تويتر

الجمعة، 30 مارس 2012

ماذا لو كان بيننا؟ إيران بين الأمس واليوم



شؤون إيرانية:


رسم كاريكتيري عثرت عليه اليوم مصادفة في إحدى المجلات الثقافية الإيرانية القديمة..قد يحتاج الرسم اعلاه إلى بعض من التوضيح خاصة لغير الملمين بالتاريخ الإيراني. الكاريكتير يجسد حالة إيران خلال ثلاث مراحل مختلفة من خلال شعارها المعروف المتمثل في الأسد والشمس:
الصورة رقم (3) ترمز لإيران الأمس (إيران ما قبل الأسلام) حيث يظهر الأسد وهو في قمة قوته حاملاً سيف الرفعة وتظهر الشمس مشرقة في الأفق، وتمثل حضارة إيران ومجدها.

الصورة رقم(4) الأسد والشمس في إيران اليوم (في عام 1924 م) ويظهر رأس الأسد معتم بعمامة تمثل رجال الدين الذين يتدخلون في كل شؤون البلاد. كذلك تظهر مسبحة معلقة على ذيل الأسد كما استبدل السيف بسوط التكفير. أما الشمس فلم يعد شعاعها وضياءها كما كان بالأمس. 

الصورة رقم (5) الأسد والشمس في إيران الغد (المستقبل)، إذا لم يتغير وضع البلاد وينتقل إلى الأفضل (عما هو عليه في عام 1924). حيث يظهر الأسد ميتاً والعمامة ملقاة على الأرض والسيف قد انكسر كما أن المسبحة قد انقطع خيطها و تناثرت حباتها. إضافة إلى ذلك فقد اختفت الشمس تماما. في هذه الظروف، يظهر نسر باسم "السيطرة والأستعمار" لتمزيق الأسد الميت والتهامه..

هذا الكاريكتير رسم بريشة الكاتب والقاص الإيراني الذي اصبح مشهورا جداً خلال العصر البهلوي  وهو عراف القصة القصيرة في إيران. نعم نتحدث هنا عن محمد علي جمالزاده (1892-1997) وكان حينها طالباً في برلين ونشر الكاريكتير في مجلة اتحاد الطلبة الإيرانيين في برلين واسمها "فرنگستان/ بلاد الفرنجة". كما هو معلوم، فهذا الرسم كان في أواخر العصر القاجاري و قد سبق تاسيس الدولة البهلوية بعام واحد كما سبق الثورة الاسلامية في إيران بـ 75 عاماً وكان نفوذ رجال الدين (الملالي) حينها  أقل مما هو عليه حالياً ولم يكن في أيديهم سلطة سياسية تذكر، ومع ذلك فإن نظرة  جمالزاده كانت متشائمة وسوداوية جداً لأنه يرى- وكما كتب في عدة من القصص التي ألفها في ذلك العصر ومن بينها "فارسي شكر است/ الفارسية سكر" – كثير من الخزعبلات التي تسيطر على رجال الدين وهي ليست من الأسلام في شيء... ماذا لو خرج من قبره هذه الأيام وطلب منه أن يرسم كاريكتير يجسد  الوضع الإيراني الراهن، هل سيعيد نفس الكاريكتير كما هو؟ ربما نعم . فالأمس لم يعد فقط إيران ماقبل الأسلام، بل النظام الشاهنشاهي البهلوي الذي أعاد احياء تراث  إيران  القديم وسقط في عام 1979، أما الحاضر فيشهد سيطرة الملالي على الدولة  تماماً ولكن بشكل أكبر مما كانت عليه في عام 1924 وأما القادم فقد يكون (وكما كان جمالزاده لايتمنى ذلك فأنا ايضاً لا أتمناه كذلك  مهما اختلفنا مع إيران) ما قد تأؤل إليه الأوضاع في إيران في ظل التهديدات الغربية والاسرائيلية الحالية لها بسبب برنامجها النووي ....

محمد

ليست هناك تعليقات: