تويتر

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

الصراع الداخلي الإيراني يعود إلى الواجهة مجددا



شؤون إيرانية:
يتجدد  الصراع بين المحافظين والأصلاحيين بل ويزداد حدة مع أقتراب انتخابات مجلس الشورى. وعلى الرغم من أن وقت الأنتخابات لايزال بعيدا نوعا ما إلا أن هذه الانتخابات تاتي في  ظروف غير اعتيادية والمراهنة عليها مرحلة أولية للحدث الأكبر في عام 2013 حيث موعد الأنتخابات الرئاسية.  فمن يتابع افتتاحيات الصحف الإيرانية الصادرة خلال هذه الأيام  يلاحظ بجلاء حملة قوية من قبل التيار المحافظ واعتماده على لغة تخوين كافة رموز الأصلاح  واتهامهم بالعمالة لجهات أجنبية  واعتبار أن ما يقومون به لا يختلف كثيرا عما يسمى في إيران بـ "قوى الاستكبار العالمية"، أي اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. ولعل الرئيس السابق  المحسوب على التيار الأصلاحي، محمد خاتمي، قد نال النصيب الأوفر من هذه الأتهامات .


ولعل السبب الرئيسي في التركيز على خاتمي خلال هذه الأيام يعود إلى أمرين رئيسيين، أولهما، أن المرشح الرئاسي  السابق وأبرز رموز تيار الموجة الخضراء، مير حسين موسوي،  قد صرح قبل أيام، عندما سمح له ولأول مرة منذ فرض الإقامة الجبرية عليه بلقاء عائلته، بأن الأمل قد تبدد في أي اصلاح سياسي في إيران وأن الانتخابات القادمة لن ينتظر منها الكثير، وبالتالي قد يرى البعض أن مثل هذه التصريحات تعد هزيمة معنوية لهذا الرمز الأصلاحي الذي يعول عليه الشباب الإيراني كثيرا، وبالتالي فإن الحاجة الملحة لملء هذا الفراغ قد تكون هي ما دفعت بخاتمي للتصدي لهذه المهمة،  وثانيهما، تصريحات خاتمي  الأخيرة خلال لقاءه بعدد كبير من الطلاب الإيرانيين في طهران هي ما جعلت منه هدف أساسي لهجوم التيار المحافظ ووسائل الأعلام التابعة له. فقد تحدث خاتمي في هذا اللقاء عن الاستبداد وتساقط رموز الدكتاتورية في المنطقة وقوله بأن "الشعب الإيران قد تحرك تجاه محاربة الديكتاتورية". وقوله أن هناك من لا يرون أي حرمة أو حق للشعب ويتحدثون باسم الدين وهذا بلا شك استبداد ديني حذر منه رجال الدين المخلصين مثل آية الله خراساني وآية الله نائيني واعتبرا هذا الاستبداد أشد خطرا من نظيره السياسي.. فهذا الحزب الذي يمتطي الدين وامتزجت تصرفاته بأنواع متعددة من الاستبداد لا يرون أي حق للمواطن في التعبير عن رأيه كما أنهم لا يترددون في استخدام القوة ضد كل من يعارضهم.


كيف ستكون نتائج هذا الصراع وماهي الاستراتيجيات الجديدة التي يرسمها كل طرف إما من أجل العودة مجددا إلى الواجهة والثأر للماضي القريب أو لتأكيد الهيمنة وتأكيد قوة  القطب الواحد وأن الانتخابات  لا تعني الكثير عندما يرغب رأس الهرم في التدخل وحسم الأمر حسبما يراه شخصيا بغض النظر عن حقائق صناديق الأقتراع ...وبين هذا وذلك فإن الأيام حبلى بكثر من الأحداث المثيرة .. وما علينا سوى الأنتظار وإن غدا لناظره قريب وقد يكون غريباً...


محمد


ليست هناك تعليقات: