تويتر

الاثنين، 25 يوليو 2011

المجتمع الإيراني .... إلى أين يتجه؟

شؤون إيرانية:

يعاني المجتمع الإيراني في الوقت الراهن من مشاكل أقتصادية وأجتماعية كثيرة فهناك نسبة عالية من البطالة بين الشباب الإيراني كما أن دخل الفرد الإيراني منخفض جداً إذا ما أخذنا في الأعتبار الدخل القومي سواء من الغاز والنفط أو من الصادرات الصناعية والزراعية. ولعل هذه المشاكل أدت إلى ماهو أخطر من ذلك بكثيرن فمعدل الجريمة عالية جدا والفساد الأخلاقي منتشر بشكل كبير ناهيك عن مشكلة المخدرات التي تمكنت من الطبقة التي تعّول عليها أي دولة في العالم، ألا وهي طبقة الشباب. إن هذه الطبقة هي عماد المستقبل والاسثمار الحقيقي الذي لا يجب إهماله وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة والخسائر ستكون فادحة ولا شك.
أحاول، في هذا المقال،  أن أتطرق للمشاكل الأجتماعية التي أخذت تزداد بين طبقات المجتمع الإيراني وبكافة أطيافة وخلفياته. وقد تم الأعتماد فيه على المواقع الإيرانية المعروفة التي تتخذ من ايران مقراً لها  وبالتالي فهي بشكل أو بآخر قريبة جدا من الأوضاع في الداخل إضافة إلى التقارير الرسمية وشبه الرسمية. بل أن أهم المعلومات والأرقام  المذكورة في هذ المقال قد تم التصريح بها من قبل المسئولين المعنيين في ايران.
تذكر التقارير الواردة من ايران أن معدل جريمة القتل قد ارتفعت بشكل ملحوظ ، فقد تم نشر ما مفاده أنه يقتل ما معدلة 3 أشخاص كل يوم  بالسلاح الأبيض. ولعل قصة روح الله داداشي، أقوى رجل في ايران الذي قتل مؤخراً في طهران بطعنة سكين في أحد شوارع العاصمة وعلى يد مراهق لا يتجاوز السابعة عشر ربيعا، خير شاهد على ذلك. إضافة إلى جرائم القتل هذه فقد إزداد معدل القضايا المرفوعة في المحاكم  والدوائر القانونية خلال الفترة الماضية حيث يوجد 13 مليون ملف قضية منظورة حاليا في المحاكم الايرانية وهو ما يكون متوسطه 1600 قضية نزاعية في اليوم الواحد، مما يعني أن ما بين 20-30 مليون شخص في نزاع قضائي مع بعضهم البعض.
في هذا الصدد، يتساءل الكاتب الإيراني جعفر محمدي، محرر موقع عصر ايران الإخباري، في مقال تحت عنوان السقوط الأخلاقي للمجتمع الإيراني، و نشر خلال اليومين الماضيين قائلا أليس المجتمع الايراني يعيش هذه الأيام حالة من الانحدار الاخلاقي المرعب؟. لقد فقدت العائلات، خاصة تلك التي تقطن المدن الكبيرة، مكانتها التي كانت تحضى بها سابقا ولعل الشاهد على ذلك أن 20% من الزيجات تنتهي بالطلاق الرسمي خلال فترة قصيرة ناهيك عن مايعرف بالطلاق العاطفي أو الخلافات الأسرية .ويضيف محمدي : لم يعد هناك أي احترام للأبوين كما كان في السابق كما أن الرذيلة واللغة المبتذلة قد انتشرت بين الشباب والفتيات. كذلك العلاقات الجنسية خارج الاطار الشرعي حقيقة مُرة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها. ثم يضيف: هذه الاحصائيات المذكورة هنا أو هناك لم تنشر بواسطة البي بي سي او الإذاعة الإسرائيل، بل هي حقيقة مؤكدة اعلنت في الداخل الايراني وبواسطة جهات حكومية مسئولة. ما سبب كل هذه المصائب من مخدرات ودعارة وترويج مخدرات واغتصاب وهروب للفتيات من بيوت أهلهن و ذويهن ووو... الخ؟
 إن فیروس الاتش ای فیHIV المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) يدق ناقوس الخطر في المجتمع الإيراني. التقارير الأخيرة (خلال الأسبوع الحالي) تشير إلى ازدياد عدد المصابين بهذا الفايروس القاتل خاصة بين الفتيات. لقد نشر أحد المواقع المهتمة بالشأن الإيراني تقريرا تحدث فيه عباس صداقت ، مدير إدارة (مكافحة) الإيدز في وزارة الصحة الإيرانية حيث عبر عن قلقة الشديد من بدء "موجة الايدز الثالثة" – وهي بالمناسبة أخطر حالات انتشار فايروس الإيدز- وبالتالي ارتفاع عدد المصابين بهذا الفايروس وقال إن الأدلة والشواهد توحي بكارثة حقيقية إن لم تتعاون الجهات المسئولة والوزارات ذات العلاقة مع بعضها  خاصة وزارة التربية والتعليم وهيئة الإذاعة والتلفزيون والهلال الأحمر الإيراني وتعمل جنباً إلى جنب على توعية المجتمع وتحذيره من هذا الخطر الداهم والحيلولة دون انتشاره أكثر مما هو عليه الآن.
وعلى صعيد آخر اعلنت، مؤخراً، مرضية فرنيا، المدير العام لهيئة الصحة والدواء التابعة لإدارة السجون والإجراءات التـاهيلية والتربوية في ايران أن من بين حوالي سبعة آلاف وخمسمائة سجينة في ايران هناك ما نسبته 12% منهن مصابات  بالايدز. وأصافت أن 57% من مجموع السجناء في ايران يتعاطون المخدرات بكميات كبيرة ولهذا فإن 37 الف و 554 رجل و699 امرأة من المسجونين يخضعون للعلاج داخل السجن من بلاء المخدرات.
هذا مقطع عن أوضاع المدمنين في ايران وتذمرهم من تعامل الحكومة معهم وعدم توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم فهم يعيشون في هذه الخرابة ويستخدمونها للنوم وقضاء الحاجة (أجلكم الله) وحقن ابر المخدرات.
http://www.youtube.com/watch?v=JoQuG_X2Nc0

 
كذلك تحدثت التقارير عن استخدام الشباب الايراني وبصورة مفرطة  للأدوية المقوية جنسياً والتي في الغالب تكون مقلدة وبالتالي تكون أضرارها جسيمة على من يتناولها، والأدهى من ذلك، وكما أشار السيد صداقت، أن هذه الأدوية تدفع الشباب الى سلوكيات خطيرة جدا مضرة بالفرد والمجتمع، إلا أنه لم يحدد هذه السلوكيات.
تحدثنا في موضوع سابق في هذه المدونة المتواضعة عن مشكلة المخدرات وترويجها في ايران. حيث ذكرت التقارير أنه خلال الثلاثة الأشهر الأول من العام الحالي (حسب التقويم الهجري الشمسي المعتمد في ايران)  تم القبض على  75 الف ايراني ومن ثم احالتهم الى الجهات القضائية بتهمة المخدرات، تعاطيا أو تروجياً. فإذا أخذنا في الاعتبار مجموع عدد سكان ايران البالغ حوالي 75 مليون نسمة، فإن هذا يعني أن واحد من بين كل 1000 ايراني تم القبض عليه خلال هذه الفترة الوجيزة، ناهيك عن ما كانوا يقبعون في السجون أو من لم تصل إليهم الجهات الأمنية وهم بكل تأكيد أكثر ممن تم القبض عليهم.
كل هذه التقارير تقدم صورة جلية للوضع الأجتماعي المتدهور في الداخل الإيراني والانحطاط الأخلاقي الذي يعيشه في ظل النظام الحالي، ويبقى السؤال أين الحكومة الإيرانية والمؤسسات الرقابية والهيئات المدنية من كل هذا؟ وهل الانشغال بالأوضاع الخارجية والتدخل في شؤون دول الجوار قد جعلهم يهملون شؤون مواطنيهم ؟ هذه مجرد اسئلة تتبادر إلى ذهن كل متابع للأوضاع في إيران وهي بكل تأكيد تطرح في طياتها أسئلة أكثر يحتاج كل واحد منها لفرد مقال خاص به..

خالص تحياتي
محمد

ليست هناك تعليقات: