شؤون إيرانية:
تعرضت الهوية الفارسية الإيرانية لهزات كثيرة وكبيرة عبر العصور إلا أن ما حدث في العصر الحديث يعد استثناءاً على الأقل خلال فترة ما بعد سقوط الدولة الأموية في منتصف القرن الثامن الميلادي. فقد تعرضت إيران خلال القرن التاسع عشر الميلادي لهزيمتين كبيرتين على يد القوات الروسية وذلك بين عامي 1804 و 1828م. هاتان الهزيمتان جعلت ايران تفكر و بشكل جدي في تسليح قواتها وتطويرها على الأسلوب الأوروبي والروسي فابتعثت طلابها للدراسة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وفي الوقت ذاته استقدمت عدد كبير من المدربين الخبراء الغربيين ليقوموا على تدريب الجيش ورفع قدراته. ما يهمنا هنا هو الجانب المدني الثقافي وليس العسكري. فقد خاض الطلاب الايرانيون في الغرب تجارب جديدة لم يعهدوها في بلدهم فوجدوا التقدم الحضاري وسيادة القانون والحريات الفردية... الخ ، ثم شرعوا بمقارنة ذلك بما يدور في ايران من ديكتاتورية ملكية وتقييد للحريات ورجعية على كافة الأصعدة. تسببت نتائج هذه المقارانات صدمة في تكوينهم الداخلي وأخذوا يطرحون الأسئلة حول سبب التخلف الذي تعيشه بلادهم مقارنة بالدول الغربية إلا أنهم لم يقدموا أجوبة واضحة ولم يقترحوا حلولا سوى استقدام الحضارة الغربية وتوطينها في بلادهم " Westernization" لكي يلحقوا بركب التقدم والرقي الغربي. إلا أن الجيل الذي أتى بعد ذلك قد توصل، على حد زعمه، إلى تشخيص الخلل وأسبابه وكذلك تقديم بعض المقترحات لعلاج المشاكل التي تعاني منها ايران حينها. لم يحدث ذلك بكل تأكيد بين يوم وليلة بل انكب بعض القوميين والعلمانيين الإيرانيين على قراءة كتب المفكرين والتنويريين الغربيين منذ الثورة الفرنسية ثم ما تلاها من اكتشافات لغوية وعرقية،-- لغوية من حيث تقسيم لغات العالم الى عدة عائلات (أسر) language families ومن بين تلك التقسيمات اللغات السامية واللغات الهندو أوروبية ، وتم تصنيف اللغة الفارسية ضمن القسم الأخير بينما العربية من الأسرة السامية، أما من الناحية العنصرية وهي المرحلة التي تلت التقسيم اللغوي فقد توصل بعض علماء ما عرف باسم عصر الرومانسية Romanticism إلى نتيجة مفصلية وهامة فيما يتعلق بعلاقات الشعوب ببعضها البعض، مفادها أنه بما أن لغات العالم تم تقسيمها بهذه الصورة وبناء على التشابه بينها فعليه فأن المتحدثين بتلك اللغات لابد و أن يكونوا من عرق واحد (بالمناسبة، هذه النظرية قد انهارت مع نهاية الحرب العالمية الثانية إلا أنها لازالت منتشرة بين الكتاب الإيرانيين حتى يومنا هذا). إذن وبناءاً على هذا التقسيم الجديد للعالم اصبح الايرانيون يشتركون مع الأوروبيين والهنود في السلالة الآرية التي روج لها بأنها تتميز برفعة النسب من بين كافة الأراق Master race ، وبالتالي مختلفون تماما عن العرق العربي السامي الذي أثر على ثقافتهم وحضارتهم بعد الفتح الإسلامي. ومن هنا المنطلق ظهرت النتائج التي توصل إليها الايرانيون بعد أن أخذوا تلك النظريات الغربية على أنها حقائق لا تقبل النقاش على الاطلاق. لذا، كان أهم ما توصلوا إليه، وبأختصار شديد، فكرة تقوم على ارجاع التخلف الذي تعيشه ايران الى الثقافة العربية السامية التي لا تتطابق وطبيعة العرق الآري وبالتالي فإن الحل يكمن في التخلص من هذه الثقافة التي أُلبست الإيرانيين وهي غريبة عنهم وعن خصالهم وطبيعتهم الآرية المتمدنة.
أوجد هذا النقاش الجدي شرخ كبير في الهوية الإيرانية فاصبح النزاع على أشده بين الهوية الدينية الإسلامية "العربية"، والهوية الفارسية المتأصلة في أعماق التاريخ البشري والمتناغمة مع الحضارة الأوروبية الجديدة – على حسب ما يعتقدون. بدا هؤلاء القوميون بالكتابة وبشكل مكثف عن تاريخ ايران القديم وعادوا إلى كتب قد أهملت لقرون طويلة، كذلكتعرضت الهوية الفارسية الإيرانية لهزات كثيرة وكبيرة عبر العصور إلا أن ما حدث في العصر الحديث يعد استثناءاً على الأقل خلال فترة ما بعد سقوط الدولة الأموية في منتصف القرن الثامن الميلادي. فقد تعرضت إيران خلال القرن التاسع عشر الميلادي لهزيمتين كبيرتين على يد القوات الروسية وذلك بين عامي 1804 و 1828م. هاتان الهزيمتان جعلت ايران تفكر و بشكل جدي في تسليح قواتها وتطويرها على الأسلوب الأوروبي والروسي فابتعثت طلابها للدراسة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وفي الوقت ذاته استقدمت عدد كبير من المدربين الخبراء الغربيين ليقوموا على تدريب الجيش ورفع قدراته. ما يهمنا هنا هو الجانب المدني الثقافي وليس العسكري. فقد خاض الطلاب الايرانيون في الغرب تجارب جديدة لم يعهدوها في بلدهم فوجدوا التقدم الحضاري وسيادة القانون والحريات الفردية... الخ ، ثم شرعوا بمقارنة ذلك بما يدور في ايران من ديكتاتورية ملكية وتقييد للحريات ورجعية على كافة الأصعدة. تسببت نتائج هذه المقارانات صدمة في تكوينهم الداخلي وأخذوا يطرحون الأسئلة حول سبب التخلف الذي تعيشه بلادهم مقارنة بالدول الغربية إلا أنهم لم يقدموا أجوبة واضحة ولم يقترحوا حلولا سوى استقدام الحضارة الغربية وتوطينها في بلادهم " Westernization" لكي يلحقوا بركب التقدم والرقي الغربي. إلا أن الجيل الذي أتى بعد ذلك قد توصل، على حد زعمه، إلى تشخيص الخلل وأسبابه وكذلك تقديم بعض المقترحات لعلاج المشاكل التي تعاني منها ايران حينها. لم يحدث ذلك بكل تأكيد بين يوم وليلة بل انكب بعض القوميين والعلمانيين الإيرانيين على قراءة كتب المفكرين والتنويريين الغربيين منذ الثورة الفرنسية ثم ما تلاها من اكتشافات لغوية وعرقية،-- لغوية من حيث تقسيم لغات العالم الى عدة عائلات (أسر) language families ومن بين تلك التقسيمات اللغات السامية واللغات الهندو أوروبية ، وتم تصنيف اللغة الفارسية ضمن القسم الأخير بينما العربية من الأسرة السامية، أما من الناحية العنصرية وهي المرحلة التي تلت التقسيم اللغوي فقد توصل بعض علماء ما عرف باسم عصر الرومانسية Romanticism إلى نتيجة مفصلية وهامة فيما يتعلق بعلاقات الشعوب ببعضها البعض، مفادها أنه بما أن لغات العالم تم تقسيمها بهذه الصورة وبناء على التشابه بينها فعليه فأن المتحدثين بتلك اللغات لابد و أن يكونوا من عرق واحد (بالمناسبة، هذه النظرية قد انهارت مع نهاية الحرب العالمية الثانية إلا أنها لازالت منتشرة بين الكتاب الإيرانيين حتى يومنا هذا). إذن وبناءاً على هذا التقسيم الجديد للعالم اصبح الايرانيون يشتركون مع الأوروبيين والهنود في السلالة الآرية التي روج لها بأنها تتميز برفعة النسب من بين كافة الأراق Master race ، وبالتالي مختلفون تماما عن العرق العربي السامي الذي أثر على ثقافتهم وحضارتهم بعد الفتح الإسلامي. ومن هنا المنطلق ظهرت النتائج التي توصل إليها الايرانيون بعد أن أخذوا تلك النظريات الغربية على أنها حقائق لا تقبل النقاش على الاطلاق. لذا، كان أهم ما توصلوا إليه، وبأختصار شديد، فكرة تقوم على ارجاع التخلف الذي تعيشه ايران الى الثقافة العربية السامية التي لا تتطابق وطبيعة العرق الآري وبالتالي فإن الحل يكمن في التخلص من هذه الثقافة التي أُلبست الإيرانيين وهي غريبة عنهم وعن خصالهم وطبيعتهم الآرية المتمدنة.