسائل الأعلام العالمية للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. أنه شخص مغرور أدمن على فلاشات وسائل الأعلام  وكل عام يأتي إلى نيويورك يكرر تلك الجمل والعبارات الممجوجة والمملة عن محرقة اليهود وأحداث الحادي عشر من سبتمبر أو يتحدث عن أن ايران لايوجد بها مثليين أو أنها الدولة الأولى في العالم التي تتمتع بديموقراطية حقيقية. 

يمكننا القول أن معظم وكالات الأنباء العالمية تتنافس على إجراء مقابلات معه وعندما تسنح لهم مثل هذه الفرصة فهم غالبا، وبناء على تجاربهم السابقة، ما يتحاشون طرح بعض الأسئلة الصعبة أو الأصرار على انتزاع بعض الأجوبة. الجدير بالذكر أن أحد المستشارين الأعلاميين للرئيس اساتذ جامعة متقاعد  تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية .
أما هذه المرة فيأتي الرئيس إلى نيويورك وقد تم نتف ريشه وقد يتم استجوابه هذا الأسبوع في ايران. لذا فإن الوقت قد حان لوسائل الأعلام أن تطرح اسئلتها وبكل صراحة ووضوح لأنه من غير المؤكد تمكنه من الحضور إلى نيويورك العام القادم. بقي أن نشير إلى نقطة مهمة وهي وعلى الرغم من الضجيج الذي يثيره أحمدي نجاد، إلا أنه في حقيقة الأمر ليس له دور كبير في رسم سياسة البرنامج النووي الإيراني، لذا فإن الأسئلة  يجب أن تتركز حول حلقة الفساد  التي كونها حول نفسه. وهنا بعض الأسئلة التي يجب طرحها على نجاد خلال هذه الزيارة:

1) وعدت حكومتكم بمحاربة الفساد والتلاعب الحزبي، إلا أنك متهم من قبل وسائل الأعلام في ايران، السلطة القضائية والبرلمان شقيقك بأن الحكومة الحالية أكثر الحكومات الإيرانية فسادا منذ سقوط النظام الملكي. لقد قمت بتعيين والد زوجة نجلك في أكثر من 13 منصب قيادي ووضعت تحت تصرفه بلايين الدولارات، وهو الآن متهم من قبل وسائل الأعلام الداخلية بتورطه المباشر في قضية أختلاس 3 الآف بليون دولار وسرقة بعض الأعمال الأثرية.  لقد اتهمك شقيقك ووسائل أعلام إيرانية تعترف بها شخصيا بتعاملك بالسحر والشعوذة  فماهو ردك على هذه الأتهامات؟

2) عندما وصلت الجمهورية الأسلامية إلى سدة الحكم في إيران كانت كافة المعايير الأقتصادية والأجتماعية  بدءاً من النمو الأقتصادي السنوي وانتهاءًا بالأمل في الحياة مساوية تماماً لما كانت عليه الأوضاع في تركيا، ولكن في الوقت الراهن يعد الأقتصاد التركي واحد من أكثر الأقتصادات نموا  في العالم وايران ماهي إلا شريك صغير في هذا الأقتصاد الضخم. السؤال هنا كالتالي: هل صحيح أن الاحصاءات الأقتصادية مثل نمو الناتج الوطني الأجمالي ، التضخم والبطالة في ايران مخيفة إلى درجة جعلتك تصدر أوامرك إلى الحكومة بجعل هذه الأرقام سرية وغير قابلة للنشر؟

3) يذكر أنك زعمت أنه لايوجد شخص واحد في إيران تم سجنه بسبب آراءه السياسية ولكن الواقع يقول أنه الآن ونحن نتحدث إليك هناك اثنين من منافسيك في الانتخابات الرئاسية السابقة مسجونين لأكثر من 178 يوما ودون توجيه إليهما أي تهمة تذكر، وهذا أيضا مصير عشرات الصحفيين والسياسين والمفكرين الإيرانيين خلال الفترة الأخيرة. لقد تم قبل اسبوع من الآن إهانة طالبة دكتوراة إيرانية وباحثة في علم الأجتماع وتم جلدها 50 جلدة في سجن اوين بسبب نشاطها في المركز الأعلامي لمير حسين موسوي. هل تنكر مثل هذه الأدعاءات؟

4) ما هو ردك على الأتهامات بأن اتباع الجماعات الصوفية، والدراويش القنابدي (نعمت اللهي) ،وكذلك الحال لأتباع المذهب السني والطائفة البهائية قد تم ملاحقتهم والتنكيل بهم خلال فترة رئاستكم؟ ألم  يتم سجن أتباع الطائفة الصوفية وزعماء البهائية، و تدمير مساجد أهل السنة ومنع أئمتهم من الصعود على المنابر؟

5) يتهمك منتقدوك الذين تعج بهم أعداد كبيرة من مواقع الأنترنت العالمية والمحلية  والشباب المقربين من الحرس الثوري وصحيفة كيهان المقربة من المرشد خامنئي أنك تهدف من وراء خلق هذه الزوبعة التي تثيرها خلال رحلاتك إلى نيويروك إلى صرف المجتمع الإيراني بعيدا عن مشاكلك ومساعديك والدوائر المقربة منك. هل طرحك لموضوع دفع تعويضات إلى ايران بسبب احتلالها بواسطة قوات التحالف خلال الحرب العاملية الثانية يصب في هذا الأتجاه ودليلا على صدق ما ذهب إليه من يختلفون معك في ايران؟

6) ماهو ردك على قضية أن عدد من علماء الدين في إيران قد تعاونوا  خلال السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية مع الدعايات النازية وساهموا في ترويجها وانتشارها وكذلك تشجيعهم لمفتي القدس الذي كان من مؤيدي النازية؟

7) لقد اهملت حكومتكم قضية حماية البيئة والمخاطر التي تتعرض لها في ايران. لقد جف نهر "زاييده" في اصفهان وكذلك الحال لبحيرة أرومية التي يهدد جفافها حياة عشرات آلاف الإيرانيين في المنطقة . لماذا لم تأخذ مثل هذه القضايا بجدية على الرغم من رحلاتك المتكررة داخل ايران؟ً

8) يلاحظ سعيكم الحثيث إلى تفعيل سياسة الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة وفي الجامعات على وجه الخصوص. وفي الوقت ذاته هناك الكثير من الشواهد على أن مجلس الشورى يدرس قانونا يحد من انخراط الفتيات في التعليم العالي. ماهي خططكم في مواجهة  مثل هذه القضايا؟

 9) اظهرت الاستطلاعات التي أجرتها مؤسسة زعبي مؤخرا أن 12  % فقط من مسلمي المنطقة  يدعمون سياسة ايران بينما النموذج التركي الذي يتبنى  نظام ديموقراطي علماني في مجتمع اسلامي  تزداد نسبة تأيده يوما تلو الآخر. يصغد نجم تركيا يوما بعد آخر وتزداد حظوظها كما أن حليفكم آية الله السيستاني، أكبر المراجع الشيعية في العالم، غير مستعد لتشكيل حكومة ذات مرجعية دينية في العراق. من جانب آخر يتمسك  ديكتاتور سورية ومستبدها، بشار الأسد، بشعرة أمل من أجل البقاء. السؤال هنا، ومن وجهة نظركم، ماذا سيكون مستقبل نظام ولي الفقيه في ايران في ظل هذه التحديات؟

10) هل تعتقد أن سيتم استجوابكم قبل انتهاء فترتكم الرئاسية؟ لقد هددت مرارا وتكرارا بأنك ستتأخذ اللازم إذا تجاوز أحدهم الخطوط الحمراء التي وضعتموها. ماهي هذه الخطوط الحمراء وما هي خطتكم للتدخل؟  لماذا اعتقدت أنه بإمكانك السيطرة على الحرس الثوري  وخامنئي؟ 

لم تواجه ايران قط أزمة قوى مثل تلك التي تمر بها هذه الأيام. لم يتضرر المرشد الأعلى في إيران بهذا الشكل من قبل مطلقاً. إن الشعب الإيراني يعاني ولقد حان الوقت لاجبار وسائل الأعلام المؤيدة لأحمدي نجاد على الإجابة على الأسئلة المطروحة وألا يسمح لنجاد مجددا أن يثير الرعب في الفضاء العالمي ويستغل فرصة هذا التجمع الأعلامي الضخم لتقوية وتدعيم مكانته في إيران. 

محمد (ترجمة فقط)

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

هل تنجح تركيا حيث فشلت إيران؟


شؤون إيرانية:
هدى الحسيني

 
زعماء المنطقة غير العرب يريدون كسب الشارع العربي، يعتبرونه مأخوذا بمواقفهم، يلعبون على عواطفه وخيباته. والشارع العربي يجمّل صورتهم في الخارج، يساعدهم على استمداد القوة.
على خطى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يسير رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان. الأول حاول «اقتناص» الشارع العربي قبل «الثورات العربية» ولما وقعت الثورات، ظن أنه بسبب تأثير الثورة الإسلامية الإيرانية. أردوغان أراد «قطف» حماسة الشارع العربي وهي في عز ربيعها ولا تعرف ماذا يحمل لها شتاء الثورات.

الشارع العربي يمنح قوة لهؤلاء الزعماء، وهم يدغدغون أحلامه، يحدثونه عن مستقبل زاهر. لكن الشارع العربي مثل الزئبق لا يهدأ بيد زعيم، ثم إنه شارع ملول، وكما يعشق بسرعة يدير ظهره بسرعة، وهكذا القوة التي يمنحها لهؤلاء. أين صارت القوة التي ظن أحمدي نجاد أن الشارع العربي منحه إياها؟ بتلك القوة قمع المظاهرات التي خرجت تندد بتزويره الانتخابات الرئاسية. فإذا به يخسر الشارع الإيراني، فيما الشارع العربي أدار له ظهره.

القوة التي تنفسها أردوغان من جولته الأخيرة دفعته إلى تهديد قبرص اليونانية التي لم تبال، وقررت المضي قدما في التنقيب عن الغاز قبالة الساحل الجنوبي. استمر أردوغان في التهديد وفي الوقت نفسه أبلغ الأمم المتحدة وقادة قبرص أن بلاده لم تعد مستعدة لقبول التنازلات التي وافقت عليها للمساعدة في إعادة توحيد قبرص حسب خطة الأمم المتحدة لعام 2004، فالجانب التركي لن يرضى بقبول أي شيء أقل من الاعتراف بحل الدولتين في الجزيرة. أيضا حذرت تركيا الاتحاد الأوروبي، بأنها لن توافق على تسلم قبرص رئاسة الاتحاد مع بدء السنة المقبلة.

في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي وفي منتدى «الجزيرة»، شدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على أنه «تجب حماية سلامة أراضي بلادنا والمنطقة». لم يشر إلى قبرص أو الأكراد.
يريد أردوغان الآن وضع تركيا باعتبارها طليعة المؤيدين للقضية الفلسطينية، كما يريد من «الربيع العربي» اعتبار تركيا مؤيدة ونموذجا ملهما، مشددا على وحدة تركية - عربية صلبة، فهو يخطط لمجلس تعاون استراتيجي بين مصر وتركيا.
التمهيد لهذا التعاون لوحظ من خلال حجم الوفد الذي رافق أردوغان: ستة وزراء ونحو 200 من رجال الأعمال الأتراك، فتركيا عازمة على الاستثمار بكثافة في المنطقة. عام 2010 بلغ حجم التجارة التركية مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما يفوق 30 مليار دولار، أي ما يمثل 27% من الصادرات التركية، وقد استثمرت أكثر من 250 شركة تركية في مصر بمبلغ 1,5 مليار دولار.

يجب الاعتراف، أنه رغم محاولات أحمدي نجاد كسب الشارع المصري بشن حربه على نظام مبارك، فقد عجز عن إغراء هذا الشارع بالنظام الإيراني رغم العلاقات التي بناها مع «الإخوان المسلمين» و«شارع خالد الإسلامبولي». أما أردوغان، وإلى حين موعد زيارته، فقد كان النموذج التركي يحظى بشعبية هائلة في مصر: حزب إسلامي (حزب العدالة والتنمية) في السلطة، دستور علماني، أما الجيش، وإن كان قويا، فقد أعيد إلى الثكنات، وازدهار اقتصادي.
لكن المشكلة مع أردوغان، أن سياساته الخارجية غير ثابتة. ومراجعة لسياساته القريبة، والتي تغيرت بسرعة، تبعث على الشك في ثبات هذه السياسة والتزاماتها.

حذر أردوغان من محاولة غزو ليبيا. وأصر على أنه إذا كان هناك أي تغيير للنظام في ليبيا فيجب أن يأتي من الداخل وليس من خلال التدخل الأجنبي. كان لتركيا استثمارات بمليارات الدولارات في ليبيا ناهيك عن أكثر من 20 ألف عامل تركي تم إجلاؤهم في غضون أيام. ورغم أنها في الأطلسي فقد أدانت بقوة القرار الدولي 1973. ثم حصلت الإطاحة بالنظام، فانتقلت قافلة أردوغان لتحية الثوار.

يمكن لتركيا أن تقول إنها حسب سياسة داود أوغلو: «صفر مشكلات»، فإن الاقتصاد والتجارة يأخذان الأولوية. لكن هذه السياسة انهارت وأدت إلى ضغينة مع إسرائيل، والثورات العربية دفعت أنقرة إلى إدخال بعض التعديلات عليها. هذا الأسلوب (إدخال تعديلات)، قد يتكرر مع السياسة «المنفتحة» الجديدة.
لكن إدخال التعديلات لم ينجح مع سوريا. فقد انكسرت العلاقات عندما تجاهلت سوريا دعوة تركيا لوقف حملتها العسكرية على المتظاهرين المدنيين. وأفقدتها بذلك «القوة» التي يتمتع بها أحيانا الوسيط. وبذلك تكون سوريا الثانية بعد إسرائيل التي نزعت صفة الوسيط عن تركيا.

في إطار سياسة «صفر مشكلات» مع الدول المجاورة عززت أنقرة علاقاتها السياسية والتجارية مع سوريا. ارتبط أردوغان بصداقة مع الرئيس السوري بشار الأسد وبنى علاقات سياسية واقتصادية مع دولة مجاورة، كانت معادية، وعادت معادية الآن عندما فقد صبره لامتناع الأسد عن الأخذ بنصيحته عدم قتل المحتجين وإجراء إصلاحات. قد لا يكون الحق على أردوغان في فشل سياسة «صفر مشكلات» مع سوريا، إذ إن الالتزام بالوعود ليس من صفات الرئيس السوري، فهو عندما وافق على قانون تعدد الأحزاب الذي طالبت به المعارضة، لم يوقع عليه إلا بعدما شطب عبارة: «المشاركة في السلطة والحكم».
داود أوغلو، يوم الأحد الماضي وفي حديث إلى «سي إن إن» قال إن سياسة «صفر مشكلات» لم تسقط إلا في سوريا. هذا يعني أن العلاقة مع إيران جيدة.

في كتابه: «العمق الاستراتيجي: وضع تركيا الدولي»، يقول أوغلو إن تركيا الآن لاعب رئيسي في الشرق الأوسط «هذا هو وطننا». ولوضع هذه العبارة في منظور مفهوم، جاء أوغلو بمعادلة: العثمانية الجديدة زائد القومية التركية زائد الإسلام، تساوي: تركيا الكبرى.
العثمانية الجديدة تصل بتركيا إلى الأراضي العربية والبلقان. الروابط القومية التركية تصل بها إلى آسيا الوسطى، أما ديار الإسلام فإنها من المغرب إلى إندونيسيا. لهذا، وهو الأهم بالنسبة إلى أوغلو، فإنه يعتبر الشراكة بين تركيا وإيران تعادل تلك القائمة بين فرنسا وألمانيا. وفي ظل مفهوم أوغلو هذا، يمكن فهم العلاقة بين تركيا والبرازيل وموقفهما العام الماضي في مجلس الأمن، ضد واشنطن ولندن وباريس بالنسبة إلى البرنامج النووي الإيراني.

سوريا على علاقة وثيقة بإيران، شكلت لتركيا حالة حرجة وقد يكون هذا السبب الذي جعل أردوغان يفقد صبره مع الأسد. فتركيا ترى إيران الباب الذهبي إلى آسيا الوسطى وربما أيضا إلى الخليج، وإلى تحقيق معادلة أوغلو.
هل أن الطموح التركي البعيد سيتعرض لما يتعرض له الطموح الإيراني البعيد؟ تركيا الآن تستخدم المشاعر المعادية لإسرائيل في المنطقة لكسب مصداقية (لم يقطع أردوغان العلاقات الدبلوماسية)، لكنها تريد أن تستمر أزمتها مع إسرائيل لنفوذ أقوى في الشرق الأوسط، اعتقادا منها بأن الحاجة الأميركية لها ستزداد للمساعدة في إدارة الصراعات في الشرق الأوسط من سوريا إلى مصر إلى إيران. ثم إن تركيا بعد ضعف النظام في سوريا تريد أن تلعب دورا في العراق وربما كوسيط بين واشنطن وطهران. هي «سلّفت» الولايات المتحدة في الرابع من سبتمبر (أيلول) عندما وافقت رسميا على تركيب رادار لمنظومة الصواريخ الدفاعية الاستراتيجية التي تديرها الولايات المتحدة. هذه الموافقة قد تعقّد العلاقات التركية - الروسية، لكنها في الوقت نفسه إشارة تركية إلى أميركا على أن أنقرة ضرورية لواشنطن، وإشارة إلى طهران على استعداد أنقرة للعب دور الوسيط بينها وبين واشنطن، وإشارة إلى إسرائيل، ليس معروفا تفسيرها، فإيران رأت الموافقة على الرادار، بمثابة دفاع عن إسرائيل.

هل هذه خطوة تركية صائبة؟ حتى الآن خسر أردوغان انتصارين. الأول مع سوريا التي رفضت الاستماع لنصائحه، والثاني مع إسرائيل التي رفضت تقديم اعتذار له.

وهناك في تركيا من بدأ يحذر إذ إن الآذريين فيها أكثر عددا من أذربيجان، والأرمن أكثر من أرمينيا، وفيها ألبانيون أكثر مما في ألبانيا وكوسوفو، وبوسنيون أكثر من البوسنة، والأكراد فيها أكثر عددا من كردستان العراق وهذه كلها براميل بارود محتملة

المصدر: الشرق الأوسط

الأحد، 18 سبتمبر 2011

لماذا نجحت تركيا فيما فشلت به إيران؟


شؤون إيرانية:

د. علي الخشيبان
    لا تبدو الإجابة على سؤال استراتيجي مهم كهذا سهلة المنال، فقد كتب التاريخ شيئا مختلفا وكبيرا عن دولتين استطاعت إحداهما أن تكسب العالم العربي عبر مرحلة مهمة في التاريخ العربي مستثمرة الثورات العربية، بينما الأخرى ظلت في محاولة مستمرة لإثارة المشكلات في المناسبات السياسية والاقتصادية بل وحتى الدينية.
تركيا وبعد خروجها من دائرة الامبراطورية إلى تركيا (كمال اتاترك) لم تتوقف عن بناء ذاتها، فهي في محاولة مستمرة للانضمام إلى أوربا وفي سباق كبير للوصول إلى العالم الإسلامي عبر بوابة العرب لأنها فعليا لم تحاول الخروج من هويتها الإسلامية.

وحتى لا يفهم من هذا المقال أن المنطقة العربية دائما تتسول دولة قوية تساندها فهذه ليست الحقيقة، ولكن الحقيقة هي العكس فالمنطقة العربية والشرق الأوسط تحديدا تتسابق من اجلها الكثير من الدول لأنها عبر التاريخ أثبتت أنها تنمح وتشكل مع أصدقائها والمتعاونين معها تكتلا مهما، والدليل أن المنطقة العربية وخصوصا الشرق الأوسط لم تكن يوما مهملة تاريخيا عبر القرون الماضية بغض النظر عن أسباب ذلك.
تركيا بدأت مشوارها ليس للقضاء على الثقافة الإسلامية في الداخل التركي بل ما حدث العكس، فقد استطاع الإسلام في تركيا أن يتحرر من الكثير من معوقات تحوله المدني، وهاهي تركيا اليوم يحكمها حزب إسلامي يسيطر على كل مقومات الحياة السياسية في بلد كل سكانه تقريبا مسلمون.

على الجانب الآخر إيران التي خرجت من امبراطورية الفرس ودخلت إلى نفس الامبراطورية ولكن بعمامة إسلامية تحت شعار تصدير المذهب الشيعي، وكان السؤال الملح الذي بدأ مع قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني ليس مرتبطا في جعل إيران دولة ولكنه مرتبط في جعلها مصدرا من مصادر الثقافة المذهبية وتوزيع منتجها المذهبي عبر الحدود وهذا ما حدث خلال العقود الماضية.

أول شعار صدم أسماعنا عند انتصار الثورة هو مصطلح تصدير الثورة، وهذا المصطلح لم يكن مجرد شعار سياسي، بل شعار تنموي داخل إيران ذاتها، فهو رسالة إلى الداخل الإيراني منذ أكثر من ثلاثين عاما يقول هذا الشعار إن التنمية في إيران يجب أن تركز على تصدير الثورة مذهبيا، وهذا يتطلب بناء سلاح عسكري يحمي هذه الثورة، لذلك بنيت الإستراتيجية الإيرانية على الإنفاق العسكري والمذهبي السياسي وليس المذهبي الديني.

بعد وفاة الإمام الخميني ظهرت اتجاهات سياسية تعمل في الداخل الإيراني محاولة تبرير ما يجري في السياسية الإيرانية ومنها محاولات خاتمي ورافسنجاني للتغطية على الهدف الاستراتيجي للثورة وذلك في محاولة الانفتاح بشكل اكبر على المحيطين بإيران سياسيا وثقافيا. والقارئ لكتب محمد خاتمي يدرك تلك المعضلة التي كانت تعاني منها السياسة الإيرانية في محاولة إيجاد التوازن بين أهداف الثورة وبين متطلبات العالم الحديث، وذكر خاتمي في كتابه مدينة السياسة ما يدل على اتجاهاته المختلفة عن تلك التي دعا إليها الإمام الخميني، حيث قال حرفيا " فغاية الحكومة رعاية المصلحة وأمرها بيد المجتمع وشرعيتها رهن رضا الناس".

القيم الأساسية القاضية بتصدير الثورة وتسليح إيران على حساب التنمية والاقتصاد كان مستمرا وخاصة السلاح النووي ولكن الحقيقة أن محاولات المصلحين من السياسيين الإيرانيين لم تكن تجد طريقها إلى الواقع وخاصة مع أول مؤشر عدم رضا الناس عن الحكومة الإيرانية خلال مرحلة تزوير للانتخابات كشفت الوجه الحقيقي لنوعية التنمية في هذا البلد.

أخطر ما خلفته، فكرة تصدير الثورة هو ذلك الضرر الكبير الذي أصاب مذهبا كبيرا من مذاهب الإسلام ألا وهو المذهب الشيعي الذي ظهر كغطاء سياسي مخيف ومقلق للأتباع والمنطقة، الإمام الخميني وبعد وقت قصير من ثورته أراد أن يسمعه العالم كله ولعلنا نتذكر حادثة السفارة الأمريكية بعد الثورة وكذلك ما حدث في مناسبة دينية عظيمة هي الحج، كل هذه المؤشرات لم تكن تدل على أن التحول الذي حدث في إيران كان يتجه باتجاه صحيح وهذا يعطينا مؤشر خطير أن التحولات في الدول ذات الطابع الثيوقراطي لا تؤدي إلى نتائج أفضل.

هناك إجابة على السؤال لماذا لم تنجح إيران في المنطقة العربية لابد من سماعها أولا، ففكرة تصدير الثورة هي الفكرة الأكثر أثرا في فشل إيران في المنطقة العربية ولذلك فإن خطأ إيران يكمن في تدخلها عبر المسار التاريخي في لبنان وسوريا والعراق واليمن والسودان والبحرين وفلسطين، كما أن إيران لم تدخل في صراع حقيقي مع إسرائيل إلا من خلال الدم اللبناني، فقد دفع اللبنانيون دماءهم، ولكن يسجل نجاحهم لإيران وليس لهم، فلازال الكثير من اللبنانيين يسأل هذا السؤال: إذا كانت المقاومة عمل حقيقي لبناني لماذا يسجل باسم إيران ..؟.

إيران الحكومة التي تدور حولها شكوك كبيرة حول صفقات دبلوماسية مع أمريكا وأحيانا إسرائيل لا تعمل شيئا ينفي هذه التهمة سوى ذلك الصوت الإعلامي الذي نسمعه بين الفينة والأخرى فهي لم تكلف نفسها إرسال سفن للحرية من اجل غزة، في الحقيقة لا تبدو القصة يمكن تصديقها كثيرا حول من هو عدو إيران الحقيقي.

في الجانب التركي هناك نجاحات كثيرة وهي صامتة ولم تخرج عن البناء التنموي في الداخل التركي فقد استطاعت الحكومات التركية وخاصة مع حزب العدالة والتنمية أن تتحرك لصالح البناء التنموي التركي وهذا أكسب تلك الحكومات ثقة الناخب التركي.

الحكومات التركية لم تهمل ذلك الحس الإسلامي الكبير المبني في جذور المجتمع التركي ولذلك فالقضايا الإسلامية في كل بقاع الأرض هي جزء من الاهتمام التركي الذي تركزت جهوده على بناء الاقتصاد التركي عبر توسيع دائرة الشراكة العالمية مع الدول التي لديها القدرة على دعم الاقتصاد التركي.

النموذج التركي الذي يلقى قبولا ونجاحا في المنطقة العربية هو النموذج الأقرب للنجاح على جميع المستويات، فقدرة المجتمع التركي الملاصق لأوربا والقريب من العرب والمتبع للدين الإسلامي تشكل مثالا يمكن أن يحقق معادلات سياسية واقتصادية متوازنة في المجتمعات العربية التي يجب أن ندرك أن إطلاق كلمة ديمقراطية في مساحاتها والمطالبة بها خطأ استراتيجي، فمتطلبات الديمقراطية واستخدام هذا المصطلح في وصف الثورات العربية يفتقد إلى كثير من الواقعية العملية فلا يمكن أن تقوم ديمقراطية في مجتمعاتنا العربية بالمفهوم الغربي للمصطلح ولكن يمكن أن يتم تأسيس قيم العدل والمساواة والحرية وفقا للمعايير المجتمعية.

الحاجة العربية ليست تصدير الثورة كما تفعل إيران ولكنها حاجة إلى دعم النموذج السياسي المتوازن بين القيم المجتمعية وبين التركيبة السياسية من خلال دعم الحقوق والحريات والتعددية الحزبية وهذا ما تحقق في النموذج التركي الذي يبدو سهلا ممتنعا في آليات التوازن بين القيم المجتمعية وبين القيم السياسية والاقتصادية.

 المصدر: صحيفة الرياض

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

أصحاب العمائم السوداء في سحق الحركة الخضراء


مع تحفظي الشخصي على بعض النقاط التي وردت في المقال

شؤون إيرانية:

د. عبدالعظيم محمود حنفي
مر اكثر من عامين على اعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لفترة رئاسة ثانية في 12 يونيو 2009 . واندلاع الحركة الاصلاحية الخضراء التي كانت اضخم تحديا للثورة الايرانية منذ قيامها عام 1979 , تلك الحملة التي كان شعارها "اين صوتي?" تعبيرا عن التزوير الواسع لنتائج الانتخابات  للابقاء على الرئيس نجاد رئيسا للجمهورية لفترة ثانية . و كان رد فعل الثالوث الحاكم بزعامة اية الله خامنئي قمعيا, وهذا الثالوث هم الحرس الثوري الايراني ورجال الدين المتشددين و"الباسيج" الذين هم بمثابة جيش شعبي تمت ادلجته باسم حماية الاسلام.

الواقع ان الثورة الخضراء, اذا كان قد تم قمعها, فانها اخذت في زرع بذور الشك في الركائز المحورية للجمهورية  الايرانية, وفي زعزعة العامل الايديولوجي الذي جسدته الثورة الاسلامية في ايران وهو عامل لم ينشأ مع تلك الثورة, بل له جذوره  في التاريخ الفارسي القديم عندما اصطلح الايرانيون على اعتبار السند الديني اساسا للسلطة السياسية, واعتقدوا في تمتع الملوك بتفويض من الاله "أهور افردا" لممارسة الحكم , ومع دخول الايرانيين في الاسلام اتخذ الصفويون من التشيع الاثنى عشري أداة لمقاومة خصومهم ثم لتوحيد بلادهم .وقد اعيد طرح الفكرة نفسها ولكن باسلوب مختلف, ومرد ذلك ان جوهر العقيدة الدينية الشيعية يتمثل في اعتبار سائر الحكام الدينيين مغتصبين للسلطة السياسية من الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري , لكنه يحض في الوقت نفسه على التريث في الثورة على الاوضاع الجائرة انتظارا لظهور المهدي المنتظر, واشاعة الحق والخير في ارجاء العالم, وعلى امتداد الفترة الفاصلة ما بين قيام الدولة الصفوية واندلاع الثورة الايرانية ظل التصور الشيعي التقليدي لدور الفقهاء ورجال الدين قاصرا على ممارسة الافتاء والقضاء "أي الولاية الخاصة" من دون الاشتغال بالسياسة او بإدارة الدولة "أي الولاية العامة" والاضافة الحقيقية التي جاء بها الامام الخميني تتمثل في كونه ارسى وكرس توسيع ولاية الفقيه  وانتقل بها من الخاص الى العام "أي من الافتاء والقضاء الى ادارة الدولة" وكان مدخله لتحقيق هذا الهدف هو تخويل الفقهاء النيابة عن المهدي المنتظر في الثورة على الحاكم المستبد ثم ممارسة الامامة.

هذا النموذج اضحى موضع تساؤل لان الحركة  الخضراء هي في روحيتها وجوهرها رفض لولاية الفقيه, وهذا احد المكاسب الكبيرة للحركة الخضراء, لان النظام القائم مكن الصفوة الحاكمة من جمع الثروة من دون ادنى محاسبة او خوف من انتقاد الشعب او المنظمات الدينية, والحركة الخضراء هي خطوة كبيرة ومجيدة من اجل الاصلاح من الداخل وهي تعتبر الحركة الاصلاحية  الديمقراطية الثالثة في التاريخ الايراني الحديث وكانت الاولى جسدتها الثورة الدستورية عام 1906 , عندما تحالف التجار والمثقفون ورجال الدين لمواجهة السلطة المطلقة للشاه وارغامه على الحد من صلاحياته وسلطاته من خلال تغيير الدستور وانشاء مجلس اعلى على غرار البرلمان  .

جاءت حركة الاصلاح الثانية في اعقاب انتخابات 1997 وتولي خاتمي رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية, وقد رسم خاتمي ستراتيجية حركة الاصلاح الثانية بالاشتراك مع نخبة من الطلبة والصحافيين والعلمانيين ورجال الدين والمثقفين ومسؤولين.
وقد اعتبرت هذه الحركة امتدادا للحركة الدستورية عام 1906 , والتي تلتها الجبهة الدستورية الوطنية في فترة الخمسينات من القرن الماضي. وقد ظل خاتمي قائدا لحركة الاصلاح الجديدة حتى محاولة اغتياله عام 2000 والتي اصيب من جرائها بجرح بالغ .ثم فقدت الحركة زخمها مع سطو المحافظين على البرلمان في فترة رئاسته الثانية .

الا ان الحركة الاصلاحية الثالثة وهي الحركة الخضراء هي الاشد عنفوانا والاكثر مواجهة وعمادها الشباب نتيجة لتشجيع الحكومة على كثرة الانجاب فأصبحت اكثرية الشعب من الشباب الطموح والمنفتح على افكار جديدة والرافض لفكرة الولي الفقيه غير الديمقراطية وساهم التضييق على الحريات واتساع نفوذ الحرس الثوري, وحكم احمدي نجاد الفردي, والعسر الاقتصادي وثورة المعلومات والاتصالات كلها ساهمت في ان يصبح الشعب الايراني حساسا جدا بالنسبة الى نوع الحكم القائم على الفردية او نظام الصفوة او النخبة الحاكمة, وربما ساهمت هذه الظروف في نضوج الشعب الايراني, وزيادة ادراكه بأن له كل حقوق المواطنة وليس الشعب كالقطيع ينقاد وراء من يسوقه. وقد استرجعوا عبارة استاذ للتاريخ كان قد اعدم في فترة الاصلاح الثانية  نتيجة تصريحه  بأنه ليس على المسلمين ان يتبعوا رجال الدين مثل القرود.

رغم التأييد الشعبي في ايران لحركة الاصلاح الثالثة  الا انها كشفت عن ضعف في بنيتها الاساسية اي من الناحية الايديولوجية, وهذا يعني ان حركة الاصلاح قاصرة عن الانتصار حيث تفتقد الى خطة اصلاح حقيقية ومتكاملة لكي تجتذب مزيدا من التاييد الشعبي ورجال الدين ايضا. وهي لم تستطع مواجهة حملات القمع التي يشنها اصحاب العمائم السوداء وربما يرجع ذلك لقلة الخبرة والحذر الشديد.

وهناك اعتقاد سائد بين المصلحين السياسيين في ايران ان لابد من تدعيم ثقافة الديمقراطية من خلال نظام تعليم سياسي يمكن ان يساهم في التحول السياسي والمؤسسي نحو الديمقراطية .وربما يخضع التيار المحافظ من السياسيين الى عملية التحول ويتبنى مبدأ المشاركة السياسية والتنازل عن سلطانه الى آخر لكي يحافظ  اصحابه على مصالحهم ومكاسبهم الاقتصادية .