إياد الدليمي
شؤون إيرانية:
منذ الساعات الأولى لانطلاق الثورة السورية ضد النظام الحاكم والحديث عن أصابع إيرانية يتصاعد ويتكرر بل كثيرا ما أشار عدد من الناشطين عن وجود عناصر من الحرس الثوري ترافق القوات الأمنية والشبيحة في اقتحام المدن وأن أغلبهم يتولون مهمة القنص، ناهيك عن قيامهم بعمليات قتل لكل عنصر من الجيش السوري يرفض إطلاق النار وتنفيذ الأوامر.
العلاقة بين سوريا البعثية التي يحكمها آل الأسد وإيران الإسلامية معقدة وشائكة وفيها كثير من التلاقي وقليل من نقاط الخلاف والافتراق.
شؤون إيرانية:
منذ الساعات الأولى لانطلاق الثورة السورية ضد النظام الحاكم والحديث عن أصابع إيرانية يتصاعد ويتكرر بل كثيرا ما أشار عدد من الناشطين عن وجود عناصر من الحرس الثوري ترافق القوات الأمنية والشبيحة في اقتحام المدن وأن أغلبهم يتولون مهمة القنص، ناهيك عن قيامهم بعمليات قتل لكل عنصر من الجيش السوري يرفض إطلاق النار وتنفيذ الأوامر.
العلاقة بين سوريا البعثية التي يحكمها آل الأسد وإيران الإسلامية معقدة وشائكة وفيها كثير من التلاقي وقليل من نقاط الخلاف والافتراق.
يخطئ من يعتقد أن العلاقة بين إيران وسوريا توطدت مع وصول الخميني والإسلاميين الشيعة إلى سدة الحكم في طهران والقضاء على نظام الشاه، فحافظ الأسد وشاه إيران محمد رضا بهلوي، شرعا قبل وصول الخميني وجماعته إلى الحكم في طهران عام 1979 إلى بناء علاقات بدت أنها تسير بخطى ثابتة للوصول إلى شراكة استراتيجية، حيث عقدت كل من دمشق وطهران اتفاقا اقتصاديا هاما في العام 1974، وبعده بأقل من عام قام حافظ الأسد بزيارة إلى طهران حيث كان في استقباله آنذاك الشاه رضا بهلوي.
لقد سعت إيران الشاهنشاهية، إلى التسلل إلى المنطقة العربية عبر بوابة سوريا، في وقت كان مثل هذا التغلغل صعبا في ظل سيادة النزعة القومية عند أغلب الدول العربية، وموقف إيران من الجزر الإماراتية والبحرين آنذاك، الذي لم يكن يسمح لأحد من العرب التقارب مع طهران.
علاقة إيران وسوريا قبل الثورة الإسلامية، كانت علاقة بين نظام المقاومة والممانعة في دمشق مع أكبر داعم إقليمي لإسرائيل في المنطقة، نظام الشاه في طهران.
وبعد مجيء الإسلاميين إلى إيران، بدأت علاقة أعقد وأشمل بين طهران ودمشق، خاصة بعد تعثر علاقة سوريا بالعراق والقطيعة بين شقي حزب البعث، ناهيك عن سعي سوريا إلى استغلال تردي علاقة إيران الإسلامية بالعرب لإقامة تحالف جديد واستراتيجي، تطمح من خلاله دمشق لتقوية موقفها في محيطها العربي والإقليمي والدولي، وهي التي كانت مأزمة في العلاقة مع الجوار العربي وتحديدا العراق والإقليمي ممثل بتركيا.
مع انطلاقة الحرب العراقية الإيرانية في العام
لقد سعت إيران الشاهنشاهية، إلى التسلل إلى المنطقة العربية عبر بوابة سوريا، في وقت كان مثل هذا التغلغل صعبا في ظل سيادة النزعة القومية عند أغلب الدول العربية، وموقف إيران من الجزر الإماراتية والبحرين آنذاك، الذي لم يكن يسمح لأحد من العرب التقارب مع طهران.
علاقة إيران وسوريا قبل الثورة الإسلامية، كانت علاقة بين نظام المقاومة والممانعة في دمشق مع أكبر داعم إقليمي لإسرائيل في المنطقة، نظام الشاه في طهران.
وبعد مجيء الإسلاميين إلى إيران، بدأت علاقة أعقد وأشمل بين طهران ودمشق، خاصة بعد تعثر علاقة سوريا بالعراق والقطيعة بين شقي حزب البعث، ناهيك عن سعي سوريا إلى استغلال تردي علاقة إيران الإسلامية بالعرب لإقامة تحالف جديد واستراتيجي، تطمح من خلاله دمشق لتقوية موقفها في محيطها العربي والإقليمي والدولي، وهي التي كانت مأزمة في العلاقة مع الجوار العربي وتحديدا العراق والإقليمي ممثل بتركيا.
مع انطلاقة الحرب العراقية الإيرانية في العام
1980، أعلنت دمشق وبوضوح وقوفها مع إيران، رغم أن بعض التصريحات التي كانت تصدر من دمشق آنذاك سعت لتخفيف هذا الموقف فيما بعد على اعتبار أن الحرب بين قوتين عربية وإسلامية سيؤدي إلى أضعافهما، والأولى أن يتم توجيه هذا الجهد ضد إسرائيل.
وأسهمت دمشق مرات كثيرة في تخفيف ضغط الحرب على إيران، ولعل واحدة من أكثر المواقف التي تحملها إيران لحليفها الأسد آنذاك، قيام دمشق بوقف خط النفط العراقي «كركوك-بانياس» إثر تقدم القوات العراقية داخل الأراضي الإيراني وسيطرتها على مناطق في الأحواز العربية وقصر شيرين والمحمرة، الأمر الذي أضر بالعراق كثيرا.
تعمقت العلاقة بين دمشق وطهران كثيرا، خاصة بعد الاحتلال الأميركي للعراق، وباتت العاصمتان لاعبين رئيسين في الساحة العراقية، من خلال سياسة دعم الأضداد، فبينما كانت طهران تدعم وتمول الميلشيات الشيعية وبعض الفصائل السنية المتشددة، كانت دمشق تدعم فصائل سنية أخرى وحركات مسلحة وتسهل عملية عبور المقاتلين، الأمر الذي عقد الأوضاع في عراق ما بعد الاحتلال بطريقة جعلت من واشنطن أن تنشد الحل بطرق أبواب طهران تارة ودمشق تارة أخرى.
ولعل قصة لبنان قصة أخرى في مسلسل العلاقة الإيرانية السورية المعقدة والمتشابكة والتي بات واضحا ألا فكاك لكلا الطرفين منها، وهو ما يجعل إيران ترمي بكل ثقلها خلف الحليف الأسد، حماية لمصالحها في المنطقة أولا وآخرا.
في يوميات المشهد السوري منذ انطلاق ثورة الشعب، تجد أن الأيادي الإيرانية موجودة وبقوة، ناهيك عن المدد الذي سبق الثورة السورية، الذي تمثل بإرسال عدد من شحنات الأسلحة الإيرانية إلى دمشق، بعضها اكتشف من قبل السلطات التركية التي أجبرت ولثلاث مرات متتالية طائرات إيرانية متجهة إلى حلب من الهبوط وتفتيشها، والبعض الآخر تناقلته وسائل إعلام أجنبية ووثائق.
إيران ومعها الابن المدلل، حزب الله، يشعرون بأن مدى فاعليتهم وقوتهم مستمدة من بقاء النظام السوري، لذلك فليس مستغربا أن توفد إيران وحزب الله العشرات من عناصرهم، سواء قناصة أو ميلشيات مسلحة أو مخططين وخبراء لمساعدة النظام في قمع ثورة الشعب، ولعل الأدلة على هذا أكثر بكثير من حصرها، ولكن حسبنا أن نشير هنا إلى ما قاله المجند السوري المنشق وليد عبدالكريم القشعمي في حديثه لصيحة «ابلاف» الإلكترونية، عن وجود عناصر تابعة لحزب الله في داخل صفوف الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.
ويضيف «في 16/4 سلّمنا ألبسة تابعة للحرس الجمهوري السوري إلى حزب الله في طريق دمشق بيروت في مفرق الصبورة مقر الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد».
وما جرى في حمص من قيام شبيحة النظام بكتابة التهديدات المتبادلة بين السنة والعلويين لإيقاع الفتنة الطائفية، سيناريو مكرر لما حصل في العراق إبان الفتنة الطائفية التي أشعلتها إيران وحلفاؤها.
سوريا رئة إيران، وقلب حزب الله، سوريا بنظامها وليس بشعبها، وبالتالي فإن سقوط هذا النظام سيؤدي إلى تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل كبير، ناهيك عن إيقاف وصول الدم، شريان الحياة، إلى حزب الله.
إيران ومن خلفها حزب الله يدركان أهمية سوريا بالنسبة إليهما، لذلك فغريب أن تسمع نفي البعض لوجود أياد إيرانية وأخرى من حزب الله في قمع احتجاجات الشعب الثائر، الغريب هو ألا تشارك إيران وحزب الله في نصرة الحليف الأسد.
أزمة سوريا ووفقا لشهادات متواترة وتسريبات صحافية، تدار من قبل إيران، التي تسعى لتكرار نموذج قمعها لتظاهرات عام 2006 التي أعقبت وصول نجاد إلى الحكم، وإيران تستلهم اليوم عوامل أحداث الشرخ الطائفي مستفيدة من تجربتها في العراق.
إيران ترى في سوريا نصفها الثاني في المنطقة وسلاحها لتوغل فيها، وسوريا، المأزومة منذ عهد الأسد الأب، وجدت في إيران طريقا ثالثا، وما بين هذا وذاك نمت وترعرعت طائفية سيطرت على كثير من مواقف النظامين.
*نقلا عن "العرب" القطرية
وأسهمت دمشق مرات كثيرة في تخفيف ضغط الحرب على إيران، ولعل واحدة من أكثر المواقف التي تحملها إيران لحليفها الأسد آنذاك، قيام دمشق بوقف خط النفط العراقي «كركوك-بانياس» إثر تقدم القوات العراقية داخل الأراضي الإيراني وسيطرتها على مناطق في الأحواز العربية وقصر شيرين والمحمرة، الأمر الذي أضر بالعراق كثيرا.
تعمقت العلاقة بين دمشق وطهران كثيرا، خاصة بعد الاحتلال الأميركي للعراق، وباتت العاصمتان لاعبين رئيسين في الساحة العراقية، من خلال سياسة دعم الأضداد، فبينما كانت طهران تدعم وتمول الميلشيات الشيعية وبعض الفصائل السنية المتشددة، كانت دمشق تدعم فصائل سنية أخرى وحركات مسلحة وتسهل عملية عبور المقاتلين، الأمر الذي عقد الأوضاع في عراق ما بعد الاحتلال بطريقة جعلت من واشنطن أن تنشد الحل بطرق أبواب طهران تارة ودمشق تارة أخرى.
ولعل قصة لبنان قصة أخرى في مسلسل العلاقة الإيرانية السورية المعقدة والمتشابكة والتي بات واضحا ألا فكاك لكلا الطرفين منها، وهو ما يجعل إيران ترمي بكل ثقلها خلف الحليف الأسد، حماية لمصالحها في المنطقة أولا وآخرا.
في يوميات المشهد السوري منذ انطلاق ثورة الشعب، تجد أن الأيادي الإيرانية موجودة وبقوة، ناهيك عن المدد الذي سبق الثورة السورية، الذي تمثل بإرسال عدد من شحنات الأسلحة الإيرانية إلى دمشق، بعضها اكتشف من قبل السلطات التركية التي أجبرت ولثلاث مرات متتالية طائرات إيرانية متجهة إلى حلب من الهبوط وتفتيشها، والبعض الآخر تناقلته وسائل إعلام أجنبية ووثائق.
إيران ومعها الابن المدلل، حزب الله، يشعرون بأن مدى فاعليتهم وقوتهم مستمدة من بقاء النظام السوري، لذلك فليس مستغربا أن توفد إيران وحزب الله العشرات من عناصرهم، سواء قناصة أو ميلشيات مسلحة أو مخططين وخبراء لمساعدة النظام في قمع ثورة الشعب، ولعل الأدلة على هذا أكثر بكثير من حصرها، ولكن حسبنا أن نشير هنا إلى ما قاله المجند السوري المنشق وليد عبدالكريم القشعمي في حديثه لصيحة «ابلاف» الإلكترونية، عن وجود عناصر تابعة لحزب الله في داخل صفوف الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.
ويضيف «في 16/4 سلّمنا ألبسة تابعة للحرس الجمهوري السوري إلى حزب الله في طريق دمشق بيروت في مفرق الصبورة مقر الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد».
وما جرى في حمص من قيام شبيحة النظام بكتابة التهديدات المتبادلة بين السنة والعلويين لإيقاع الفتنة الطائفية، سيناريو مكرر لما حصل في العراق إبان الفتنة الطائفية التي أشعلتها إيران وحلفاؤها.
سوريا رئة إيران، وقلب حزب الله، سوريا بنظامها وليس بشعبها، وبالتالي فإن سقوط هذا النظام سيؤدي إلى تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل كبير، ناهيك عن إيقاف وصول الدم، شريان الحياة، إلى حزب الله.
إيران ومن خلفها حزب الله يدركان أهمية سوريا بالنسبة إليهما، لذلك فغريب أن تسمع نفي البعض لوجود أياد إيرانية وأخرى من حزب الله في قمع احتجاجات الشعب الثائر، الغريب هو ألا تشارك إيران وحزب الله في نصرة الحليف الأسد.
أزمة سوريا ووفقا لشهادات متواترة وتسريبات صحافية، تدار من قبل إيران، التي تسعى لتكرار نموذج قمعها لتظاهرات عام 2006 التي أعقبت وصول نجاد إلى الحكم، وإيران تستلهم اليوم عوامل أحداث الشرخ الطائفي مستفيدة من تجربتها في العراق.
إيران ترى في سوريا نصفها الثاني في المنطقة وسلاحها لتوغل فيها، وسوريا، المأزومة منذ عهد الأسد الأب، وجدت في إيران طريقا ثالثا، وما بين هذا وذاك نمت وترعرعت طائفية سيطرت على كثير من مواقف النظامين.
*نقلا عن "العرب" القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق