يشكلون 20% من سكان إيران ويطالبون بحكم ذاتي لمنع اضطهادهم |
|
شؤون إيرانية:
طهران - وكالات: تشهد المناطق ذات الأغلبية الأذرية في شمال غرب إيران تظاهرات واحتجاجات واسعة ضد النظام منذ نهاية الشهر الماضي, سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى, على خلفية رفض مجلس الشورى دراسة مشروع لإنقاذ بحيرة أرومية المهددة بالزوال وعدم التحرك لمواجهة كارثة بيئية كبرى.
وأرومية إحدى أكبر بحيرات المياه المالحة في العالم, خسرت نصف حجمها خلال العقدين الماضيين نتيجة تكاثر السدود على الأنهار التي تغذيها بالمياه.
وهذه البحيرة, التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليون
يسكو) محمية طبيعية عالمية منذ 1976 بسبب تنوع ثرواتها النباتية والحيوانية, قد تزول في فترة قريبة إذا لم تتخذ خطوات لإنقاذها.
وأدى رفض مجلس الشورى دراسة مشروع لإنقاذ البحيرة قدمه في منتصف أغسطس الماضي نواب المنطقة, إلى أزمة أفضت في 27 من الشهر نفسه إلى تنظيم السكان المحليين تظاهرات قمعتها قوات الأمن بالقوة.
وانتقد النائب عن أرومية جواد جهانغير زاده قمع قوات الامن المتظاهرين والذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى إضافة الى اعتقالات, مشدداً على أنه "يتعين على السلطات إيجاد حل (للمشكلة) بدلاً من قمع المحتجين بالقوة".
وأكد أن "99 في المئة من السكان قلقون وأظهرت تظاهرات الاحتجاج وحدتهم لإنقاذ البحيرة", معرباً عن الامل في ألا "تتحول هذه المسألة البيئية والاجتماعية الى مشكلة أمنية" بالنسبة الى النظام الايراني.
بدوره, قال إمام الجمعة في أرومية حجة الاسلام غلام رضا حساني ان "السكان يطالبون عن وجه حق باتخاذ تدابير وعلى السلطات الإصغاء إلى مطالبهم".
ولم تتطرق السلطات ولا وسائل الإعلام إلى هذه القضية, لكن مواقع معارضة أكدت ان النظام قلق من الشعارات المحلية التي طالبت بحكم ذاتي اوسع خلال تظاهرة 27 أغسطس الماضي وفي تظاهرات أخرى سبقتها.
وتقيم في هذه المنطقة غالبية من الأتراك الاذريين, الأقلية الرئيسية في إيران, التي تشكل أكثر من 20 في المئة من السكان.
من جهته, قال الناشط الأذري علي رضا أردبيلي لموقع "العربية" الالكتروني, أمس, ان "وراء الاحتجاج على جفاف بحيرة أرومية, تتكدس مطالب قومية ترفضها السلطات, ففي العام 2006 انطلقت مظاهرات إثر نشر صحيفة حكومية رسوماً تسخر من الأذريين, وحالياً أصبحت البحيرة هي المحرك لهم, وقد تنفجر في المستقبل قضايا أخرى في الشارع الأذري الذي يعاني من الاضطهاد العرقي والسياسي كسائر القوميات الأخرى, العرب والكرد والبلوش والتركمان".
واضاف ان "السلطات تدرك أن المطالبات القومية المتراكمة هي العامل الأساس في هذه الاحتجاجات, وهي لم تقم بأي إجراء بخصوص البحيرة لأن وراءها كم هائل من المطالب التي تشكل خطراً حقيقيا على أمنها القومي", مشيراً إلى أن نظام طهران "لا يتعامل مع قضايا القوميات إلا من خلال الأطر الأمنية التي لم تثبت نجاعتها".
وأوضح الناشط ان الأذريين يطالبون ب¯"إقامة نظام فدرالي في إيران من دون فرض اللغة الفارسية كلغة رسمية إجبارية", مشيراً إلى أن ذلك "هو الضمان الوحيد لإبقاء إيران موحدة".
وكشف ان الاحتجاجات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية "كانت مباغتة وواسعة وسقط خلالها 3 قتلى وأعداد من الجرحى, كما تم اعتقال المئات من المحتجين", مؤكداً أن النشطاء يحضرون لاحتجاجات سلمية أوسع في المستقبل القريب, تعم كافة المدن الأذرية في إيران.
من جانبه, ذكر موقع "روز أون لاين", في تقرير نشر امس, أن السلطات أرسلت قوات كبيرة إلى الأقاليم ذات الأغلبية الأذرية للحيلولة دون توسع دائرة الاحتجاجات التي شهدتها مدينتا تبريز وأرومية, والتي مازالت مستمرة بشكل أو آخر.
وعلى الصعيد البيئي, أكد المسؤولون المحليون ان بحيرة ارومية قد تزول كلياً خلال عامين أو أربعة اعوام في حال لم تتخذ تدابير عاجلة لانقاذها, مع عواقب كارثية, حيث سيخلف جفافها حوالي 10 مليارات طن من الأملاح التي قد تتقاذفها الرياح, ما يؤدي إلى نزوح 14 مليون نسمة من المنطقة, فضلاً عن الأضرار البيئية التي قد تلحق بمحافظات عدة وحتى طهران, وفي دول مجاورة مثل العراق وتركيا.
المصدر: السياسة الكويتية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق