تويتر

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

مسرحية هزلية إيرانية بعد أن علمت بجدية السعودية


شؤون إيرانية:

بدأت المسرحيات الإيرانية تظهر شيئا فشيئا بعد أن شعرت بجدية الاتهامات الأخيرة حول تورط إيران ممثلة في فيلق القدس بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في أمريكا إضافة إلى تفجير سفارة المملكة في الأرجنتين. فقد طالعتنا بعض الصحف الإيرانية الصادرة هذا اليوم بمسرحية مضحكة أرادت من وراءها خلق تهمة موازية لتلك التي بدأت تضيق الخناق على الساسة في طهران وجعلتهم يشعرون بأن القضية ليست فقط للاستهلاك الإعلامي خاصة بعد أن سلمت السعودية ملف القضية للأمم المتحدة من أجل التحقيق في ذلك..

المسرحية تقول أن لديها وثائق تثبت تورط الأمير بندر بن سلطان، الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي في تصفية القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية عام 2008. وأضافت أنه تم إيقاف هذا الأمير متخفيا في مطار دمشق بتاريخ 12 من شباط 2008 وقد اعترف في التحقيقات التي أجرتها السلطات السورية بوقائع مثيرة ومعلومات قيمة عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري و عماد مغنية كذلك التخطيط للتخريب وإثارة الفوضى في الجمهورية السورية.
وأضافت المسرحية بعض من البهارات حيث قالت لقد جرت اتصالات سرية وسريعة بين دولة أوروبية وسوريا كي تتكتم الأخيرة على نتائج التحقيق في مقتل مغنية مقابل تخفيف الاتهامات الغربية على دمشق حيال اتهامها باغتيال الحريري.
أما عن تفاصيل كشف شخصية بندر بن سلطان فقد قالت الصحيفة أنه
وبينما كان عدد من الأشخاص يمرون من مطار دمشق، شك أحد أفراد الأمن السوري بأحدهم فاستدعاه إلى مكتب في المطار لإجراء تحقيق روتيني معه، غير أن المفاجأة الكبرى كانت حينما انهار الرجل بسرعة وأنه يسافر متخفيا بينما هو في الحقيقة ليس سوى الأمير بندر بن سلطان وخرج من التحقيق ما يمكن تسميته زلزالا مدويا فيما لو نشر، وقد تم تسجيل الاعترافات بالصوت والصورة، وكانت اعترافات فيها الكثير من أسرار العلاقات الأمريكية السعودية فيما يختص بلبنان والمحكمة الدولية ومقتل الحريري بالتفاصيل والأسماء والتواريخ... تم التحفظ علي الأمير بما يليق بمقامه ولكن في إقامة جبرية في دمشق ودون أن يتم الإعلان عن ذلك. ووقعت الحكومة السعودية في أقصى درجات الحرج السياسي والدبلوماسي ولم تعرف كيف يمكن أن تتصرف، خاصة وأن العلاقات بين البلدين كانت علي درجة كبيرة من التوتر.

وتابعت المسرحية فصولها ولكن بظهور شخص جديد ما هو إلا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل.. يقول سيناريو المسرحية أن الأمير سعود الفيصل قابل  الرئيس الأسد و تجاهل موضوع الأمير بندر نهائيا, ولما سأل سعود الفيصل إن كانوا يعرفون شيئا عن الأمير بندر بدا الرئيس الأسد وكأنه لا يعلم شيئا مما دفع بالأمير سعود الفيصل إلي الدخول مباشرة في الموضوع والاعتراف بأن الأمير بندر كان يمر من دمشق متخفيا وانقطعت أخباره في دمشق تحديدا، حينئذ ابتسم الرئيس السوري وقال إذا كنتم تعلمون ذلك فلماذا اللف والدوران، لماذا لا تتحدثون بصراحة وتقولون ماذا تريدون بالضبط من سوريا. وبعد أن شاهد الأمير سعود الفيصل عرضا لبعض اعترافات الأمير بندر التي عرضها عليه الرئيس السوري أدرك أن الأمر لن يكون قابلا للحل وديا وأن السوريين في موقف القوة وأن الأمور إذا ما خرجت عن نطاقها فإنها ستضر بالمصالح الوطنية والإقليمية السعودية كثيرا.

عاد الأمير سعود الفيصل إلي السعودية وبعد أن أطلع القيادة وصناع القرار علي ما بحوزة السوريين، تم الإيعاز إلي الإعلام السعودي لتخفيف اللهجة تجاه سوريا فورا والي الإشادة بالدور السوري وضرورة أن تتفق الأطراف اللبنانية علي حكومة وطنية، وأوقع في يد الأمريكيين والمصريين غير أنهم ما أن اتصلوا بالسعوديين وعرفوا حقيقة الأمر حتي بدأ الجميع بوضع استراتيجية جديدة للتعامل مع سوريا وحزب الله ولبنان، كما أن قيادات 14 آذار اللبنانية بدأت في تخفيف لهجتها تجاه سوريا، وبدأ الحديث عن المحكمة الدولية يتضاءل حتي تلاشي تماما تقريبا.

أكملت المسرحية عرضها الممل بقولها بعد ذلك عاد سعود الفيصل إلي دمشق في زيارة أعلنت عنها وسائل الإعلام السورية والسعودية وتم استقباله من قبل الرئيس الأسد، وكان الحديث هذه المرة أقل حدة ومباشرا، فقد كان حديث مصالح، السعودية تطلب أن لا تنشر محاضر التحقيقات مع الأمير بندر، ولا يشار للسعودية ولا لحلفائها بأصابع الاتهام في قضية مغنية أو غيرها. وقد كانت اعترافات الأمير فيها أشياء كثيرة حول من قتل رفيق الحريري والأجهزة التي وقفت وراء الحادث، والاتفاقات الأمنية بين أربعة أجهزة أمنية عربية والسي أي اي حول الإطاحة بالرئيس السوري والتواصل مع أطراف من المعارضة السورية.

وكان الفصل الأخير في المسرحية على النحو التالي: طلب من السوريين أن لا يعلنوا شيئا من كل تلك الاعترافات مقابل أن تتكفل السعودية بتنحية فكرة المحكمة الدولية والكف عن اتهام سوريا ، وترك الساحة اللبنانية.عاد الأمير الفيصل إلي الرياض وعاد الأمير بندر إلي بلاده وتمت لفلفة الموضوع بتلك الصورة ولم تمض أسابيع علي كل ذلك الحراك حتى كان العاهل السعودي الملك عبدا لله في دمشق في زيارة علنية استمرت يومين وكانت مليئة بالمودة والحفاوة تم علي إثرها تشكيل الحكومة اللبنانية وعاد الحب والوئام إلي السوريين واللبنانيين..ZZZZZZZZZ

النهاية
محمد

المصدر: عصر امروز و وخبرگزاری مهر

ليست هناك تعليقات: