شؤون إيرانية:
زيد الجلوي
إيران الثورة الإسلامية جمهورية العارات, وسكان »مخيم أشرف« والأحوازية عار في جبين طهران, نأخذهما من موسوعة الخزي, الذي لا تتسع هذه المقالة إلا للمحات من معاناة الأحوازيين و»الأشرفيين« على يد الحرس الثوري.
فسكان »مخيم أشرف« إيرانيون في العراق, والأحوازيون عرب في إيران, وكلاهما يشتكي ظلم سادة طهران, فالأشرفيون سلطت عليهم مملوكها في بغداد, أما الأحوازية فإنهم تحت القهر المباشر للأخرس الثوري, الذي سيطر على بغداد, وقبلها دمشق التي سلمته كل معارضيه, وبخاصة الأحوازيين منهم من دون أن تشفع لهم عروبتهم لدى النظام السوري, الذي تجرد من قوميته العربية بهذا الفعل, وغيره من الأفعال التي لا يقرها مشروع البعث النهضوي قبل الإنقلاب الأسدي عليه.
فسكان »مخيم أشرف« إيرانيون في العراق, والأحوازيون عرب في إيران, وكلاهما يشتكي ظلم سادة طهران, فالأشرفيون سلطت عليهم مملوكها في بغداد, أما الأحوازية فإنهم تحت القهر المباشر للأخرس الثوري, الذي سيطر على بغداد, وقبلها دمشق التي سلمته كل معارضيه, وبخاصة الأحوازيين منهم من دون أن تشفع لهم عروبتهم لدى النظام السوري, الذي تجرد من قوميته العربية بهذا الفعل, وغيره من الأفعال التي لا يقرها مشروع البعث النهضوي قبل الإنقلاب الأسدي عليه.
هذا السوء عقيدة حاكمة لسلوكيات النظام الإيراني أيضا, حين يسلطون عراقيا كالمالكي على سكان »مخيم أشرف« الإيرانيين, ولا غرابة فالخرس, وليس الحرس الثوري, لم ينج من شياطينه أبناء الثورة الإسلامية أنفسهم, فهي ثورة حصدت أبنائها, والإيرانيون عموما كالسوريين بعد إنقلاب حافظ الأسد على عفلق والبيطار وخدام, ورفاق الحزب جميعهم من دون إستثناء, للمتواجدين الآن في صفوف السلطة, كالشرع وأمثاله ممن لهم الأحقية في رئاسة سورية من بعد بشار, الذي يعد أبنا من أبنائهم.
فمنظمة »مجاهدي خلق« لها الحق, أن تكون بين شعبها الإيراني, بدلا من اللجوء للآخرين بسبب هيمنة الحكم الشمولي الشيعي الحاكم في إيران, والذي لا يزال معتقدا أن وحدة الإيرانيين لا تكون إلا بالتشيع, وفقا للإعتقاد الصفوي المؤسس له منذ إسماعيل وحتى عباس الكبير قبل سقوط حكمهم على يد الأفغان, فالمتطرفون الشيعة أعادوا تجسير الهوة بين حاضرهم وماضيهم, مع قدوم الخميني وحتى خامنئي, الذي سيؤكد رحيله أن بمقدور الإيرانيين, أن يصنعوا إيران المدنية الديمقراطية المسالمة, بعيدا عن الفكرة الثيوقراطي الذي يؤمن به المحافظون.
المدنية التي تسعى كل القوى السياسية الاصلاحية الإيرانية إلى تشييدها, إيمانا منها بأن زمن إسماعيل الصفوي ليس زمن مريم رجوي, إن تخلت عن الراديكالية أسوة بغيرها, لعدم ثبوت مقدرتها على تدعيم الأمن والاستقرار المنشود, محليا وعالميا, ليكون في مقدور الأحواز والكرد والهولة واللرستانيين والأقليات كافة, أن تقرر مصيرها في إطار إيران المسالمة لجيرانها, لا المؤذية لنفسها ولغيرها, بتبديدها أموال الإيرانيين في مغامرات لن تحقق للخامنئيين العالمية, إلا موقتا كما هو حاصل الآن, لأن الشيعة نقطة في بحر سني, كما قال المفكر العراقي حسن العلوي, بأنهم لن يتمكنوا من تغيير الديموغرافية السكانية على الإطلاق.
وهذا ما على بشار الأسد المسارعة نحو تحقيقه, بتخليه عن الرئاسة بانتقال سلمي للسلطة, ولو كلف ذلك محاسبته عما ارتكبه, وهو ما لا نتأمل كثيرا إقدامه عليه, إلا أن المدنية آتية... آتية, كما يلوح من علامات التغييرات التي نعيشها, ليتمكن الكرد والعلويون والدروز والاسماعيلية والسنة من استبدال عشائرهم وطوائفهم كدوائر استنفدت فائدتها لأبنائها بمنظمات المجتمع المدني التي صارت حلقات جديدة لأبناء المدن, جامعهم غاياتها وأهدافها وبرامجها السياسية الحزبية.
فبلاد البعثين العربيين اللذين سيطرت عليهما طهران, هما من سيعملان على تغيير إيران, بعدما تبدلت حالة تركيا العثمانية نحو العصرنة الإسلامية المؤمنة بالديمقراطية, والعراق يستعد لهذا التحول, الذي لن يتأخر كثيرا, متى تخلصت دمشق من شمولية نظامها المهجن, تهجينا مستهجنا بقومية ذات رأس طائفي ومذهبي, آخر الحراك المدني بحجج الممانعة التي لم تجبر العدو على تحقيق غاياتها الجوهرية, بالقدر الذي منعت فيه الحياة الكريمة على شعوبها الثائرة حاليا.
معتقدا بأن على »الأشرفيين« و»الأحوازيي«ن وجوب توحيد جهودهم نحو تعزيز المدنية الإيرانية, بما يخدم مستقبلهم جميعا, بعيدا عن قضايا الإنفصال التي يمكن للأحوازيين المطالبة بها, ولا الكرد فهذا ما لا نتمناه لتركيا ولا لسورية أو العراق وإيران, فالكرد ليسوا بعيدين عن بعضهم بعضاً, فقد إنتهى زمن التخبطات العرقية, وبدأ عهد التواصلات الحضارية المدنية, فهذه تقر للجميع بحق المواطنة, الذي يجعل من فكرة الانفصالات التي كرستها الشمولية, فكرة ملفوظة في الخطاب السياسي الحداثي المعاصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق