تويتر

الأربعاء، 16 أبريل 2014

إيران بوابة تهريب المخدرات للمنطقة .. تسونامي المخدرات



شؤون إيرانية
بقلم: محمد السلمي
المصدر: صحيفة مكة

دفعت مشكلتا البطالة وارتفاع الأسعار، شريحة كبيرة من المجتمع الإيراني إلى البحث عن حل يأخذهم بعيدا عن التفكير بهما، فأصبح المخرج الوحيد يتمثل في الابتعاد عن العالم الحقيقي ومشاكله وصعوباته إلى عالم المخدرات، ذلك العالم الذي بدا لهم حلا مثاليا، إلا أن حالهم في واقع الأمر كمن »راح يبغي نجاة من هلاك فهلك«، حتى تفشى المخدرات كتسونامي وراح ينخر المجتمع من داخله.

أنواع المخدرات المنتشرة في إيران وترويجها
تتنوع المواد المخدرة المنتشرة بين بعض شرائح المجتمع الإيراني، وازدادت هذه الأنواع في الفترة الأخيرة بسبب المشاكل الاقتصادية التي تعيشها إيران. أكثر أنواع المخدرات تعاطيا في إيران وهي على التوالي: الميثامفيتامين، الأفيون، أو الهيروين، الكراك (اسم اخترعه الإيرانيون لمادة مخدرة مشتقة من مركبات الهيروين وتؤدي إلى الإدمان بشكل سريع جدا، وتنتشر في المناطق الفقيرة جدا)، الحشيش.
هناك أنواع من المخدرات الصناعية، تروج لها مافيا المخدرات كدواء لجميع أنواع الأمراض مثل التوتر، الاضطراب النفسي، السمنة، نحافة الجسم، تحسين البشرة وعلاج الضعف الجنسي على حد سواء
في منتصف عام 2012، أعلن رئيس منظمة الصحة الإيراني أن 50 مادة جديدة تسبب الإدمان دخلت البلاد في ذلك العام فقط، علاوة على أكثر من 2000 مادة كيميائية أخرى تسبب الإدمان متاحة في السوق الإيرانية، كما أن هناك عددا من المعامل داخل إيران تقوم بتصنيع هذه المواد.
وأعلنت الشرطة الإيرانية عن اكتشاف بعض هذه المصانع وإلقاء القبض على العاملين فيها، وهذا يعني أن المواد الأساسية لتصنيع بعض المخدرات يتم إدخالها إلى إيران بسهولة وتتم عمليات التصنيع محليا.
ويشير الناطق باسم جهاز مكافحة المخدرات في إيران، الدكتور عبد الرضا رحماني فضلي إلى وجود 51 موقعا فارسيا على الإنترنت تسعى جميعها إلى استقطاب الزبائن من خلال طرق وأساليب متنوعة، وتسعى جميعها إلى إقناع الشباب بتعاطي المخدرات للتغلب على مشاكلهم الجنسية والنفسية.


الأرقام تتحدث
وتشير التقارير الصادرة عن الجهات الرسمية والأهلية حول انتشار المخدرات وتوغلها في المجتمع الإيراني إلى أرقام مخيفة حول مدى تمكن هذا الداء القاتل من مختلفة شرائح المجتمع الإيراني. القراءة المبدئية للتصريحات الرسمية الصادرة عن المؤسسات الحكومية الإيرانية تؤكد أن هذه الأرقام متباينة، وأحيانا يكون الفرق شاسعا جدا بين تقرير وآخر، وقد يعود السبب الرئيسي في هذا التباين إلى طبيعة الجهات التي تصدر مثل هذه الإحصائيات ومدى قربها أو بعدها من الحقيقة لهذا الداء ومدى تجذره. كما لا يمكننا إهمال الجانب السياسي في هذا الصدد ومحاولات النظام عدم بث حالة من الرعب في المجتمع، هذا من جانب، وإخفاء الفشل الذريع للنظام في السيطرة على ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان عليها في إيران، من جانب آخر، إضافة إلى ذلك، نجد أن الإحصائيات غير الرسمية تشير إلى أرقام تتجاوز ضعف الأرقام التي تنشرها الجهات الرسمية في البلاد.

الفئات العمرية
ينتشر تعاطي المخدرات في المجتمع الإيراني والإدمان عليها بين أهم الفئات العمرية التي تعول عليها الأمم والشعوب، حيث تتحدث التقارير الإيرانية عن أن انتشار المخدرات في البلاد يعصف بالمرحلة العمرية بين 15 و64 سنة، ويشكل الرجال ما نسبته 90.7 %، بينما تقدر نسبة النساء المدمنات بـ 9.3% من مجموع عدد المدمنين في البلاد، وتنتشر المخدرات بين الأشخاص المتزوجين أكثر من العزاب.
وفي إشارة إلى عمليات الانتحار وحوادث العمل وحوادث السيارات الناجمة عن تعاطي المخدرات والوفاة بسبب جرعات زائدة من المخدرات، قال حميد صرامي، المدير العام لمكتب أبحاث جهاز مكافحة المخدرات: في دراسة أجريت مؤخرا تأتي قارة آسيا في المرتبة الأولى على مستوى العالم من حيث تعاطي المخدرات.


مناطق المخدرات
وهناك مناطق في العاصمة طهران تعرف بانتشار المخدرات والمدمنين بها، من بينها منطقة تسمى “دوازده غار” في جنوب العاصمة طهران، وهي منطقة مكتظة بالسكان وعلى مقربة من السوق الكبير، كما تنتشر المخدرات في بعض الحدائق العامة بطهران مثل حديقة “مخزني” وجمشيديه وغيرهما. ويلاحظ الزائر لهذه الحدائق أعدادا كبيرة من الرجال والنساء الذين يتعاطون المخدرات ويتبادلون إبر الهيروين أمام الجميع، الأمر الذي يجعل ظاهرة تعاطي المخدرات في إيران مألوفة لدى شرائح المجتمع المختلفة، وبالتالي يؤثر ذلك على سلوكيات الأجيال الناشئة.

جهود الحكومة
وتواجه الحكومة الإيرانية مشكلة حقيقية فيما يتعلق بمسألة الحد من انتشار داء المخدرات، ذلك لأن جهاز مكافحة المخدرات يقف في الوقت الراهن عاجزا أمام التسونامي الجارف للمخدرات الذي يعصف بالبلاد.
وفيما يتعلق بتقديم الخدمة العلاجية للمدمنين على المخدرات قال الناطق الرسمي باسم جهاز مكافحة المخدرات في إيران، الدكتور عبد الرضا رحماني فضلي، إن 20% فقط ممن خضعوا للعلاج من الإدمان أقلعوا عن المخدرات بصورة نهائية، إلا أن الهدف الذي نسعى إليه حاليا هو رفع هذه النسبة إلى 50%. وإذا ما حسبنا أثر المخدرات على الأسر فإن هناك ستة ملايين شخص يواجهون معضلة المخدرات بشكل مباشر.


فشل ذريع
إن تأكيد الحكومة الإيرانية على الأعداد المهولة لمن تنفذ بحقهم عقوبة الإعدام بسبب تهريب المخدرات وترويجها، من جانب، وارتفاع أعداد المدمنين على المخدرات، من جانب آخر، يظهران بجلاء الفشل الذريع لجهاز مكافحة المخدرات الإيراني وتقصيره في القيام بحملات تثقيفية وتوعوية للتحذير من المخدرات وأضرار الإدمان على الفرد والمجتمع.
إن الفقر التثقيفي والمادي في المجتمع الإيران، وغياب الرغبة في التصدي لهذه الآفة من أهم أسباب ارتفاع نسب الإدمان بين شريحة الشباب واليافعين في إيران، الأمر الذي يؤكد أن حكومة حسن روحاني ستقف عاجزة أمام حل هذه المشكلة التي تعصف بالمجتمع الإيراني وقوة الشباب التي تشكل نسبة كبيرة من مجموع سكان البلاد.


انخفاض الأسعار
لقد أصبحت أسعار المخدرات في إيران منخفضة جداً في الفترة الأخيرة. ففي تقرير لها نشر في شهر يناير الماضي تحدثت صحيفة “جام جام” الإيرانية عن انخفاض أسعار المخدرات في إيران بشكل ملحوظ. وقالت الصحيفة: “بينما ترتفع أسعار المواد الغذائية الأساسية والحاجيات الضرورية للمواطن الإيراني بشكل يومي، نفاجأ بانخفاض شديد في أسعار المخدرات، خاصة الهيروين والأفيون، نتيجة لحرب شرسة بين تجار المخدرات في البلاد، ومحاولة كل تاجر السيطرة على السوق والاستئثار بها”. في هذا الصدد، تكتشف أجهزة الأمن الإيراني أكثر من 500 طن من المخدرات في البلاد سنوياً، وهذا يعني أن ما يتم تهريبه إلى البلاد يتجاوز هذا الرقم بأضعاف مضاعفة.

إقليميا
على المستوى الإقليمي، أصبحت إيران بوابة رئيسة لتهريب المخدرات إلى تركيا والمنطقة العربية، والأخطر من ذلك أن عصابات ترويج المخدرات في إيران تقوم بخلط المخدرات بمواد ضارة أخرى قبل تهريبها إلى الخارج بهدف تحقيق نسب عالية من المكاسب المالية، هذا إن لم يكن هناك أسباب أخرى تستهدف الشباب في المنطقة العربية أيضا. وبالتالي على أجهزة الأمن في الدول العربية والخليجية تحديداً محاربة المخدرات بشكل عام والقادمة من إيران على وجه الخصوص، وأن تبقى متيقظة لأي محاولات تستهدف أبناءنا.. فهذه الآفة تفتك بأهم وأغلى عنصر تمتلكه الدول، عنصر القوة البشرية وقوة الشباب تحديداً، ويزيد الخطر عندما يتم تهريب المخدرات المغشوشة والملوثة إلى هذه الدول فتصبح الأضرار مضاعفة والنتائج فتّاكة.

منجم المخدرات الإيراني بالتفالصيل والأرقام
أنواع المخدرات: الميثامفيتامين الأفيون الهيروين الكراك الحشيش
2000مادة مخدرة موجودة في إيران. ودخول 50 مادة مخدرة جديدة في 2012
الاستقطاب: 51 موقعا فارسيا على الانترنت تستقطب الزبائن.
المدمنون في إيران:
- الإحصائية الرسمية: ما بين مليون و250 ألفا ومليونين.
- إحصائية غير رسمية: أكثر من 7 ملايين.
- الزيادة سنوية: 160 ألف مدمن
المتضررون بشكل مباشر: ما بين 12 و16 مليونا.
الفئات العمرية:
- مدمنو إيران تتفاوت أعمارهم بين 15 و64 سنة.
- المدمنون: 90.7%.
- المدمنات: 9.3%.
- تنتشر المخدرات بين المتزوجين أكثر من العزاب.
- الأكثر انتشارا بين النساء: الأفيون: 55%، الميثامفيتامين: 26.63%، مخدرات أخرى: 18.37%.
- سجينات الإدمان: 7 آلاف سجينة، 60% منهن بسبب المخدرات.
بداية التعاطي والتعليم:
50% من المدمنات بدأن التعاطي في أعمار تتفاوت بين 15 و19 عاما.
3 % من المدمنات أميات.
15 % مرحلة ابتدائية.
15 % مرحلة متوسطة.
41 % مرحلة ثانوية.
17 % مرحلة بكالوريوس.
أسباب إدمان النساء: علاقة غير شرعية، فقر، دعارة
علاج المخدرات: 20 % فقط أقلعوا عن المخدرات نهائيا.
آثار المخدرات اجتماعيا:
55 % من حالات الطلاق بسبب المخدرات.
65 % من حالات العنف الأسري.
30 % من حالات العنف ضد الأطفال.
25 % من جرائم القتل.
30 % من الجرائم الأخلاقية.
10 % من الجرائم المالية.
23 % من النزاعات العنيفة.
تعتبر المخدرات ثالث أهم أسباب الوفاة في إيران: 288 قتيلا سنويا، 6913 خلال 3 عقود، 3707 رجال أمن استهدفوا،  متوسط قتلى المخدرات:109 أشخاص سنويا، 9 أشخاص شهريا.
يستخدم تجار المخدرات بعض المواد لغش المخدرات لزيادة أرباحهم: دم وكبد الإبل، وفضلات الإنسان، والسكر البني
أسعار المخدرات: كيلو من الأفيون الصافي: 1300 دولار عوائد، بعد إضافة المواد 1700 دولار.
المروجون: تتجاوز مكاسبهم خمسة أضعاف، إذ يبيعون جرام الأفيون بنحو 5 آلاف تومان (دولار ونصف تقريبا).
الهيروين:
- سعر الجرام على الحدود الأفغانية: 1200 تومان (أقل من نصف دولار)
- سعر الجرام في طهران: 20 ألف تومان (7 دولارات)
- نصف إنتاج أفغانستان من الأفيون (3000 طن) يدخل إيران سنويا وجزء منه يهرب إلى الخارج
- 500 طن من المخدرات تضبط سنويا.
مصاريف المدمن يوميا :
الأفيون: 20 إلى 25 ألف تومان يوميا (7 إلى 9 دولارات).
الهيروين: 30 إلى 40 ألف تومان (10 إلى 13 دولارا).

ليست هناك تعليقات: