تويتر

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

الدور السعودي في حل الأزمة السورية


شؤون إيرانية

تسجيل لمشاركتي مساء البارحة في برنامج "ساعة حرة" على قناة الحرة الأمريكية


ضيوف هذه الحلقة:
من واشنطن كيفين بارون رئيس تحرير موقع Defense One
ومن لاهاي محمد السلمي كاتب ومحلل سياسي سعودي
ومن اسطنبول عبدالرحمن مطر كاتب ومحلل سياسي سوري
ومن موسكو إلينا سوبونينا محللة سياسية روسية

تقديم ميشال غندور
تاريخ عرض الحلقة 19 ديسمبر 2013
      
http://www.youtube.com/watch?v=3HEqU5LHejw&feature=youtu.be
 

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

دول الخليج وحاجتها للتسويق السياسي والثقافي خارجيًّا


 
الرسم منقول

شؤون إيرانية
بقلم: محمد السلمي (مجلة المجلة)


يُعدُّ القرن الواحد والعشرون قرن التسويق بمختلف أنواعه وأشكاله وأهدافه، كل برنامج تلفزيوني أو مهرجان ثقافي أو مؤتمر علمي يبحث عن داعمين وممولين، وفي المقابل يتم إبراز الجهة الداعمة والتسويق لها بشكل أو بآخر. لكل شيء ثمن، فالذي لا يسوق لبضاعته لن يحصل على عائدات، مادية كانت أو معنوية. نعلم أيضًا أن التسويق فن وعلم قائم بذاته يقبل الملايين من الطلاب حول العالم على دراسته، وتدفع الشركات الكبرى عشرات الملايين لتصميم وإنتاج الإعلانات لمنتجاتها، ويحصل العاملون في هذا المجال -في الغالب- على عائدات مجزية ورواتب عالية جدًا.

شعار صغير جدًا يبرز على مطوية الإعلان، أو في زاوية برنامج على إحدى القنوات التلفزيونية، أو رسالة تمر أمام مشاهدي مباريات كرة القدم والرياضات الأخرى، كل ذلك لا نلقي له بالاً ولا نعيره اهتمامًا كبيرًا رغم أنه يصادفنا عشرات المرات في اليوم الواحد، ولكن عندما نفكر في شراء منتج معين فإن الذاكرة تستعيد نشاطها، وتبحث بشكل سريع في المادة المخزنة في العقل الباطن؛ لتخرج لك باسم أو “لوغو” تجاري قد يساعدك كثيرًا على اتخاذ القرار، ويرشدك إلى المنتج الذي تبحث عنه، وكل ذلك لم يكن ليتحقق دون تلك الإعلانات التجارية، والملصقات الدعائية هنا وهناك.

لماذا كل هذه المقدمة التجارية أو الاقتصادية، وهل لذلك علاقة بالسياسة؟ “نعم”، هي الإجابة المختصرة والمباشرة على هذا السؤال.. ولكن كيف ذلك؟ سياسة أي دولة أو منظومة من الدول هي في نهاية الأمر تسويق لتوجهات هذه الدولة أو تلك. تعيين سفير لدولة محددة لدى دولة شقيقة أو صديقة أو حتى منافسة أو “عدوة” يصب أيضًا في وعاء ما يمكن تسميته بـ”التسويق السياسي” لتلك الدولة. كلنا نعرف المقولة التي تقول بأن السفير “شخص يكذب لصالح بلاده في الخارج”. الكذب لا يعني هنا المفهوم العام والمتعارف عليه للكذب، ولكن وكما تبالغ الشركات التجارية في الإعلان لمنتجاتها فإن من واجب السفير -كممثل دبلوماسي لبلده، في أي دولة كانت- أن يدافع عن وطنه، ويبرز ما يملكه وطنه من جوانب إيجابية (قد يجهلها الآخر)، ويعمل على تسويقها بطريقة مهذبة ومقبولة. بعبارة أخرى، فالسفير يسوق لبلده سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا متى ما سنحت الفرصة لذلك، ولعل ذلك يبرز غالبًا في احتفالات الأعياد الوطنية التي تقيمها سفارات الدول حول العالم. هي في نهاية الأمر محاولة مقبولة لتغيير الصور النمطية، والتي في غالبها سلبية وغير واقعية، عن بلد معين لدى الشعوب الأخرى.

لننتقل الآن إلى النقطة التي أود طرحها في هذا المقال. تستطيع دولنا من خلال مؤسساتها العلمية والبحثية، والشركات المهتمة بالنشاطات الثقافية والأدبية أن تروج لسياساتها وموقفها من خلال قضايا متعددة، ولإبراز صورتها الحقيقية من خلال تنظيم مؤتمرات وندوات وورش عمل علمية في الدول الغربية بالتعاون مع جامعات ومعاهد ومؤسسات في تلك الدول. هذا لا يعني أن هذه الدول تفرض على المؤسسات الأجنبية أجندة وتوجه معين، أو تطلب استضافة متحدثين محددين بالاسم (هذا لن تقبله أي جهة علمية محترمة)، ولكن تنظيمهم ودعمهم لمثل هذه الفعاليات، وظهور شعارات الجهات الداعمة على إعلانات تلك الأنشطة يصب في نهاية المطاف في تغيير الصورة وتحسينها لدى بعض أفراد المجتمع الذي تقام على أرضه تلك الفعاليات، ويشجعهم للتعرف على هذا الداعم -والذي في نهاية المطاف يقود إلى المظلة الكبرى- الدولة التي تتبع لها هذه الجهة الراعية أو الداعمة.

علاوة على المساهمة في تنظيم تلك الأنشطة، تستطيع ملحقياتنا الثقافية والأقسام الثقافية في السفارات في الخارج تنظيم محاضرات ذات جوانب متعددة، وفي تخصصات مختلفة يلقيها أو يشارك فيها متحدثون متخصصون قادمون من الوطن، ويتحدثون بلغة المؤتمر وليس عبر مترجم؛ لأن حاجز اللغة يحول دون تحقيق الهدف، ومتى ما تم تجاوز ذلك كان وصول المعلومة أكثر سلاسة وأكبر قبولاً لدى المتلقي. مجددًا، لا يعني ذلك أن يتحدث هذا الضيف عن بلاده وكأنها جنة الله على الأرض، أو المدينة الفاضلة، بل يكون الطرح موضوعيًّا إلى أكبر قدر ممكن مع إبراز الجوانب التي قد تكون غائبة أو مغيبة في الإعلام المحلي للبلد المستضيف. كما على الطبقة المثقفة والباحثين أن يشاركوا في المناظرات التي تقام حول مواضيع أو قضايا سياسية حتى يتحقق التوازن في الطرح، ولا يكون لصالح طرف على حساب الآخر. ولا ننسى أيضًا، دور الطلبة المبتعثين للخارج؛ فهم سفراء لبلدانهم، ومشاركاتهم في المؤتمرات العلمية والثقافية والأنشطة المختلفة تقدم رسائل كبيرة تساعد كثيرًا في هذا الصدد.

ولتقديم مثال حول التسويق السياسي الهادف إلى تغيير صورة دولة معينة يمكننا هنا الإشارة إلى ما قامت به الحكومة الصينية قبل عام تقريبًا في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال استئجار شاشات عرض كبيرة على ناطحات السحاب في نيويورك؛ تعرض مقاطعَ مسجلة، وصورًا تظهر الصين الحديثة لتوضح مدى اختلافها عن الصور النمطية (Stereotypes) للصين لدى الشارع الأمريكي، وتبرز صورًا حديثة من الحياة اليومية للمواطن الصيني في بكين وغيرها. مثال آخر، نعلم جميعًا أن اللوبي اليهودي والإسرائيلي يسيطر على جزء كبير من وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية، ويلعب دورًا بارزًا في رسم صورة معينة لدى المتلقي الأمريكي والعالمي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن هذا النوع من التسويق ليس لتحسين الصورة، بل يذهب ويخطط إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال قلب الحقائق، وإظهار المجرم في ثوب الضحية.

شخصيًّا، أرى أن عالمنا العربي ودول الخليج العربي تحديدًا تعاني من تقصير حقيقي في هذا الجانب، وهذا الغياب الكبير يترك مساحة واسعة للطرف الآخر -بغض النظر عن هويته- ليسوق لنفسه على حساب دولنا، ويبرزها بصورة سلبية، ويتكرر ذلك في بعض المؤتمرات والندوات التي تتحدث بشكل أو بآخر عن الصراعات السياسية في المنطقة، ولعل غياب صوت الطرف الآخر في المعادلة ووجهة نظره تجعل المتلقي يخرج بوجهة نظر واحدة تم تصويرها بأنها الحقيقة والصورة الكاملة، وإن كانت غالبًا على العكس من ذلك تمامًا، ولكن وكما يقال: “الغائب هو أكثر الخاسرين دائمًا”.

رسالة مواطن خليجي إلى قمة الكويت



شؤون إيرانية
بقلم: محمد السلمي (صحيفة الشرق الأوسط)

تتجه أنظار شعوب دول الخليج العربي إلى العاصمة الكويتية التي تحتضن يوم الثلاثاء المقبل القمة الخليجية في دورتها الرابعة والثلاثين، وتتطلع هذه الشعوب إلى صدور قرارات تتواكب والمرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم في ظل التحالفات الجديدة والمتغيرات الراهنة.

تطلعات المواطنين الخليجيين كبيرة. تسأل المواطن الخليجي من الكويت شمالا إلى سلطنة عمان جنوبا عن تطلعاته وآماله في هذه القمة الخليجية فتأتي الإجابة صريحة لا تردد فيها بأن المواطن الخليجي يتوق إلى تحقق شعار «خليجنا واحد.. وشعبنا واحد». إلا أن هذه الإجابة يتبعها، في الوقت ذاته، شيء من الترقب الحذر والخوف والرجاء. فمن جانب، يأمل المواطن الخليجي أن تتجاوز قيادات هذه الدول وزعماؤها الخلافات الصغيرة بين أعضاء العائلة الواحدة والعمل على حلها داخل البيت الخليجي، هذا من جانب، ومن جانب آخر يخشى تكرر خيبات الأمل التي سبقتها، حيث كان يتطلع في كل اجتماع مماثل إلى الوحدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى والانتقال إلى تشكيل قوة سياسية واقتصادية وجيوسياسية كبيرة، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على المستوى الدولي أيضا، وهي تملك كل المؤهلات لتحقيق ذلك.

حال المواطن الخليج يقول: في ظل الأجواء المضطربة في المنطقة وتوقعات، بل آمال، بعض الناقمين والحاسدين لهذه الدول، خيبة شعوب دولكم آمال أعدائها، ليس ذلك فحسب، بل رصت الصفوف وزادت اللحمة الوطنية لأن شعوب دولنا الخليجية تعلم جيدا أنها مختلفة تماما عن دول الربيع العربي لأسباب لا يسمح المجال هنا بسردها، وأن الانسياق خلف تلك الموجة لم ولن يجلب إلا الدمار والفساد. وفي الوقت ذاته تؤمن شعوبكم يقينا بأنكم، أيها القادة، تسعون إلى راحة المواطن الخليجي والسهر على تحقيق طموحاته وآماله، ومن هذا المنطلق فإننا كشعوب نطالبكم، جماعات وأفرادا، بدءا من المواطن الخليجي البسيط وانتهاء بالنخب الاجتماعية والثقافية والسياسية، نطالبكم بتحقيق حلم هذه الشعوب المخلصة، وأن تضعوا هذه النظرة نصب أعينكم وأنتم مجتمعون في جوهرة الخليج التي عكست قبل أكثر من عقدين من الزمن صورة التلاحم الخليجي في أجمل صوره وأبهى حلله وهي تدافع عن أرضها بعد الغزو العراقي، وتذكروا مقولة الراحل الملك فهد بن عبد العزيز: «إما أن تعود الكويت أو تذهب السعودية معها». وقد عادت الكويت، ولله الحمد، فحققوا دعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التي أطلقها قبل فترة، وأعلنوا عن الوحدة الخليجية التي سترفع، ولا شك، من أرصدتكم لدى شعوبكم، وتفسد كل محاولة عابثة لصدع العلاقة بين هذه الدول والانفراد بكل دولة على حدة، على قاعدة «فرق تسد».

نخاطب القادة بكل صدق وإخلاص وحب ونقول، كمواطنين خليجيين، التفتوا أيها القادة إلى مطالب شعوبكم فهذه الشعوب هي الرصيد الحقيقي والدائم، وقد رضوا بكم لقيادة المسيرة قبل اكتشاف النفط وبعده، فمنهم تستمدون قوتكم، وبهم ومعهم يستمر النمو والازدهار والأمن والأمان لهذه المنطقة، كما يجب أن نتذكر أن التحالف الحقيقي والصلب يتركز على الوحدة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية والشفافية والإصلاح السياسي، وما الوحدة الخليجية إلا تتويج لذلك. فاتحاد الكلمة والسياسة الخارجية والسياسة النفطية والعسكرية الموحدة بين أعضاء هذا العقد اللؤلؤي الفريد هو ما يتطلع إليه المواطن الخليجي. كمواطنين لهذه الدول، نقولها بكل شفافية ووضوح، لا مجال مطلقا لأي عضو من أعضاء المنظومة للتغريد خارج السرب الخليجي، خاصة في هذه المرحلة، كما أن المراهنة على التحالفات مع بعض الدول سواء كانت إقليمية أو غربية، قد أثبتت فشلها بكل المقاييس، ذلك لأن تلك الدول وببساطة شديدة تبحث عن مصالحها بالدرجة الأولى، ومتى ما وجدت خيارا أفضل اتجهت إليه غير مكترثة بأي شيء آخر.

لذلك كله نتمنى أن تشهد قمة الكويت ولادة مرحلة جديدة بين أعضاء المجلس، ولا مانع من المكاشفة والصراحة والإرادة السياسية لتتجاوزوا كل الخلافات الصغيرة لتحقيق هدف أسمى وأعظم يصب في مصلحة الحكومات والشعوب على حد سواء. علينا جميعا أن نتعلم من الماضي القريب ونتذكر ظروف الإعلان عن تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فلسنا بحاجة إلى الشعور بالخطر والتهديد لكي نقوم بالخطوات اللازمة، بل نستبق ذلك كله ونستثمر الوقت للتطوير والبناء بدلا من النقاش حول مدى جدية هذا القرار أو ذاك.

تذكروا وأنتم في كويت الخير والمحبة أن طموح المواطن الخليجي يتجاوز الاتفاقيات الأمنية وتوحيد العملة إلى تحويل المجلس الحالي إلى اتحاد كامل وشامل وفعال بين كل الأعضاء، فأفرحوا قلوب شعوبكم وزفوا إليهم هذه البشرى التي يستحقونها وانتظروها طويلا، وحصنوا دولكم من كل حاسد وطامع ومنافق وغدار.. والله من وراء القصد.

 

الخميس، 28 نوفمبر 2013

قراءة في التقارب السياسي بين إيران وتركيا



شؤؤن إيرانية

بقلم: محمد السلمي


نظرة على العلاقات بين طهران وأنقرة:

بداية يجب أن ندرك أن العلاقات الإيرانية - التركية قد اتسمت ومنذ الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979 بالتأرجح بين التوتر والانسجام شبه التام، وهناك بؤر خلافات عديدة بين البلدين وإن حاولتا طهران وأنقرة ردمها ومعالجتها ولكنها سرعان ما تظهر إلى السطح عند أدنى توتر أو تعارض في التوجهات السياسية للبلدين. لقد أحدثت الثورة السورية خلافا سياسيا بين الجانبين، فمع بداية الثورة قبل ما يربو على العامين ظهر اختلاف كبير في وجهات النظر بين البلدين في هذا الإطار وقد تبادل الطرفان اطلاق تصريحات انتقادية بعضها كان شديد اللهجة خاصة عندما تحدثت وسائل الإعلام عن قرار السلطات التركية نشر درع من صواريخ الناتو (من نوع باتريوت) على الحدود السورية التركية حيث زار رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني تركيا وعبر حينها عن امتعاض طهران من هذا القرار باعتباره خطوة استفزازية من جانب أنقرة ليس للنظام السوري فحسب بل سيكون له عواقب وخيمة ستؤدي الى تفاقم المشاكل في المنطقة برمتها. الرد التركي على انتقادات لاريجاني هذه لم يتأخر كثيراً فقد صرح وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين أن السلطات الإيرانية تدعم حزب العمال الكردستاني المسلح والذي تصنفه أنقرة ودول اخرى عدة ضمن المجموعات الإرهابية. و نقلت صحيفة "حريت" التركية عن الوزير أن تركيا على اطلاع كامل بدعم ايران لهذا الحزب “الإرهابي” وأن الجانب الإيراني يقوم بنقل المصابين من أفراد الحزب إلى الداخل الإيراني ويقدم لهم الخدمات الطبية والعلاجية.

التعاون الاقتصادي والتجاري:

الخلافات بين إيران وتركيا خلافات سياسية بحتة أما فيما يتعلق بالجانب الثقافي والاقتصادي والتبادل التجاري فالتعاون متواصل وفي حالة نمو مستمر. هناك تبادل تجاري كبير بين إيران وتركيا يصل في الوقت الراهن إلى 25 مليار دولار، ووفقا لتقارير إيرانية فإنه من المتوقع أن يرتفع ذلك خلال العامين القادمين إلى 35 مليار دولار، وإذا ما تم رفع العقوبات الغربية المفروضة على إيران فإن التبادل التجاري بين الجانبين قد يتجاوز المائة مليار دولار. من جانب آخر، استمرت تركيا في استيراد النفط والغاز من إيران على رغم الضغوطات الغربية على أنقرة بهدف تقليص وارداتها من الطاقة الإيرانية. إلى جانب ذلك، تحتل إيران المركز الثالث من حيث استيراد السلع التركية وقد بلغت قيمة الصادرات التركية إلى إيران قرابة عشرة مليارات دولار، بينما تأتي إيران في المركز السادس من حيث التواجد في الأسواق التركية بمبلغ يصل إلى نحو 11.4 مليار دولار في عام 2012. في إطار آخر، وبسبب العقوبات الدولية المفروضة على خطوط نقل البضائع إلى إيران، تسعى طهران جاهدة إلى إحلال تركيا محل دولة الامارات العربية المتحدة فيما يتعلق بمسار وارداتها من البضائع التي تحتاجها كما يوجد في تركيا العديد من الشركات الإيرانية وتستفيد من التسهيلات التي تقدمها أنقرة فيما يتعلق بنقل البضائع والتعاملات المالية بين تركيا وإيران. ولقد شهدنا في الآونة الأخيرة ارتفاع الدور الذي يلعبه الجانب التركي فيما يتعلق بتزويد إيران بما تحتاجه من مواد أولية وكانت الأراضي التركية محطة عبور (ترانزيت) للبضائع المختلفة إلى الأسواق الإيرانية.

مرحلة جديدة، سياسة جديدة:

على جانب التعاون السياسي بين البلدين في الآونة الأخيرة، فلقد شهدنا تقاربا إيرانياَ- تركيا كبيراَ وتوافقاَ في وجهات النظر في عدة جوانب ولعل أبرزها التقارب الكبير فيما يتعلق بالأزمة السورية. هذا التقارب بين طهران وأنقرة لا يمكن قراءته بمعزل عن التطورات السياسية التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط. فلقد تحدثت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مؤخرا عن قيام السلطات التركية بتزويد المخابرات الإيرانية قائمة بأسماء عشرة من جواسيس إسرائيل الإيرانيين، والذين كانوا يترددون إلى تركيا للتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية، كما تحدث موقع دبكا الإسرائيلي عن توقيع اتفاقية سرية للتعاون الاستخباراتي بين أنقرة وطهران وأشرف على توقيعها وزير الخارجية التركي أحمد داوود اغلو ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارة الأخير إلى أنقرة قبل أيام. خلال هذه الزيارة، شدد وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني، شدد على ما وصفه ب"العلاقات التاريخية والعميقة" بين إيران وتركيا، مضيفا بأن هناك من يحاول وضع الدولتين وجها لوجه ولكن إيران وتركيا ليستا متنافستين بل دولتين صديقتين. من جانب آخر، وصف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني فتح الله حسيني التقارب التركي-الإيراني بأنه يأتي بعد سياسة تركية كانت متعجلة تجاه ما يجري في سوريا وكذلك في علاقتها مع السعودية وقد أدركت أنقرة ذلك وعادت إلى تعاونها مع إيران. ويضيف حسيني بأن تركيا تسعى الآن إلى رفع مستوى تعاونها مع إيران و "ترميم الجسور المهدمة" بين الجانبين، على حد قوله. هذا التقارب توج بالكشف عن زيارة سيقوم بها الرئيس حسن روحاني إلى تركيا في شهر ديسمبر القادم كما أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيزور إيران في شهر يناير من العام القادم (2014).
عليه، فإن إيران وتركيا تتجهان نحو مرحلة جديدة وقوية من العلاقة السياسية بين البلدين ويمكن تلخيص أسباب هذا التقارب في النقاط التالية:

1-    وصول حكومة إيرانية "معتدلة" تحاول ركزت على الانفتاح على الغرب ودول الجوار وحل الخلافات حول برنامجها النووي الأمر الذي سبق وأن لعبت أنقرة فيه دورا بارزا قبل الثورة السورية في محاولة منها لتقريب وجهات النظر بين إيران والدول الكبرى .

2-    التقارب الأمريكي-الإيراني ومحاولة تركيا أن تلعب دورا في هذا الاتجاه حيث رحبت تركيا بهذا التقارب بأمل أن تستفيد من أي انفتاح امريكي قادم تجاه إيران

3-    تركيا مقبلة على انتخابات رئاسية في العام القادم ويسعى حزب العدالة والتنمية ووفقا للأوضاع الراهنة، على المستويين الداخلي والخارجي وكذلك بسبب الانتقادات للحزب، يسعى إلى إعادة تقييم دبلوماسيته مع دول الجوار. لذا فإن تركيا تسعى إلى تحسين العلاقة مع إيران والحكومة العراقية المقربة من طهران حيث توجه مؤخرا وفد تركي إلى بغداد نقل دعوة من رئيس الحكومة إلى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لزيارة أنقرة.

4-    تحسين العلاقة مع حكومة إقليم كردستان العراق بعد أن مرت هذه العلاقة بمرحلة توتر لبعض الوقت وكذلك .محاولة تركيا إقناع الجانب الإيراني بالتخلي عن دعم المجموعات الكردية التركية المسلحة وعدم إيواءها أو تقديم أي تسهيلات لها.

5-    المخاوف المشتركة بين أنقرة وطهران فيما يتعلق بالجماعات المسلحة من خلال لعب طهران على وتر خطر هذه الجماعات "الإرهابية" وتنظيم القاعدة فتركيا تخشى من تسرب الجماعات "المتطرفة" في سوريا إلى الداخل التركي خاصة بعد المناوشات الأخيرة بين الجيش التركي وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، المرتبط بتنظيم القاعدة، على الحدود التركية-السورية.

العلاقة مع السعودية:

في ظل هذا التقارب بين طهران وأنقرة، يبرز سؤالاَ هاماَ وهو هل سيمثل التقارب بين طهران وأنقرة ابتعادا في علاقة تركيا مع بقية دول المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية؟ بداية يجب أن ندرك أن السياسة التركية سياسة براغماتية إلى حد كبير وتميل هذه السياسة في الاتجاه الذي يتوافق و مصالحها السياسية والاقتصادية، ومع ذلك فإن التطورات السياسية في المنطقة تؤثر على مسار هذه المصالح وإعادة تقييم علاقاتها وتحالفاتها. وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلاَ، نجد أن إيران رحبت بفوز جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية في مصر وحينها ركز الإعلام الإيراني على ضرورة تشكيل مثلثاَ اسلامياَ في الشرق الأوسط يضم كلاَ من مصر وتركيا وإيران إلا أن عزل الدكتور محمد مرسي في شهر يوليو الماضي أحدث ضربة حقيقية لهذه الاستراتيجية التي كانت تعمل طهران على بناءها. هذه التطورات على الساحة المصرية ألقت بظلالها على العلاقة بين أنقرة والرياض أيضاً وهناك بون شاسع في وجهات النظر في البلدين في هذا الصدد كون الحكومة التركية الحالية تتفق من حيث الأيدولوجية مع حكومة محمد مرسي وبالتالي فإن عزل الأخير وموقف السعودية من ذلك أحدث شرخا في العلاقة بين الجانبين وعليه فإن التقارب الإيراني- التركي الحالي قد يكون، بشكل أو بآخر، نوعا من ردة الفعل التركية على ذلك. من جانب آخر، شهدنا في الآونة الأخيرة تغيرا في الموقف التركي من الأزمة السورية واصبح يقترب كثيراَ من الموقف الإيراني بعد أن كان قبل عام أو نحوه ينسجم تماماَ مع الموقف السعودي. إيران تحاول كسب ثقة تركيا وحل الخلافات القائمة وفي الوقت ذاته تعمل على الاستفادة من الخلافات الحالية بين الرياض وأنقرة بسبب الأوضاع في مصر واستقطاب الجانب التركي نحوها. تركيا بدأت تنساق كثيراً خلف طهران وقد أعلنت عن دعم إيران في محادثات جنيف 2 حول الأزمة السورية وسبل حلها.

ختاما، يجب الإشارة إلى أن التقارب الإيراني- التركي ينسجم أيضاَ مع التوجهات الجديدة للسياسة الأمريكية في المنطقة. تدعوا بعض الأصواتً في الولايات المتحدة الأمريكية إلى بناء تحالفات جديدة في الشرق الأوسط خاصة مع إيران وتركيا ومن غير المستبعد أن يكون التناغم الحالي بين طهران وأنقرة بداية تأسيس هذا التحالف خاصة إذا ما آخذنا في الاعتبار التقارب الأمريكي – الإيراني بعد قطيعة معلنة استمرت لأكثر من ثلاثة عقود.

ملاحظة: أجزاء من هذا التقرير نشرت في صحيفة الوطن السعودية هنا

فيديو: اتفاق ايران مع القوى العظمى حول البرنامج النووي


شؤون إيرانية:
قناة الحرة

تسجيل لمداخلتي قبل أيام في برنامج ساعة حوار على قناة الحرة حول اتفاق ايران مع القوى العظمى حول البرنامج النووي

http://www.alhurra.com/media/video/free_hour/237607.html?z=38&zp=1
 

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

صفقات جنيف و«التنويم المغناطيسي» للجوار العربي



شؤون إيرانية
بقلم: محمد السلمي

حتضن مدينة جنيف السويسرية مفاوضات بين مجموعة «5+1» (الولايات المتحدة الأميركية، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا) وإيران حول الملف النووي الإيراني. تعد الجولة الأخيرة هي الجولة الثالثة بعد تولي حسن روحاني منصب الرئاسة في إيران. التوافق بين الجانبين وشيك جدا، وإن لم يحصل في هذه الجولة من المفاوضات فإنه سينجح في جولة أخرى، لأن الاختلاف حتى الآن يدور حول صياغة مسودة الصفقة، فإيران تريد ألا تظهر أمام الشعب والمغرمين بالنظام في الخارج متنازلة عن الخطوط الحمراء التي تحدث عنها المرشد الأعلى السيد علي خامنئي والرئيس روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. تحاول طهران أن تصل إلى اتفاق يحقق طموحها السياسي في المنطقة وفي الوقت ذاته يحافظ على صورتها كدولة «ممانعة» في وجه القوى الغربية والكيان الإسرائيلي، إلا أنها لا تمانع من استخدام سياسة «المرونة البطولية»، كما يسميها خامنئي.

إذن، فمن المؤكد أن هذه المفاوضات ليست حكرا على الملف النووي، بل إن هذه القضية مجرد غطاء لصفقات أكبر في منطقة الشرق الأوسط، ولعل تأجيل مؤتمر «جنيف 2» حول الأزمة السورية يصب في هذا الاتجاه. هناك تقارب أميركي - إيراني كبير، وهناك صفقات كبيرة بين الجانبين يجري الإعداد لها على نار هادئة وخلف الأبواب المغلقة. إيران تريد أن تخرج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها في الوقت الراهن وتسعى إلى الحصول على أموالها المحتجزة في الخارج. من جانب آخر، هناك أنباء عن وعود إيرانية لواشنطن بفتح الأبواب للشركات الأميركية وتقديم تسهيلات لاستثمارات تتجاوز المائة مليار دولار أميركي. هذه الاستثمارات الضخمة ستكون في الغالب على حساب بعض الشركات الأوروبية الموجودة حاليا في السوق الإيرانية أو لها تعاون مع شركات إيرانية، خاصة في مجال التصنيع. فرنسا، على وجه التحديد، قد تكون من أكبر الخاسرين في هذه الصفقة، لذا فهي الدولة الوحيدة حتى الآن التي وقفت في وجه هذا التوافق الإيراني - الغربي. أما روسيا، فهي كذلك تخشى من التقارب الإيراني - الأميركي وليست مرحبة به بشكل كامل، ولكن فرنسا في الوقت الراهن ساعدت روسيا على إخفاء غضبها مؤقتا.

على الجانب السياسي، إيران تعد بتقديم تعاون سياسي كبير للجانب الأميركي الذي يعمل على حزم حقائبه وترك منطقة الشرق الأوسط ليتجه إلى الشرق الأقصى، حيث تنامي الخطر الصيني والكوري على حد سواء. التعاون الإيراني سيكون على ثلاثة محاور رئيسة، فهناك إعادة إحياء التعاون الإيراني - الأميركي فيما يتعلق بأفغانستان. فكما ساعدت طهران واشنطن في إسقاط حكومة طالبان، فإنها تقدم الآن الوعود بضمان استقرار سياسي في كابل بعد رحيل آخر جندي غربي من الأراضي الأفغانية.

المحور الثاني سيكون فيما يتعلق بالجار الجنوبي لإيران، العراق، ذلك الخصم القديم والحليف الجديد. طهران ترى أن السيطرة على الأوضاع في العراق أقل صعوبة منها في أفغانستان، لا سيما في ظل وجود حكومة عراقية موالية بشكل كامل للنظام السياسي في طهران، وفي ظل وجود الميليشيات الشيعية و«الحرس الثوري» و«فيلق القدس» على الأراضي العراقية أيضا، كل ذلك يسهل لطهران المهمة في العراق الجديد ويطمئن الجانب الأميركي بضمان عدم نمو أي خطر هناك قد يهدد المصالح الأميركية والغربية في المنطقة.

المحور الثالث، أرض الشام، لبنان وسوريا معا. إيران ليست مكترثة بمسألة استمرار نظام بشار الأسد من عدمه، وقد تتخلى عن الأسد بسهولة كبيرة، ولكن همها الأساسي استمرار التحالف والتعاون بين البلدين. الجانب الأميركي والغربي بشكل عام، يخشى من وصول حكومة إسلامية سنية إلى الحكم في سوريا تقوم على احتواء الجماعات الجهادية المسلحة على الأراضي السورية، مما يشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل. هنا، يأتي التقاطع في المصالح بين إيران والغرب، فكل جانب لديه مصالح معينة، ولن تتحقق هذه المصالح إلا من خلال الوصول إلى اتفاق أو مقايضة تضمن لكل جانب تحقق مصالحه، أو كما وصفها الرئيس الإيراني: «نفوز معا أو نخسر معا». على الساحة اللبنانية، سوف يستمر حزب الله ولا شك، ولن يواجه أي ضغوطات غربية حقيقية، لأنه في واقع الأمر لا يشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل والمصالح الغربية في المنطقة. وكما لا يخفى على الجميع أن ما تعرضت له السفارة الإيرانية لدى لبنان قبل أيام كان مخططا له بعناية، فقد تزامن مع المفاوضات الجارية في جنيف، وقد سارعت الكثير من الدول إلى إدانة ذلك العمل الذي تزعمته مجموعة مسلحة لم تكن معروفة قبل هذه العملية، وتوصف بأنها مرتبطة بتنظيم القاعدة، الأمر الذي لم تصدقه حتى بعض الصحف مثل صحيفتي «شرق» و«قانون» الإيرانيتين اللتين قالتا في صبيحة اليوم التالي للحدث إن «العنوان خاطئ» و«(القاعدة) لم تفعلها ضد المصالح الإيرانية من قبل»، كما حاول الإعلام الإيراني بداية وصف العملية بأنها عملية خططت لها إسرائيل. بغض النظر عمن يقف حقيقة خلف العملية ضد السفارة الإيرانية في بيروت، فالمحصلة أن طهران ظهرت بصورة الدولة المستهدفة، مثل الدول الغربية ومصالحها في المنطقة وخارجها، وبالتالي فإن هذا الأمر يدفع التقارب بين إيران والغرب إلى الأمام ويسرع بكتابة سطور الصفقة التاريخية المرتقبة.

إيران لم تتجاهل الجانب العربي والخليجي تحديدا، فقد شرعت في طمأنة الجوار العربي عبر تصريحات ورسائل كثيرة، وأن التقارب مع الجوار العربي، يأتي على قائمة أولويات الحكومة الجديدة في طهران. بهذه الخطوة الذكية، تمارس إيران ما يمكن تسميته «التنويم المغناطيسي» السياسي للجوار العربي حتى تجري الصفقة مع الغرب وتكتمل أركانها، ومن ثم ستكشف عن وجهها الآخر، وتتخلى عن «التقية السياسية» التي تمارسها حاليا، وحينها سيكون الوقت متأخرا جدا بالنسبة للدول العربية لتفادي ذلك أو حتى تحجيم أي خطر إيراني على الدول العربية.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

العلاقات السعودية الأمريكية إلى أين؟


تسجيل لمداخلتي في برنامج "ساعة حرة " على قناة الحرة الأمريكية إلى جانب المحلل السياسي الدكتور خليل جهشان و السفير الأمريكي السابق مارك جينيسبيرق ..


http://www.alhurra.com/media/video/free_hour/236057.html?z=38&zp=1

الأحد، 17 نوفمبر 2013

الثورة السورية وبوصلة مستقبل المنطقة



شؤون إيرانية
بقلم: محمد السلمي


أصبحت الأراضي السورية مسرحا للصراعات السياسية الدولية، ولا نبالغ إن قلنا إنها حرب عالمية مصغرة تدور رحاها حاليا في أرض الشام. تجاوز النظام السوري لهذه المرحلة العصيبة التي يمر بها يعد انتصارا إيرانيا بالدرجة الأولى، وسوف يؤدي، ولا شك، إلى مزيد من التوغل الإيراني في المنطقة العربية ومكافآت النظام السوري لنظيره الإيراني سوف تتجاوز كل التوقعات، إذن فالأمر ليس محصورا في سوريا وحدها، بل إن أثر ذلك يتجاوز إلى معظم دول المنطقة، ومتى ما كسبت إيران المعركة في سوريا، فإن ذلك سوف يفتح شهيتها، ولا شك، لمزيد من فتح الصراعات في الداخل العربي والإقليمي.

ترمي إيران بكامل ثقلها على الأراضي السورية ممثلة في الحرس الثوري وفيلق القدس، اللذين يقودان المعركة ضد الثوار السوريين، وأصبح الجيش السوري تحت إمرة هذه القوة التي جهزتها إيران بكل ما تحتاجه من عتاد عسكري واستخباراتي، وبتواطؤ صريح من قبل الحكومة العراقية، كما كشفت بعض التقارير أخيرا، عن تسهيل كل السبل لعبور الدعم الإيراني إلى سوريا عبر العراق.

فيما يتعلق بالوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، فهو حقيقة لا يساورها الشك، فلقد كشفت تسجيلات الفيديو الأخيرة التي نشرها الثوار السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، وقامت قناة الـ«بي بي سي» البريطانية (الناطقة بالفارسية) بتفحص هذه المقاطع وعرضها على مختصين عسكريين وإعلاميين، أكدوا بدورهم عدم تعرض هذه التسجيلات لأي فبركة أو محاولات للتلاعب بمحتواها. التسجيل المصور يظهر منتجا سينمائيا إيرانيا شهيرا يدعى هادي باغباني، قام الحرس الثوري الإيراني بإرساله من العاصمة الإيرانية طهران إلى سوريا بهدف تغطية العمليات التي يقوم بها أفراد الحرس الثوري على الأراضي السورية وطريقة عملهم هناك، ومن ثم يجري إرسال ما يسجّل إلى قيادة الحرس الثوري في طهران لتكون على اطلاع كامل بما يدور على الأرضي السورية. ولقد شاهدنا في التسجيل، قيام ضباط من الحرس الثوري بتفقد القرى في ريف حلب وتوجيه الأوامر للجيش السوري وكذلك توجيه انتقادات حادة لطريقة عملهم، خاصة فيما يتعلق بالحواجز التي يقيمها الجيش النظامي في تلك المناطق. كما قام المنتج الإيراني بإجراء مقابلات مع بعض ضباط الحرس الثوري الإيراني الموجودين في القاعدة العسكرية الإيرانية هناك، وتوثيق نشاطهم اليومي داخل القاعدة وخارجها. ولسوء حظ إيران، فقد قرر هذا المنتج السينمائي مرافقة وحدة إيرانية تقوم باستطلاع ومسح للمنطقة، ولكنهم وقعوا في فخ محكم خطط له الثوار السوريون بعناية فائقة. لمحت الفرقة الإيرانية شيئا ما تحرك في إحدى مناطق ريف حلب وأرادت التأكد منه، ولكن تفاجأت بعد لحظات أنها قد وقعت في فخ لم تتوقعه ودارت معركة شرسة بين الجانبين انتهت بمقتل معظم أفراد هذه الوحدة الإيرانية، بالإضافة إلى المصور المرافق، وبالتالي وصل الثوار السوريون إلى الكاميرا ووجدوا هذه التفصيل كاملة. ولقد أقيم في إيران أخيرا مراسم تشييع لمن قتل من أفراد الحرس الثوري في سوريا. إضافة إلى هذه الوحدة فقد طالعنا الإعلام الإيراني قبل بضعة أيام بخبر مقتل أحد أهم قياديي الحرس الثوري في سوريا ويدعى محمد جمالي زاده، وهو عضو في الحرس الثوري وكان يعمل قبل توجهه إلى سوريا في معسكر «ثار الله» التابع للقوات البرية في الحرس الثوري في مدينة كرمان الإيرانية.

الكشف عن وجود القوات الإيرانية على الأراضي السورية لم يتوقف عن هذا الحد، بل وصل إلى أبعد من ذلك فقد كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جواد كريمي قدوسي، أخيرا، عن وجود مئات الكتائب العسكرية التابعة لإيران التي تقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد، مؤكدا وقوف إيران خلف «الانتصارات» التي حققها الجيش السوري أخيرا، على حد تعبيره.. وأضاف قدوسي: «توجد مئات الكتائب الإيرانية على الأراضي السورية، وقد تسمعون أنباء عن انتصارات على لسان قائد عسكري سوري، إلا أن القوات الإيرانية هي التي تقف خلف تلك الانتصارات». هذا الاعتراف الصريح تسبب في كثير من الانتقادات لقدوسي، كما خرج المتحدث باسم الحرس الثوري للإعلام وينفي ذلك جملة وتفصيلا.

هذا التسجيل وغيره من التسجيلات التي جرى تسريبها أخيرا، وكذلك تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين، لا يضيف إلى الحقيقة التي يدركها الجميع الكثير، بل إن ذلك مزيد من التوثيق للوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية والقتال إلى جانب النظام ضد الشعب السوري، ويظهر بجلاء أن المعركة في سوريا وتعقيداتها أكبر من النظام السوري وقدراته بمراحل كبيرة.

هذا التكتل الكبير خلف النظام الحاكم في سوريا من قبل حلفائه خاصة روسيا وإيران، يقابله تشرذم واختلاف في وجهات النظر للقوى العربية والإسلامية الأخرى في المنطقة. يلاحظ المتابع لما يدور في المنطقة من مستجدات تراجعا كبيرا في مواقف بعض الدول العربية والإسلامية الأخرى، خاصة فيما يتعلق بالموقف التركي الذي تغير كثيرا في الأشهر القليلة الماضية سيما بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي. لقد بدأت الحكومة تتحول تدريجيا إلى الجانب الإيراني والعزف على وتر المجموعات الإرهابية على الأراضي السورية. فقد صرح الرئيس التركي عبد الله غل لصحيفة «الغارديان» البريطانية قائلا، إن «المتشددين في سوريا يشكلون خطرا حقيقيا على أوروبا، وسوف تصبح سوريا نموذجا أفغانيا آخر في حوض البحر الأبيض المتوسط». نعم، لنقولها بصراحة كبيرة، تركيا متأرجحة في مواقفها بشكل كبير في الوقت الراهن، فالنزعة القومية التركية (الأتاتوركية) تتجاذب مع توجه حزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الإسلامية، والطموح في دخول النادي الأوروبي يتصارع مع الاتجاه نحو آسيا والشرق الأوسط تحديدا، كما أن أنقرة لا تزال غير واثقة بخطواتها فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران، تخشى ورقة الأكراد وتخاف اللوبي الإيراني المتوغل في الداخل التركي وعلى عدة أصعدة، كل هذا وغيره ساعد على تراجع موقفها من الثورة السورية.

ختاما، مؤشر بوصلة مستقبل المنطقة يشير نحو سوريا، فدعم الثورة السورية يمثل الخيار الاستراتيجي والسياسي الوحيد لدول المنطقة، متى ما أرادت كبح جماح مطامع إيران التوسعية. لذا فعلى دول المنطقة الالتفاف حول بعضها في هذا الجانب وتوحيد موقفها إزاء ما يدور على الأراضي السورية بعيدا عن أي مواقف حزبية وخلافات آيديولوجية ومحاولات للمقايضة فيما يتعلق ببعض القضايا الصغيرة هنا وهناك، فكل ذلك لن يزيد هذه الدول إلا تشرذما وفرقة وضعفا.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط      

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط.. سيناريو معقد، وتغيرات جذرية

 


 

شؤؤون إيرانية

بقلم: محمد السلمي  

موازين القوى

 تعيش منطقة الشرق الأوسط مرحلة مفصلية في تاريخها، وتشهد تغييرات سياسية متسارعة، وتحالفات جديدة قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية للمنطقة، وإعادة هيكلة التحالفات، واستبدال الحلفاء القدماء بآخرين جدد، وفقًا لاعتبارات ترسمها القوى العظمى، وإن كانت غير واضحة المعالم حتى الآن. يأتي على رأس هذه التغيرات التقارب الإيراني الأمريكي، وتغير نغمة معظم الدول الأوروبية تجاه إيران بعد وصول الرئيس حسن روحاني إلى منصب الرئاسة، ونشهد في الوقت الراهن تقاربًا معلنًا وغير مسبوق بين إيران والولايات المتحدة، ولقد حاولت حكومة الرئيس حسن روحاني تقديم صورة مغايرة لإيران عن تلك التي قدمها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد على مدى ثمان سنوات، ولقد ألقى روحاني باللوم بشكل مباشر أو غير مباشر على الحكومة السابقة في خلق صورة سلبية وموجة عداء بين إيران والعالم.

إلا أن مثل هذه الادعاءات لا تتجاوز كونها محاولة للخروج من عنق الزجاجة التي تمر بها إيران على المستويين السياسي والاقتصادي. الغرب يدرك جيدًا أنه في وضع يسمح لهذه الدول على مساومتها على عدة قضايا مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران، وقد نشهد تنازلات كبيرة من الجانب الإيراني فيما يتعلق ببرنامجها النووي وتعاونها مع لجان التفتيش الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.

من المؤكد أن الغرب يحتاج لإيران على عدة محاور، من أهمها الوضع في أفغانستان بعد الانسحاب الكامل للقوات الدولية من الأراضي الأفغانية. من جانب آخر، وبحكم التقارب الكبير بين إيران والحكومة العراقية الراهنة، يحتاج الغرب -وواشنطن تحديدًا- لخدمات إيران فيما يتعلق بالوضع الأمني والسياسي على الأراضي العراقية أيضًا. أما فيما يتعلق بالأزمة السورية، فالولايات المتحدة أيضًا في حاجة لإيران بحكم التحالف القوي بين طهران ودمشق، فالدول الغربية تخشى أن تصل الأسلحة الكيميائية التي يملكها النظام في حالة سقوطه على أيدي الثوار إلى الجماعات الإسلامية المسلحة وتنظيم القاعدة، وبالتالي قد يتم استخدام هذه الأسلحة الخطيرة ضد مصالح غربية أو ضد إسرائيل، لذا فقد شاهدنا مؤخرا اتفاقية تسليم الأسلحة الكيميائية السورية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهذا لم يكن له أن يتحقق بدون التدخل الإيراني والروسي لدى النظام السوري وإقناعه بذلك.

نظرة جديدة

هذا النظرة الأمريكية الجديدة تجاه الشرق الأوسط لا يمكن أن ينظر إليها بأنها نتيجة لظروف أو تطورات جديدة، بل إن التقارب الإيراني الغربي الذي نشهده حاليًا يسير وفق استراتيجية معينة خاصة، وخطط بعيدة المدى لن تظهر نتائجها على المدى القريب، كما أن التخطيط لذلك ليس وليد اللحظة أيضًا. الواقع أن هناك عدة نداءات أطلقها باحثون أمريكيون تطالب بتغيير تحالفات الولايات المتحدة الأمريكية مع دول الشرق الأوسط، ومن بينهم الباحث الأمريكي “ستيفن كينزر” صاحب كتاب “إعادة تشكيل الشرق الأوسط: الأصدقاء القدامى والحلفاء الجدد: السعودية، تركيا، إسرائيل وإيران” (Reset the Middle East: Old Friends and New Allies: Saudi Arabia, Turkey, Israel, Iran) صدر في 2011، والذي يؤكد على ضرورة التحالف مع إيران وتركيا بدلاً من السعودية وإسرائيل؛ لأن تلك الدول -وفقًا لوجهة نظر الكاتب- تشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية في عدد من القيم والتوجهات التي تتقاطع مع الخطط المستقبلية للولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط، وقد يكون هذا التحسن في العلاقات بين طهران وواشنطن مقدمة لمزيد من التعاون المستقبلي، ولكن ذلك مرهون بعدة جوانب في الداخل الإيراني أيضًا. من جهة أخرى يؤكد الكاتب أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع السعودية والتحالف الطويل معها لا يجب أن ينتهي بجرة قلم، بل يحتاج لبعض الوقت ليتم التراجع التدريجي عن التحالف مع السعودية وإسرائيل، من جانب، وتتقوى العلاقة مع الحليفين الجديدين، إيران و تركيا، من جانب آخر. ويضيف كينزر: من أجل أن يتم التحالف المتكامل مع إيران، وتعود العلاقة كما كانت قبل الثورة، فعلى الولايات المتحدة أن تغير من سياساتها ونظرتها تجاه إيران، كما يجب على إيران أن تفعل الشيء ذاته تجاه أمريكا. فإيران يجب أن تتغير بشكل كبير جدًا، وعلى تركيا أن تجري بعض التغييرات أيضًا، ولكن ليس بالمستوى الذي يجب أن يحدث في إيران، وفق وجهة نظر الكاتب


إيران والغرب.. أهمية استراتيجية

وعودًا على بدء، فرغم اللغة العدائية المتبادلة بين إيران وبعض الدول الغربية بيد أن ضرورة التعاون فيما بينهم في قضايا تهم الجانبين لم يحل دون التعاون في ظل المصالح ذات الاهتمام المشترك. تمثل إيران بالنسبة للغرب أهمية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، وهناك تعاون كبير بين الجانب الإيراني والغربي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو. فإيران تعاونت بشكل مباشر مع الولايات المتحدة في حربها ضد أفغانستان واحتلال العراق على حد سواء.

إذن هناك تقاطع للمصالح بين إيران والولايات المتحدة فيما يتعلق بالسياسة المستقبلية تجاه الشرق الأوسط، وهذا يقلق حليف إيران التقليدي، الجانب الروسي، ولقد برزت تحفظات موسكو على هذا التقارب بشكل أكثر وضوحًا في الأيام القليلة الماضية. فتعليقًا على المباحثات بين مجموعة 5+1 وإيران التي استضافتها جنيف مؤخرًا، أبدت روسيا عدم تفاؤلها بإحراز تقدم كبير في هذه المفاوضات، وقالت رئيس الوفد الروسي المفاوض في مجموعة الست أن مباحثات جنيف لا تضمن إحراز تقدم في اللقاءات القادمة، وأن “مسافة الخلاف بين إيران والقوى الكبرى تحسب بالكيلومترات بينما يحسب التقدم الحالي ببضع خطوات”.

هذا التصريح الروسي المفاجئ أثار حفيظة الإعلام الإيراني، ورأى في ذلك ما أطلقت عليه بعض المواقع الإيرانية عبارة “التوجه الروسي التخريبي”. في هذا الصدد علق الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي الإيراني الدكتور مهدي مطهرنيا قائلاً: إذا ما وصلت إيران في الوقت الراهن إلى نقطة التقاء وتفاهم مع الولايات المتحدة وكسبت ثقة واشنطن، فإن روسيا سوف تدخل على الخط وتحاول إفساد ذلك بطريقة أو أخرى، وقد تسعى موسكو إلى تشجيع التيار الراديكالي في طهران إلى الوقوف في وجه أي تقارب مع واشنطن. وأضاف مطهرنيا: تصريح المسئول الروسي المشارك في المفاوضات التي جرت في جنيف كان بمثابة تموضع روسي منفعل ومتسرع في مواجهة التقدم السريع في المباحثات النووية بعد اجتماع نيويورك”.

وأضاف في مقابلة أجراها معه موقع “فرارو” الإيراني الشهير قائلاً: يدرك الروس جيدًا أن وصول إيران والمجتمع الدولي إلى نتائج ملموسة خاصة فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، وحل الخلاف الإيراني- الأمريكي، ومع الأخذ في الاعتبار ما يجري في سوريا وما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحقيقه في الشرق الأوسط، أن ذلك كله يعني أن روسيا ستخسر اللعبة السياسية في الشرق الأوسط بشكل كامل. كما أن رفع الحظر المفروض على صادرات إيران من الغاز والنفط ليس من صالح الجانب الروسي الذي يعد أحد المنافسين البارزين لإيران في هذا الجانب.

روسيا.. الحليف الغاضب

الواقع أن روسيا في السابق قد استفادت كثيرًا من العداء المعلن بين إيران والمجتمع الدولي والولايات المتحدة تحديدًا، وكانت تلعب بالورقة الإيرانية كثيرًا في موضوع التوازنات السياسية الدولية والإقليمية، وبالتالي فموسكو لن ترغب في خسارة مثل هذه الورقة، ولن تفرط فيها بكل سهولة. السؤال هنا، ما هي البدائل التي تملكها روسيا إن نجحت أمريكا في ضم إيران إلى جانبها؟ يعلم الجميع أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع دول الخليج العربي خاصة المملكة العربية السعودية ليست في أفضل حالاتها في الوقت الراهن، وبرز تباين واضح في وجهات النظر بين واشنطن والرياض حول ما يجري في سوريا ومصر، وعملية السلام في الشرق الأوسط والتقارب الإيراني الأمريكي. ظهرت حالة عدم الرضا السعودية تجاه سياسات واشنطن في اعتذار المملكة عن قبول المقعد المؤقت في مجلس الأمن، وقبل ذلك إلغاء السعودية كلمتها في اللقاء الأخير للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. هذا الفتور في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، والتقارب بين الأخيرة وإيران من جانب، وحالة عدم الرضا الروسية بسبب هذا التقارب، قد يقود إلى تحالف سعودي- روسي في حالة نجحت الرياض في إقناع موسكو بتغيير موقفها من الأحداث الجارية في سوريا، وتخليها عن دعم بشار الأسد. التحدي الأكبر الذي يقف في وجه هذا التحالف يكمن في دور المملكة العربية السعودية والدول العربية في إسقاط الاتحاد السوفيتي خلال الحرب على أفغانستان، وهي عقبة حقيقية إلى جانب خشية روسيا من أي نفوذ سعودي في الجمهوريات الإسلامية التي تشكلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وخشية موسكو من دعم الرياض للجماعات الإسلامية هناك والتي تشكل -من وجهة النظر الروسية- خطرًا حقيقيًّا على الأمن القومي الروسي، إلا أن ذلك قد يكون عامل في التقارب والتفاوض أيضًا.

الصين .. لاعب قوي

إضافة إلى روسيا، تمثل الصين أيضًا حليفًا آخر لإيران، وفي الوقت ذاته تعتبر علاقتها مع الولايات المتحدة ليست في أفضل حالتها ومنافسًا قويًا، وقوة صاعدة بسرعة الصاروخ تحسب لها واشنطن كثيرًا، كما أن بكين لاعب أساسي في ميزان القوى العالمية، وهي كما نعلم جميعًا تعتمد على القوة الناعمة، الأقتصاد، لبسط نفوذها في كل الاتجاهات، وتعمل دون ضوضاء إعلامية ومتحفظة جدًا في تصريحاتها فيما يتعلق بالصراعات السياسية الدولية. التحالف مع الدول الخليجية التي تملك قوة اقتصادية كبيرة، وتشهد ثورة عمرانية ومشاريع استثمارية مغرية يتناغم مع تطلعاتها وأهدافها الاستراتيجية خاصة في ظل ما نشهده من أزمة الديون الخانقة التي تمر بها الولايات المتحدة، كما لا ننسى أن السعودية تؤمن الصين بالحصة الأكبر من وارداتها النفطية.

توجه الجانب التركي في هذه المعادلة ليس واضحًا رغم أننا شهدنا تحولاً نسبيًا في الموقف التركي من الأوضاع في سوريا، فلقد قامت القوات التركية بضرب مواقع على الحدود التركية السورية قالت أنقرة إنها تابعة لجماعة داعش المسلحة والمرتبطة بتنظيم القاعدة. بعض المحللين رأوا هذا الموقف بمثابة تغير في الموقف التركي من الثورة السورية، ورسالة حسن نوايا موجهة للجانب الأمريكي بأن أنقرة تحارب الإرهاب والجماعات الإرهابية. إضافة إلى ذلك، فأنقرة وواشنطن يتبنيان موقفًا متطابقًا إلى درجة كبيرة فيما يتعلق بالأوضاع في مصر، وعدم موافقتهما على عزل الرئيس المصري محمد مرسي، وهي أيضًا نقطة خلاف واضحة بين السعودية من جانب، وتركيا وإيران من جانب آخر بحكم العلاقة، التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير، بين طهران والقاهرة، وتطورت سريعًا خلال فترة رئاسة محمد مرسي، إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً بسبب أحداث 30 يونيو، وعزل الرئيس مرسي من منصبه. كل هذا قد يقود إلى تحقق مثلث التحالف الأمريكي- الإيراني- التركي الجديد في الشرق الأوسط.

ختامًا، نعم المعادلة بكاملها معقدة جدًا، وسيناريو التغير الجذري في التحالفات السياسية وقلبها رأسًا على عقب خاصة في منطقة مثل الشرق الأوسط، حيث الموقع الجغرافي الحساس وتمركز منابع الطاقة العالمية في هذه البقعة من العالم ليس بالأمر السهل والسريع، ولكن ذلك ليس مستبعدًا إطلاقًا، والأيام القادمة قد تكون حبلى بالكثير من المفاجآت.

المصدر: مجلة المجلة

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

المركز الخليجي للدراسات الإيرانية.. ضرورة وليس ترفا


شؤون إيرانية
بقلم: محمد السلمي


تحيط بنا في دول الخليج العربي دول وشعوب متنوعة الثقافات ومتباينة من الناحية الآيديولوجية والفكرية، وبطبيعة الحال التاريخية، والعلاقات بين تلك الدول ودول الخليج العربي مرت وتمر بمراحل تتأرجح بين التوتر والجمود تارة، والتحسن والتقارب تارة أخرى. وفي جميع الحالات، نحتاج لأن نتعرف عن كثب على طريقة تفكير شعب أو حكومة دولة ما لكي نستطيع أن نتواصل معها بالطريقة الصحيحة من دون مبالغة أو أي أحكام مسبقة، كما أنه في الوقت ذاته لا يمكننا مطلقا تجاهل دولة جوار ونزعم أننا لا نكترث بما ينشر في وسائلها الإعلامية ولسنا في حاجة إلى فهمها. إن هذا هروب من الحقيقة وابتعاد عن واقع العصر الذي نعيشه والدور الذي يلعبه الإعلام في رسم الكثير من السياسات والتأثير على الرأي العام الداخلي والخارجي على حد سواء.
كتب الأستاذ مشاري الذايدي قبل حوالي ثلاثة أسابيع حول هذا الموضوع وتساءل عن وجود خليجيين متخصصين في الشأن الإيراني يجيدون اللغة الفارسية وثقافة إيران وتاريخها. ولعله أصاب في طرح هذا الموضوع الذي شخصيا تحدثت عنه كثيرا في بعض وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ليس هناك ما يمنع من طرحه مجددا وبشكل أكثر وضوحا لعله يجد آذانا صاغية هذه المرة.

بحكم التخصص في الشأن الإيراني، سأركز هنا على علاقتنا بالجار المطل على الخليج العربي من الجهة الشرقية. نحتاج بادئ ذي بدء أن نطرح على أنفسنا السؤال التالي: هل نفهم الجار الإيراني كما ينبغي؟ شخصيا، لا أعتقد ذلك، وهناك أسباب عدة سأطرح بعضها هنا. يجب أن نعترف بداية بأن معظم ما يصل وسائلنا الإعلامية الخليجية عن الداخل الإيراني يجري عبر وسيط ثالث، ألا وهو وكالات الأنباء العالمية، والغربية تحديدا، وهذا بطبيعة الحال لا يجعلنا على اطلاع تام على الأحداث هناك، ومتابعة المستجدات على الأرض أولا بأول. إضافة إلى ذلك، يجب أن نعترف أيضا بأن الإعلام الغربي يركز غالبا على الأحداث التي تكون داخل نطاق اهتماماته أو ما يكون مرتبطا بقضية دولية معينة، كالبرنامج النووي الإيراني وملف حقوق الإنسان ونحو ذلك.
لنطرح الفكرة بصورة أخرى: هل تتطرق وسائل الإعلام الدولية لما يعرض في الإعلام الإيراني ويخص الشأن العربي على وجه التحديد؟ بطبيعة الحال الإجابة ستكون بالنفي. إذن علينا كخليجيين التركيز على ذلك ورصده قبل غيرنا ونتابع بشكل لصيق كل ما يدور في دولة لا يفصلنا عنها إلا مسطح مائي لا يتجاوز عرضه عشرات الكيلومترات.

لهذا كله ولكي نفهم سياسة إيران والتصريحات الرسمية وغير الرسمية الصادرة من تلك الدولة نحتاج إلى فهم ثقافة الشعب الإيراني وطريقة تفكيره أيضا، نظرته لدول الجوار العربي، شعوبا وحكومات. هذا الفهم لا يمكن استنتاجه بسهولة من خلال تحليل مقال صحافي أو مقابلة تلفزيونية أو تصريح رسمي. تعقيدات الشخصية الإيرانية أكبر من ذلك بكثير، وما لم نفهم هذه الشخصية جيدا فقد يشعر البعض أحيانا بأن هناك حلقة مفقودة بسبب ما يبدو من الوهلة الأولى من تناقض في التصريحات وردود الفعل تجاه حدث ما.

بالأخذ في الاعتبار جميع ما تقدم نجد أنفسنا أمام سؤال جوهري وهو ما نحتاج؟ وما الذي يجب علينا فعله؟ ما أود قوله هنا هو وببساطة شديدة حاجتنا الملحة جدا لتأسيس مركز يهتم بالشأن الإيراني وعلى كافة المستويات، سواء سياسية وتاريخية وثقافية واقتصادية، وفي مجال علم الاجتماع والأمن، ونحو ذلك.

لا ينبغي النظر مطلقا إلى المناداة بتأسيس مركز الدراسات الإيرانية على أنه يأتي كردة فعل على العلاقة المتوترة حاليا بين إيران ومعظم دول الخليج، حتى وإن كان ذلك محفزا قويا بحد ذاته، فعمل المركز لا ينبغي أن يكون كذلك ولا يتأثر بطبيعة العلاقات السياسية وتقلباتها مطلقا، بل يكون مركزا بحثيا يعمل على استراتيجية محددة وأهداف يسعى إلى تحقيقها.
ولعل من نافل القول التأكيد على أن معظم جامعات دول العالم الغربي تضم مراكز بحثية تهتم بالدراسات الإيرانية، ولا تكاد تخلو جامعة عريقة من هذه الأقسام والمراكز المهتمة بالشأن الإيراني. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، هناك أكثر من مائة مركز دراسات ومركز بحثي يهتم بشكل كلي أو جزئي بالدراسات الإيرانية. هذا الأمر ينطبق أيضا على كافة الجامعات الأوروبية العريقة في بريطانيا، مثل أكسفورد، وكمبريدج، ولندن، أو جامعة ليدن الهولندية، وجامعتي برلين وبون الألمانيتين، والقائمة طويلة جدا.

من جانب آخر، هناك عشرات المراكز البحثية الإيرانية التي تركز بشكل مباشر على الشأن العربي وترصد كل ما يطرح في وسائلنا الإعلامية بشكل يومي. بل إن الأمر تجاوز ذلك بكثير، إذ تقوم مواقع إيرانية على الإنترنت بترجمة العناوين التي تتصدر صفحات الجرائد والمجلات العربية وتضعها بين يدي القارئ الإيراني ليكون على اطلاع على أهم ما يجري طرحه في دول الجوار العربي.

وللعودة إلى الفكرة الرئيسة، المركز الخليجي للدراسات الإيرانية الذي أتمنى أن يرى النور قريبا، ينبغي أن يكون من أولوياته إجراء دراسات أكاديمية بحثية معمقة تركز على الداخل الإيراني، اقتصاديا، سياسيا، ثقافيا وتاريخيا. أي أن الهدف هو تشكيل مركز دراسات إيرانية يهتم بالجانبين الأكاديمي والإعلامي، ويضم في عضويته أبناء الخليج العربي المهتمين بالشأن الإيراني. قد يرى البعض أن مركز الخليج للأبحاث الذي يشرف عليه الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر - وأنا أوجه له خالص التحية والتقدير - يقوم بنفس عمل المركز الذي أطالب به. نعم مركز الخليج للأبحاث يقوم بجهود رائعة تذكر فتشكر، ولكن نحن في زمن التخصص الدقيق، والمركز الذي أنادي بإنشائه يأتي مكملا لدور مركز الخليج للأبحاث، ولديّ الكثير من الأفكار والخطوط العريضة لطبيعة هذا المركز وأقسامه والمهام التي يجب أن تناط به.

ختاما، أعلم جيدا أن هناك شبابا متحمسين، وعدد منهم يتقنون اللغة الفارسية في عدد من دول الخليج العربي، وكل ما يحتاجونه هو مظلة مؤسسة بحثية تجمعهم معا لتجري الاستفادة منهم في خدمة أوطانهم، ويتبادلوا الخبرات فيما بينهم بعيدا عن العمل الفردي والعشوائي.  هذا هو الهدف الذي أتمنى أن يتحقق قريبا، وأن تجد هذه الفكرة من يتبناها ويعمل على تحويلها إلى واقع ملموس.. والله من وراء القصد.

المصدر: الشرق الأوسط      

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

التعايش العربي الإيراني... حلماً أو حقيقة؟



شؤون إيرانية



على الرغم من اللغة المتشنجة والمتوترة المسيطرة على الإعلام العربي والإيراني خلال فترة ليست بالقصيرة  إلا ذلك لا يمنع طرح الخيار الآخر أيضا. لغة التصعيد ومهاجمة الدول العربية والخليجية تحديدا كانت ولاتزال النغمة السائدة على الإعلام الإيراني المقروء منه والمسموع هي. لم تتوقف وسائل الأعلام عن مهاجمة قيادات الخليج ومحاولة إثارة الخلافات والعزف على الوتر الطائفي وبصور مختلفة.
 

ربما طرح مثل هذه السياسات وفي ظل المناخ الحالي السائد في المنطقة فيه شيء من السباحة ضد التيار ولكن  يجب أن نعلم يقيناً لا خيار لإيران  والدول العربية، حتى لو لم تكن لديهم الرغبة الحقيقة في ذلك في الوقت الراهن ، سوى التعايش فالأفضل أن يكون هذا التعايش جنباً إلى جنب مع التعاون وخلق الفرص المتبادلة من أجل ارتقاء المصالح المشتركة بين الطرفين لا الصراع الذي نعيشه واقعاً ملموساً. فالواقع يقول أن الجوار الجغرافي يحتم على الجانبين العربي والإيراني خيار التعاون والتفاهم والتخلص من  اللغة المتشنجة خاصة من الجانب الإيراني. ولكن السؤال الأهم الذي يقفز تلقائيا الى المقدمة يتمثل في كيفية تحقق هذا التعايش القائم على الاحترام المتبادل بعيدا عن التدخل في شؤون الجانب الآخر.
 

لن تواجه إيران صعوبة كبيرة في التزام الدول العربية بحسن الجوار والالتزام بالمبادئ الأساسية لأي محاولات لطمر الهوة بينها وبين الجانب الإيراني، إلا أن الجانب العربي والخليجي تحديدا ولأسباب عديدة يبقى متوجسا من أي انفتاح على إيران ما لم تعترف إيران وبكل شجاعة بأخطاء الماضي والتعهد على فتح صفحة جديدة مع دول الخليج أساسها احترام استقلالية أراضي هذه الدول والتخلص من التعنت في حل القضايا العالقة وعلى رأسها قضية الجرز الاماراتية الثلاث والتوقف تماما عن الحديث عن البحرين.
 

في هذا الاتجاه قمت مؤخرا بطرح سؤالا في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حول التعايش بين الدول العربية و إيران وطلبت من المتابعين طرح وجهات نظرهم حول الموضوع ومدى موافقتهم أو معارضتهم للعلاقات مع إيران والتعايش معها. كان التفاعل كبير جدا فالبعض رد بشكل مباشر على التغريدة التي اطلقتها وآخرون عبروا عن وجهات نظرهم من خلال الوسم (الهاشتاق) الذي انشاءته لهذا الغرض. كانت الردود، في معظمها، جميلة وموضوعية وإن كان البعض قد خرج عن نقطة النقاش أو ركز على الخلاف الطائفي دون تقديم أي حلول حقيقية.

قمت بجمع هذه التغريدات وأخذت أفكر في كيفية تقديمها لمن لم يتابع الوسم (#التعايش_مع_إيران) أو الردود على تغريدتي، فكان أفضل نتيجة وصلت إليها هو تقديم تلك الأفكار والروئ كما هي، مع محاولة تفادي التكرار قدر الإمكان. الهدف من نشر هذه التغريدات يمكن في محاولة إبراز ردود أفعال  شريحة لا بأس بها من المغردين العرب تجاه هذا الموضوع، وبعبارة أخرى يمكن وصف ذلك باستطلاع محدود للرأي العربي عبر تويتر. هنا بعض التغريدات مذيلة بوجهة نظري الشخصية في هذا الموضوع كما وعدت في تغريدتي أن أدلي بدلوي لاحقا:

 

·       اعتقد أن شروط التعايش لا يمكن تطبيقها مع إيران لأن المشكلة تكمن في النية وهذا من الصعب الجزم بصدقها
 

·       أن تلغى الطائفية من الجانبين الإيراني والعربي وتتحد دول مجلس التعاون وتكون قوة عسكرية بعد ذلك يكون لها احترامها 

·       احترام الهوية القومية للكل، عدم التدخل إيران في شؤوننا وألا تكون العلاقات الغربية الإيرانية على حساب دول المنطقة العربية

·       الند للند وغير ذلك لا يمكن التعايش


·       لا يمكن التعايش معهم حتى تستوي كفتي الميزان، حين نكون مؤثرين في الداخل الإيراني ولنا قوتنا العسكرية الرادعة، هنا نتعايش


·       تخلي الإيرانيون عن النظرة الدونية للعرب 

·       تأسيس مصالح مشتركة تراعي التوازن في المواقف، تتخلى إيران عن الدبلوماسية العقدية

·       التخلي عن مشروعها التوسعي الشرط رقم واحد
 
·       لا يمكن نتعايش مع من نختلف معه في العقيدة، مسمى الخليج العربي يسبب حساسية كبيرة (لدى الإيرانيين) فما بالك التعايش مع حقد دفين على العرب


·       لا أتوقع التعايش بين الجانبين لأن هناك نزعة شعوبية قوية


·       لا شك أن لإيران مشروعا في المنطقة والحل أن يكون لنا كعرب مشروع مضاد

·       التخلي عن اطماعها التوسعية وإذكاء الفتن داخل الدول العربية ومنح الأحوازيين حقوقهم ومع ذلك فهم لن يقبلوا بشئ
 

·       الحوار في أوجه التعاون الآنية.. في سبيل خلق أرضية لحل المواضيع ذات الاختلاف
 

·       لا أمل في التعايش السلمي مع إيران مالم يتوقف طموح إيران الديموغرافي ونتوقف جميعا عن المهاترات الطائفية ونحقق التوازن العسكري

·       بناء الثقة والكف عن التشكيك في النوايا واعتبار الطرفين بعضهم البعض كأصدقاء وشركاء وليس كخصوم وأعداء فما يجمعهم أكثر مما يفرقهم 

·       الشروط من الجانب العربي إعادة الجزر الإماراتية وعدم التدخل وإذكاء الفتن في الدول العربية واثبات حسن النوايا واحترام شعوب وحكام الخليج

·       إيران إذا أرادت التعايش مع العرب بسلام عليها كف تدخلاتها بشؤوننا بخطوات إيجابية ملموسة وليس بتصريحات إعلامية زائفة
 

·       التوقف عن تهميش السنة في إيران وتقديم المشاريع التعليمية والصحة وتوفير حياة كريمة لهم كما نعمل مع الأقلية الشيعية في بلداننا

 
·       إيران جار لم نختاره. وأرى تكثيف اللقاءات و الحوار المعمق والجاد المبني على المصلحة الوطنية الصرفة مع القوة ومد ونشر ثقافتنا في الشارع الإيراني والوصول إلى المواطن هناك باللغة الفارسية بشكل مكثف ومركز، تقوية وحماية الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية لدينا، العودة الجادة للانتشار في عواصم العالم الإسلامي وعدم ترك أي فراغ لإيران أو مساحة يمكن أن تستغلها، إنشاء مراكز أبحاث وفكر استراتيجي متخصصة في الشأن الإيراني  وأخيرا بحث فرص التعاون النووي السلمي والتنسيق في مجال النفط والغاز وهذا بحد ذاته سيولد مصالح مشتركة ملموسة وفاعلة (سلسلة من التغريدات من شخص واحد)

 

·       بناء استراتيجية دفاعية إن لم تكن توسعية وإنشاء مراكز أبحاث مخصصة بالشأن الإيراني بكل نواحيه العسكرية والعرقية والدينية

 
·       طالما هناك حقد تاريخي على العرب لا يمكن الوثوق بإيران كدولة مسالمة

·       عندما تتخلى إيران عن نهجها في تصدير الثورة وتبدئ الرغبة الحقيقية بالسلام حتما سنتعايش معها، فالروابط التي تجمعنا عميقة.

·       نتعايش مع إيران بأن يتفهم ويقبل كل طرف عادات وطقوس الطرف الآخر وإن تبادلوا المصالح باتفاقيات عادلة وقنعة ومفيدة

 وجهة نظري الشخصية:

نستطيع التعايش مع إيران كما تعايشنا معها قبل ثورة 1979م، فإيران دولة جارة تجمعنا بها روابط تاريخية ضاربة في عبق التاريخ والأهم من ذلك أننا لا نستطيع استبدالها بجار أفضل. استعادة الثقة بين الجانبين وبناءها بكل شفافية ووضوح وتخلي إيران عن غرور الشخصية الفارسية وإعادة تقييم الأوضاع بكل عقلانية وبعيدا كل البعد عن الأنا والنزعة القومية الجامحة يساعد كثيرا في ترميم العلاقة بين الجانبين مع ضرورة حل الملفات العالقة والمتراكمة من خلال الدخول في مفاوضات صادقة بعيدة كل البعد عن التصريحات الإعلامية الفضفاضة و التقية السياسية المعتادة. الأمر في غاية الصعوبة والتعقيد ولكنه ليس مستحيلاً.

همسة: شكرا لكل من شارك وأبدى وجهة نظره في هذا الموضوع ومعذرة لمن شارك ولم يتم إدراج مشاركته هنا، مع العلم بأن التغريدات المنقولة أعلاه تمثل وجهة نظر أصحابها فقط ...