تويتر

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

إعادة هيكلة الخطط الاستراتيجية لدول الخليج في التعامل مع إيران؟



شؤون إيرانية:
بقلم محمد السلمي


كيف يجب أن نتعامل مع إيران؟ سؤال يتردد كثيرا في الأوساط السياسية مع بروز أي توتر في العلاقات بين إيران والدول العربية والخليجية تحديدا. المراقب لسياسة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يدرك أنها تتبع سياسة الابتعاد عن التدخل في شؤون الغير، وهي سياسة تحاول هذه المنظومة من خلالها تجنب الدخول في صراعات مع دول الجوار، كما أن الدول الخليجية قد اتخذت من استراتيجية السياسة الدفاعية البحتة منهجا لها وهي متأنية إلى أبعد الحدود في ردود أفعالها تجاه أي حدث إقليمي أو دولي. في هذا الصدد، دأبت دول الخليج على التعامل مع دولة مثل إيران بمبدأ حسن الجوار واحترام سياستها في التعامل مع شأنها الداخلي من دون أن تقحم نفسها في «الصراعات المذهبية والعرقية» داخل حدود الدولة الإيرانية والمواجهات التي تحدث في إيران، كما أنها ما لبثت تنادي بحل الملفات العالقة بين الجانبين، وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية، وعلى رأس تلك الملفات موضوع الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران.

في المقابل، تنتظر هذه الدول من إيران أن تعاملها بنفس المبدأ، إلا أن الجانب الإيراني يقرأ سياسة دول الخليج هذه بطريقة مختلفة، فهو يرى أن السياسة الدفاعية أو المبنية على ردود الأفعال دون المبادرة، تنم عن عدم قدرة دول الجوار العربي على مجابهة طهران سياسيا وعسكريا مما شجع الساسة الإيرانيين على السماح لأنفسهم بالتدخل في الشأن العربي والخليجي، وما انفك هذا الجار يثير القلاقل والنزاعات داخل هذه الدول ويزرع خلايا تجسسية هنا وهناك، وكذلك اللعب على الجانب المذهبي من خلال تنصيب نفسه مدافعا عن جميع أتباع المذهب الشيعي وكل من تطلق عليهم إيران مسمى «المستضعفين في العالم» وأدرجته ضمن مواد الدستور الإيراني، حيث تؤكد المادة 154 منه على «أن الجمهورية الإسلامية لن تتوانى عن دعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في كل بقعة من بقاع العالم». وعبر هذه النافذة تسمح إيران لنفسها بالتدخل في شؤون الغير.


في ظل هاتين الطريقتين المتباينتين يجب أن ندرك أن طريقة تفكير الشخصية الإيرانية لا تعترف إلا بأسلوب الندية والتحدي والوقوف بكل جدية في وجهها وما عدا ذلك فكل المحاولات في التعامل مع إيران سيكون مصيرها الفشل والأمثلة في هذا الصدد كثيرة جدا. واستنادا إلى ذلك، فإن مجابهة التدخل الإيراني في الشأن الخليجي لا يمكن أن يتم، من وجهة نظري الشخصية، إلا من خلال قيام هذه الدول بتغيير استراتيجيتها وبشكل جذري في التعامل مع إيران، ولكن ما الخطط الاستراتيجية البديلة التي قد توقف هذه الاستفزازات الإيرانية المتكررة؟

 لقد شكل انهيار الاتحاد السوفياتي فراغا استراتيجيا كبيرا في منطقة آسيا الوسطى مما مكن عدة دول، وعلى رأسها إيران، من لعب دور فعال في هذه المنطقة الحيوية من العالم، حيث التقارب الثقافي والعرقي والجغرافي بينها وبين إيران، فهي تنظر إلى بعض دول آسيا الوسطى والدول التي أعلنت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي (مثل طاجيكستان، وتركمانستان، وقيرغيزستان، وأوزبكستان، وكازاخستان، وأذربيجان) باعتبارها «الباحة الخلفية» لها وترى الاقتراب منها خطرا يهدد مصالحها في تلك المنطقة وخطا أحمر لن تسمح طهران بالمساس به، كما تتمتع هذه المنطقة باهتمام خاص في الفكر الاستراتيجي الإيراني. صحيح أن هناك اختلافات أيديولوجية بين معظم هذه الدول وإيران (معظم تلك الدول تتبع المذهب السني)، إلا أن الاعتبارات البراغماتية لإيران تفوق الاعتبارات الأيديولوجية في علاقاتها مع تلك الدول، بعيدا عن أية اعتبارات أيديولوجية أو دينية.  

من هذا المنطلق، تستطيع دول الخليج استخدام سياسة التطويق الدبلوماسي والاقتصادي والبدء من هذه النقطة تحديدا ولا أعني هنا التدخل في شأن تلك الدول، ولكن من خلال القوة الناعمة وبناء علاقات متينة معها والقيام بنشاط دبلوماسي من خلال بعض الزيارات لتلك الدول وتوقيع بعض الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية مع دول المنطقة بشكل يسمح لها بالتوسع التجاري والاستثماري طويل الأمد، خصوصا في مجال الطاقة. إضافة إلى ذلك، فإن لدى تلك الدول مخاوف أمنية من مطامع إيران في المنطقة، خاصة وأن بعض الساسة الإيرانيين يطلقون بين الفينة والأخرى تصريحات تؤكد بأن بعض دول آسيا الوسطى جزء لا يتجزأ من الدولة الإيرانية، ويجب إعادتها إلى حضن الدولة الأم، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في تلك الدول تجاه طهران.

كل هذا قد يساعد على بناء علاقات متينة لدول الخليج مع تلك الدول ومحاولة سحب البساط من تحت إيران وتكوين تحالفات جديدة في جمهوريات آسيا الوسطى. هذه الخطوة ستحول إيران، بكل تأكيد، من مركز الهجوم والتدخل في الشأن الخليجي إلى مركز الدفاع عن مصالحها في آسيا الوسطى خشية أن تفقد مكانتها السياسية والثقافية والاقتصادية هناك. الأهم من ذلك كله أن إيران ستبدأ ليس في تغيير نظرتها لجيرانها العرب وحسب، بل ستكون مجبرة على إعادة التفكير في الأوراق التي تستطيع هذه الدول أن تلعب بها قبل أن تتقدم بشكل أكبر وتعامل إيران بنفس الأسلوب، خصوصا أن إيران تعلم جيدا القنابل الموقوتة الكثيرة في الداخل بسبب التركيبة الفسيفسائية التي تشكل البناء الاجتماعي في البلاد.

ختاما، يحتاج مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإعادة ترتيب أوراقه وخياراته في التعامل مع إيران وفقا للمتطلبات الجيوسياسية، فنحن لا نستطيع تغيير واقع الترابط الجغرافي بيننا وبين إيران ولكننا نملك حرية تغيير توجهاتنا الأمنية والاستراتيجية الحالية والمستقبلية وتطويرها على النهج الذي يضمن لدولنا مواجهة التحديات على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة أن هذه الدول تملك من مقومات تشكيل قوة اقتصادية وسياسية كبيرة متى ما طبقت فكرة الاتحاد الخليجي التي طرحها العاهل السعودي أخيرا، فجميع الظروف مواتية لتطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع، وبذلك سوف يساعدها هذا الاتحاد على إعادة النظر في استراتيجياتها على كل الأصعدة، ومن بين ذلك التعامل مع الملف الإيراني، بطبيعة الحال الذي عانت منه هذه الدول كثيرا ولا بد من أخذه بشكل أكثر جدية وحزما واستثمار عامل الوقت قبل أن تتمادى إيران في تدخلاتها في الشأن المحلي لهذه الدول.


المصدر: صحيفة الشرق الأوسط


1

الآخر العربي في الهوية الإيرانية الحديثة




شؤون إيرانية
بقلم: محمد السلمي

تعرضت الهوية الإيرانية لهزات كثيرة وكبيرة عبر العصور، إلا أن ما حدث في العصر الحديث يعد استثناء واضحا، فقد تعرضت إيران خلال القرن التاسع عشر الميلادي لهزيمتين كبيرتين على يد القوات الروسية، وذلك بين عامي 1804 و1828م. هاتان الهزيمتان جعلتا إيران تفكر وبشكل جدي في تسليح قواتها وتطويرها على الأسلوب الأوروبي والروسي، فابتعثت طلابها للدراسة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وفي الوقت ذاته استقدمت عددا كبيرا من المدربين والخبراء الغربيين ليقوموا على تدريب الجيش ورفع قدراته القتالية.

ما يهمنا هنا هو الجانب المدني الثقافي وليس العسكري، فقد خاض الطلاب الإيرانيون في الغرب تجارب جديدة لم يعهدوها في بلادهم، فلمسوا التقدم الحضاري وسيادة القانون والحريات الفردية… إلخ، ثم شرعوا بمقارنة ذلك بما يدور في إيران من ديكتاتورية وتقييد للحريات ورجعية على كافة الأصعدة.

سببت نتائج هذه المقارنات صدمة في تكوينهم الداخلي وأخذوا يطرحون الأسئلة حول سبب التراجع الذي تعيشه بلادهم مقارنة بالدول الغربية، إلا أنهم لم يقدموا أجوبة واضحة ولم يقترحوا حلولا سوى استقدام الحضارة الغربية وتوطينها في بلادهم (Westernization) لكي يلحقوا بركب التقدم والرقي الغربي، إلا أن الجيل الذي أتى بعد ذلك قد توصل، على حد زعمه، إلى تشخيص الخلل وأسبابه، وكذلك تقديم بعض المقترحات لعلاج المشاكل التي تعاني منها إيران حينها.

لم يحدث ذلك بكل تأكيد بين يوم وليلة، بل انكب بعض القوميين والعلمانيين الإيرانيين على قراءة كتب المفكرين والتنويريين الغربيين منذ الثورة الفرنسية، ثم ما تلاها من اكتشافات لغوية وعرقية، لغوية من حيث تقسيم لغات العالم إلى عدة عائلات language families ومن بين تلك التقسيمات اللغات السامية واللغات الهندوأوروبية، وتم تصنيف اللغة الفارسية ضمن القسم الأخير، بينما العربية من الأسرة السامية، أما من الناحية العرقية، وهي المرحلة التي تلت التقسيم اللغوي، فقد توصل بعض علماء ما عرف باسم عصر الرومانسية Romanticism إلى نتيجة مفصلية وهامة فيما يتعلق بعلاقات الشعوب ببعضها البعض، مفادها أنه بما أن لغات العالم تم تقسيمها بهذه الصورة، وبناء على التشابه بينها فعليه فإن المتحدثين بتلك اللغات لا بد أن يكونوا من عرق واحد (بالمناسبة، هذه النظرية قد انهارت مع نهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أنها لا تزال منتشرة بين كثير من الكتاب الإيرانيين حتى يومنا هذا).
إذن وبناء على هذا التقسيم الجديد للعالم أصبح الإيرانيون يشتركون مع الأوروبيين والهنود في السلالة الآرية التي تم الترويج لها بأنها تتميز بعراقة النسب من بين كافة الأعراق البشرية Master race، وبالتالي فهم مختلفون تماما عن العرق العربي السامي الذي أثر على ثقافتهم وحضارتهم بعد الفتح الإسلامي. ومن هذا المنطلق ظهرت النتائج التي توصل إليها الإيرانيون بعد أن أخذوا تلك النظريات الغربية على أنها حقائق لا تقبل النقاش على الإطلاق، ونتيجة لذلك حدث الخلل في الهوية الإيرانية.

من هنا فقد أصبح «الآخر العربي» هو الركيزة الأساسية للشخصية الإيرانية لتقديم نفسها إلى طرف ثالث، ألا وهو «الآخر الغربي» الذي قلب الهوية الإيرانية رأسا على عقب بمجرد التواصل معه والتعرف عليه وعلى كتاباته عن إيران (وأعني هنا كتب المستشرقين عامة والمهتمين بالشأن الإيراني على وجه التحديد). هذا التواصل أوجد ما سماه الكاتب والمفكر الإيراني المعروف عبد الكريم سروش بـ«أزمة الهوية الإيرانية» Iranian Identity Crisis، جعلته يترنح بين ثلاثة أصناف من الهوية لا يعلم حقيقة إلى أي منها ينتمي وأي صنف منها يمثل ثقافته وتاريخه. هذه الأصناف الثلاثة هي: أولا، الهوية الدينية الإسلامية التي صورها بعض القوميين الإيرانيين، بشكل أو بآخر، بأنها هوية أجنبية وغريبة لا تمثل العنصر الإيراني، بل تجعله أقرب إلى العرب منه إلى ذاته الفارسية. ثانيا، الهوية الفارسية التي تتغنى بالماضي (ما قبل الإسلام) وتعتصر ألما على فقدانه، وهذه الهوية تمت بلورتها في مدارس الاستشراق، ولكنها حظيت بقبول كبير لدى الشخصية الإيرانية الحديثة. ثالثا وأخيرا، هوية تتقمص الثقافة الغربية وتتبناها بشكل كامل وتنسلخ تماما من كل شيء قديم ما عدا اللغة الفارسية. إلا أن المشكلة ليست في التنظير، بل في تطبيق هذه النظرية وتقمصها، فقد كان من الصعوبة بمكان اختيار أحد هذه الأصناف دون أن يحتوي على أي من مكونات الصنفين الآخرين.

كان الآخر العربي، ولا يزال، العنصر الأبرز والأكثر تأثيرا في الهوية الإيرانية الحديثة، خاصة لدى أولئك الذين فضلوا العنصرين الأخيرين. فرغم تفاخرهم، سواء بالماضي المفقود أو بالثقافة الغربية الجديدة، فإنهم أخذوا يتطرقون إلى العنصر الأول ووصفه بأبشع الأوصاف. رأوا في الآخر العربي السبب الرئيسي في تراجع بلادهم عن ركب الحضارة الحديثة، ليس ذلك فحسب، بل أساس انتشار العادات الذميمة بين أفراد المجتمع الإيراني، من كذب وخداع وتقية وعدم اهتمام بالعلم والتعلم، هذا من جانب، ومن جانب آخر تخلى الإيراني عن صفاته الجميلة وعاداته السامية التي رسمت في كتب التاريخ كأجمل ما يميز الإيراني الأصيل.كما رأوا فيما سماه بعض المتطرفين القوميين بـ«دين العرب» ويعني الإسلام، عقبة حقيقية في طريق التقدم والرقي وحجر عثرة يحول دون الاستفادة من العلوم والمعارف الغربية الحديثة – على حد زعمهم.من الأسماء التي برزت في هذا الجانب يمكننا الإشارة إلى كتَّاب مثل فتح علي آخوندزاده، ميرزا آقا خان كرماني، إبراهيم بورداود، صادق هدايت، ذبيح الله بهروز، وبعض كتابات عبد الحسين زرين كوب وحسين كاظم زاده، وآخرين.

حظي هذا التوجه باهتمام بالغ خلال الدولة البهلوية (1925 – 1979)، بل أصبح أكبر ما يميز سياستها الثقافية والتعليمية، والدراسات حول هذه النقطة كثيرة جدا. ولكن هل اختفى هذا التوجه وتلاشت هذه الأزمة في هوية الشخصية الإيرانية؟ قد يعتقد البعض أن هذه الأزمة قد اختفت تماما خلال إيران ما بعد ثورة 1979م أو الجمهورية الإسلامية في إيران، إلا أن الواقع يقول غير ذلك. فبعيدا عما يصوره الإعلام الإيراني والهيئة التي نشاهدها في القنوات التلفزيونية، الفارسية منها والعربية، التي تحاول إبراز ثبات وتماسك في الهوية الإسلامية (ممثلة في المذهب الشيعي الاثني عشري)، نجد أن كثيرا من الشباب الإيراني يعاني من عدم اتزان عندما يتم طرح مسألة الهوية. نعلم جميعا أن إيران كان يطلق عليها اسم «بلاد فارس» حتى عام 1935م عندما قامت مندوبية إيران في برلين بإرسال مقترح نازي إلى وزارة الخارجية في طهران بتغيير اسم الدولة من «Persia» إلى «Iran»، لأن إيران هي الموطن الأصلي للعرق الآري، وتبنى ملك إيران آنذاك، رضا شاه بهلوي، هذا المقترح، وتم تغيير الاسم فعلا. مع ذلك فإن عددا كبيرا من الإيرانيين أصبح في الوقت الراهن يقدم نفسه بأنه من بلاد فارس Persia أو فارسي Persian بينما الواقع يقول: إن هذين الاسمين لم يعد لهما أي وجود، فقد تم الاستبدال بهما إيران وإيراني Iran وIranian. من هنا تظهر جليا إحدى علامات أزمة الهوية، خاصة بين أولئك الذين يغادرون إيران إلى الدول الغربية، سواء بهدف الهجرة، الدراسة أو التجارة.

سألت ذات مرة أحد الشباب الإيرانيين الذين التقيت بهم في إحدى الدول الأوروبية لماذا قدم نفسه بهذه الصورة: I am from Persia، أي: «أنا من بلاد فارس»، وكان حينها لا يعرف أنني متخصص في الشأن الإيراني، فقال إنه يشعر في الوقت الراهن بشيء من الخجل عندما يقول إنه إيراني، لأن هذا الاسم ارتبط في الوقت الراهن بكثير من النقاط السلبية على المستوى السياسي تحديدا، لذا فإنه يرى في تقديم نفسه كفارسي أو من بلاد فارس مخرجا لتفادي سيل من الأسئلة. إضافة إلى ذلك فإن الكثير يحاول أيضا إبراز شخصية تحررية متمردة على الثقافة التي ينتمي إليها لكي يعطي انطباعا مفاده أنه مختلف وبشكل جذري عن الصورة التي يعتقد أنها مرسومة لدى الغرب عن إيران والشخصية الإيرانية في السنوات القليلة الماضية (وإن كنت أختلف كثيرا مع الصور النمطية التي تصدر بحق الشعوب بشكل عام).

كذلك هناك من يحاول استخدام «فارس» أو «فارسي» ليقدم نفسه بأنه غير عربي، خاصة عندما يكون هناك خلط بين العراق وإيران (بسبب التشابه في التهجئة Iraq – Iran). في هذا الصدد فقد تم استحداث مواقع على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي باللغة الفارسية والإنجليزية تحت عنوان «أنا إيراني، لست عربيا» أو «إيران ليست دولة عربية» ونحو ذلك.

مثل هذا الخلل في الهوية الإيرانية قد يستمر لعقود مقبلة، لأن المنتج الثقافي والإعلامي في إيران قد عزز هذه الأزمة في الشخصية الإيرانية من خلال الأفلام والمسلسلات وأدب القصة القصيرة والرواية والشعر ونحو ذلك، وما لم يكن هناك مشروع جاد يعمل على حل هذه «الأزمة» التي تعيشها شريحة كبيرة من الشباب الإيراني في الداخل والخارج، فإن الأمر قد يقود إلى مزيد من الصعوبات لدى هؤلاء الشباب في فهم هويتهم وتجاوز مسألة عدم الاتزان في الهوية الذي يعيشه كثير منهم في الوقت الراهن.

المصدر: مجلة المجلة

روابط خارجی ایران پس از انتخابات ریاست جمهوری



شؤون  إيرانية:
نويسنده: محمد السلمي

مترجم:  عبد السلام سليمي

پیش‌بینی آینده‌ی روابط ایران-خلیج عربی و میزان بهبود آن یا تنش بین طرفین پس از یازدهمین انتخابات ریاست جمهوری اسلامی ایران که که احتمالا در ۱۴ ژوئن آینده برگزار می‌شود مشکل است. سخن از نتیجه‌ی انتخابات نیز، علی‌رغم پایان فرصت ثبت‌نام کاندیداها و مشخص شدن گزینه‌های مطرح، آسان نیست، اما این باعث نمی‌شود که نتوانیم با بررسی وضع کنونی و شخصیت کاندیداها و جناح‌های رقیب نسبت به آینده روابط مذکور گمانه‌زنی کنیم.
 
با قاطعیت می‌توان گفت که نتیجه‌ی انتخابات آینده یا باعث می‌شود روابط ایران با کشورهای شورای همکاری خلیج به سطح قبل از سال ۲۰۰۵، یعنی دو دوره ریاست جمهوری سید محمد خاتمی، بازگردد که شاهد بهترین روابط بین طرفین پس از انقلاب ۱۹۷۹ بودیم، یا اینکه مسیر احمدی‌نژاد ادامه یافته و تنش بین دو طرف افزایش پیدا می‌کند.

اگر از موضوع خارج نشده باشم باید اشاره کنم که قضیه محدود به روابط کشورهای هم‌جوار نمی‌شود، بلکه رییس‌جمهور آینده با مسائل و پرونده‌های بسیاری مواجه خواهد شد که در راس آنها برنامه هسته‌ای ایران قرار دارد. بدون تردید رهبر ایران علاقه‌مند به خروج ایران از تنگنای موجود و حل مشکلات اقتصادی و سیاسی کشور و همچنین کاستن از گرفتاری‌های مردم کوچه و بازار است. همه این‌ها مستلزم وجود رییس‌جمهوری است که بتواند به اهداف مذکور تحقق بخشد، اما مشروط به اینکه نسبت به رهبر و نقطه‌ نظرات وی انقیاد کامل داشته باشد، زیرا که پیش از این او زهر نیش احمدی‌نژاد را بخصوص در دوره دوم ریاستش چشیده است، در حالی‌که در دوره اول او فرزند مطیع رهبر بود. این درسی بزرگ برای خامنه‌ای بود و به هیچ‌ وجه اجازه تکرار آن را نخواهد داد.

در روزهای گذشته سایت‌ها و خبرگزاری‌های ایرانی اخباری حاکی از آمادگی تمام عیار اصلاح‌طلبان برای بازگشت به رقابت انتخاباتی رد و بدل می‌کردند که این اتفاق هم افتاد. از رییس مجمع تشخیص مصلحت نظام، اکبر هاشمی رفسنجانی به عنوان کاندیدای اصلی آن‌ها نام برده می‌شود. رفسنجانی به صراحت گفته بود که حضورش در رقابت انتخابات در گرو موافقت رهبر است و گرنه کاندیداتوری بی‌فایده بوده و چه بسا نتیجه معکوس هم داشته باشد.
از این اظهارنظر وی برداشت می‌شود که او حضورش در انتخابات را به معنی پیروزی خود می‌داند که منجر به بازگشت مجدد یکی از مهم‌ترین نمادهای انقلاب به صحنه سیاسی می‌شود. رفسنجانی از ستون‌های نظام کنونی است و او بود که خامنه‌ای را آورد و پس از ارتحال آیت‌الله روح‌الله خمینی در سال ۱۹۸۹ به عنوان کاندیدای رهبری مطرح کرد.

با اینکه رفسنجانی بخش زیادی از قدرت خود را از دست داده و به او مانند بار سنگینی بر دوش نظام نگاه می‌شود که چراغش در سال‌های اخیر رو به خاموشی بوده، ولی حفظ منصب ریاست مجمع تشخیص مصلحت نظام او را قادر به بازگشت به صحنه رقابت جریان‌های سیاسی در وقت ممکن کرده و گویی با شایعات حول شرکت او در انتخابات و واقعیت یافتن آن در آخرین روز نام‌نویسی، زمان این بازگشت فرا رسیده است. با کاندیداتوری رفسنجانی در آخرین لحظه اکثر کاندیداهای اصلاح‌طلب به نفع او انصراف دادند. پیروزی کاندیدای اصلاح‌طلبان در انتخابات آینده بدون شک تاثیر زیادی در بهبود روابط ایران با کشورهای منطقه و بطور مشخص کشورهای خلیج عربی خواهد داشت.
از طرف محافظه‌کاران اسم چهار کاندیدای ریاست جمهوری، شاخص‌تر به نظر می‌رسد. به‌طور طبیعی می‌توان از علی‌اکبر ولایتی، وزیر امور خارجه سابق و مشاور سیاسی کنونی خامنه‌ای، محمدباقر قالیباف شهردار تهران، و غلام‌‌علی حداد عادل نماینده سه دوره مجلس و رییس سابق پارلمان ایران نام بود. این سه که یک ائتلاف سه‌گانه هم تشکیل داده‌اند درصورت پیروزی در انتخابات آینده روابط ایران را با همسایگان به سوی تنش بیشتر سوق خواهند داد، البته قالیباف نسبت به دو نفر دیگر از تجربه سیاسی کمتری برخوردار است که خامنه‌ای می‌تواند به‌ راحتی او را برای حرکت به سمتی که خود مناسب می‌داند راهنمایی کند که در نتیجه با وجود وی شاهد گشایش کمی در روابط ایران با دیگران خواهیم بود، اما نه آن اندازه که اگر کاندیدای جناح اصلاح‌طلب پیروز شود. عملکرد کاندیدای چهارم محافظه‌کاران یعنی سعید جلیلی، مسئول پرونده و مذاکرات هسته‌ای ایران نیز مانند آن سه نفر دیگر پیش‌بینی می‌شود.

جریان سومی بین دو این جریان وجود دارد که نزدیک به محمود احمدی‌نژاد، رییس‌جمهور کنونی است. بعید به نظر می‌رسد که ایران بتواند با کاندیدای وابسته به این جریان بر مشکلات انبوه خود فائق آید، هر چند که ستاره کاندیدای اصلی آن‌ها یعنی اسفندیار رحیم‌مشایی در دوره ریاست جمهوری احمدی‌نژاد پرفروغ بوده و مناصب بسیاری را مانند ریاست دفتر رییس جمهور، دبیرکل جنبش عدم تعهد و مدیر مرکز ملی جهانی‌سازی برعهده داشته و ارتباط خانوادگی با احمدی‌نژاد دارد. احمدی‌نژاد حمایت گسترده و همه جانبه‌ای از مشایی کرده است. مشکل مشایی این است که برخی از شخصیت‌ها به وضوح گفته‌اند که مانع کاندیداتوری وی در انتخابات پیش رو خواهند شد. بنابراین پیروزی او تقریبا بعید به‌نظر می‌رسد، حتا اگر برای جلوگیری از شورش احتمالی طرفداران این جناح در ایام انتخابات با کاندیداتوری وی موافقت کنند.

سخن آخر این‌که هر چند تاکید داریم که به‌خاطر حمایت ایران از رژیم سوریه، بازگشت روابط کشورهای خلیج با این کشور به دوره طلایی زمان خاتمی در حال حاضر مطرح و ممکن نیست، اما پیروزی اصلاح‌طلبان موجب گشایش روابط طرفین خواهد شد، ولی با این حال انقلاب سوریه همچنان معیار مهمی برای روابط مذکور باقی خواهد ماند. موضع رهبر جمهوری اسلامی در این زمینه بسیار مهم است و تضمین‌هایی که کاندیدای پیروز به راس نظام ایران می‌دهد اثر زیادی در موفقیت وی خواهد داشت. خط قرمزهایی، به‌خصوص در زمینه فرهنگی و امنیتی وجود دارد که هیچ رییس‌جمهوری حق نزدیک شدن به آن‌ها را ندارد. در غیر این موارد، مجال عمل برای رییس‌جمهور فراهم است و او می‌تواند برای خارج کردن کشورش از انزوای سیاسی و اقتصادی‌ که در سطح منطقه و جهان با آن مواجه شده، تلاش کند.

منبع: الشرق الأوسط + كاپل پرس