تويتر

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

المعارضة الإيرانية و مؤامرة اغتيال الجبير





شؤون إيرانية:



في موضوع سابق تطرقنا لتغطية الصحافة الإيرانية لخبر مخطط أغتيال  السفير السعودي في امريكا عادل الجبير وكيف انتقدت وكالات الأنباء والصحف داخل إيران واعتبارها خطة امريكية جديدة للسيطرة على المنطقة وبيع السلاح للدول الخليجية.. هذا المقال سيتطرق لوجهة نظر أعلاميين وأكاديميين إيرانيين ولكن أولئك الذين يعيشون في المنفى. نعلم جميعاً أن نظرة الإيرانيون في المنفى  تجاه النظام الإيراني الحالي سلبية بشكل عام وتود التخلص منه بأي طريقة كانت ولكن هذا لا يعني وجود بعض الأصوات التي بكل تأكيد لا تتفق وسياسة النظام ولكنها تعارض شن أي حرب على بلادهم الأصلية سواء كانت  الهجمة من قبل امريكا أو غيرها..ما يهمنا هو الطريقة التي حللوا من خلالها مؤامرة الأغتيال هذه والمعلومات التي استعرضوها لتأيد وجهات نظرهم..


بداية نستعرض وجهة نظر مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن الدكتور عليرضا نوري زاده وقدمها من خلال حلقة يوم الأحد الماضي من  برنامجه اليومي  "پنجره ای رو به خانه پدری ". يبدأ  نوري زاده برنامجه بتقديم سيناريو دراماتيكيا للحدث من خلال افتراض أن عملية التفجير قد تمت حقيقة. فيقول  لو لم يتم  أكتشاف هذا المخطط وإحباطه  قبل التنفيذ فسنستيقض ونشرات الأخبار حول العالم تردد اخبار كتلك التي سمعناها وشاهدناها عشية أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001:
تخيلوا معي انفجار مطعم وقت تناول الناس وجبة الغداء في أحد مطتعم واشنطن الشهيرة.. هذا المطعم مليء بعدد كبير من السفراء والدبلوماسيين من جميع انحاء العالم وكذلك كبار ضباط الجيش الأمريكي وعدد من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي.. في هذه الاثناء يتم تفجير سفارتي السعودية واسرائيل.. بعد ساعتين  يصل بيان إلى وكالة رويتر للأنباء أو اسي ان ان يتبنى العملية. يقول البيان: بسم الله المنتقم الجبار. نحن جماعة القاعدة في المكسيك نعلن للعالم مسئوليتنا عن هذه العملية البطولية الجهادية. لقد استطاعوا شباب الأسلام الغيورون على دينهم ومعتقدهم بالأنتقام من الصهاينة  وطواغيت هذا العصر وكل من يواليهم أو يحميهم و يساعدهم في محاربة الله ورسوله وعلى رأسهم سفير آل سعود في امريكا.. بعدها يخرج اوباما لوسائل الأعلام وهو في حالة غضب شديدة ليقدم، يقدم تعازية لأسر الضحايا وذويهم ..ثم يتصل بالملك السعودي وجميع روساء وملوك الدول الذين فقدوا بعض رعاياهم في الأنفجار ويقدم المدليات والأوسمة لأسر الضحايا الأمريكيين ولكن الشعب الأمريكي يريد الأنتقام ممن قام بهذه العملية الأرهابية . ولكن ممن سيتم الأنتقام، القاعدة أعلنت مسئوليتها عن العملية.. السلطات الأمريكية تحتاج كثيرا من الوقت لتصل إلى أن الحادثة  لم تكن عملية انتحارية بل جراء قنبلة وضعت داخل المطعم .. ولكن من هم المستفيدون في هذه الحادثة؟ أولا النظام السوري ، ينجو بشار الأسد من الضغوط الدولية وبالتالي، كما فعل الأب سابق في حماة، يستطيع الابن قتل المعارضة بالطائرات والدبابات والعالم ووسائل الأعلام منشغلة بالتغطية والتحليل لما حدث في الجزء الثاني من الكرة الأرضية. تشتعل المنطقة الخليجية وتستفيد السلطات الإيرانية من الأوضاع في فمع شعبها وكل المعارضين لنظام ولاية الفقيه..


وبعد هذا السيناريو يتطرق نوري زاده لإمكانية تورط النظام الإيراني ومدى تصديق ذلك حيث يرد على من يقول هل ايران بهذا القدر من الغباء والحماقة لكي تقوم بمثل هذه العملية، بقوله  نعم بل و,أكثر حماقة من ذلك.. الم تقتل المعارضين الإيرانيين في الخارج؟ ألم ترسل ايران الأرهابيين الى العراق لاثارة الفتنة هناك؟ ألم تكن ايران هي من تستاجر وتدرب القتلة والمجرمين في افغانستان ؟  الم تساعد ايران القاعدة التي تعد العدو الأول لايران وأتباع المذهب الشيعي وتمدها بالسلاح والمأوئ؟


هل الحكومة الأمريكية تسعى إلى خلق سيناريو للاشتباك مع إيران ؟  


أجاب الكاتب والأكاديمي الإيراني في المنفى إيرج صادقي على هذا السؤال في مقال نشره موقع (پژواک ایران)  بقوله أن امريكا ليست بحاجة لآختلاق مثل هذه الذريعة ، فالحكومة الإيرانية مسئولة وطيلة الثمان أعوام المنصرمة عن قتل عدد كبير من الجنود الأمريكيين في العراق سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر. كما أن المسئولين الأمريكيين كان بمقدوورهم أن يواجهوا الجمهورية الإسلامية في ايران بما لديهم من أدلة دامغة  في هذا الصدد.. البعض يتحدث وكأن النظام الحالي في إيران لم يتورط قط في أي مخطط مشابه طيلة السنوات الماضية  وامريكا تحتاج لخلق هكذا سيناريو لتواجه إيران. بينما الحقيقة تقول أن التوجه الأمريكي كان يتجنب التصادم مع إيران طيلة القترة الماضية.  لهذا فأنه تم أقتراح إيجاد خط ساخن للطوارئ، الأمر الذي لم تقدمه امريكا  لصدام حسين وغيره من أعداءها؟


ويستطرد صادقي قائلاً لم تتخلى الحكومات الأمريكية المتعاقبة طيلة ال33 عاماٌ الماضية عن سياسة المداهنة مع النظام في إيران على الرغم من توفر الكثير من الأعذار التی تکفی للمواجه مع إيران ومعاقبتها على ماتقوم به ضد مصالحها.  أما عملية مخلب النسر في صحراء طبس فقد كانت مجرد هدفها تخليص الرهائن الامريكيين ولا تعد ضد النظام الإيراني اطلاقا. كما أظهرات السلطات الأمريكية شيئا من ضبط النفس تجاه ايران فيما يتعلق بعمليات التفجير و العمليات الأنتحارية في بيروت وحاول التعاون مع طهران في هذا الصدد.  كما اغمضت السسلطات الأمريكية العين عن كثير من العمليات الإرهابية الكبيرة  التي قامت ايران  بالتخطيط لها ومنها تفجيرات أبراج الخبر شرق السعودية بتاريخ 25 يونيو 1996..


وفي إجابة على سؤال حول الفائدة التي ستعود على إيران من قتل السفير الجبير، قال صادقي تشتير الأدلة إلى أن النظام الإيراني قد حاول على الأقل مرة واحدة بشكل جدي لأغتيال السفير السعودي في استكهولم، الأمر الذي وللأسف الشديد لم تقوم وسائل الأعلام حينها بتغطية جدية للقضية  وهذا أمر يثير الاستغراب حقا، على حد تعبيره. وفي سرده لهذه المحاولة التي تعود أحداثها إلى عام 1990 يقول الكاتب الإيراني  لقد بث برنامج "الأدلة الداخلية  document inifran"  الذي طان يبث على القناة الرسمية السويدية . فبناءاً على المعلومات التي قدمتها القناة  فخلال رصدها للمكالمات الهاتفية لأعضاء السفارة الايرانية في استكهولم،  توصلت الجهات الأمنية السويدية إلى معلومة مفادها أن ايران تخطط لأغتيال السفير السعودي لدى السويد. وقد تأكدت الجهات الأمنية بأن شخص باسم حسن بورزماني قد سيسافر الى السويد ومن المحتمل أن يكون هو الشخص الذي يتولى مسئولية تنفيذ العمليات الارهابية. وقد تم تعقبه ومراقبته منذ وطأت قدمه للأراضي السويدية وما أن قرر الأرهابيون تنفيذ مهمتهم قامت الشرطة  باستيفاف سيارتهم بحجة مخالفة مرورية  وتم اعتقالهم على الفور. وخلال الاعتقال تبين أن ثلاثة منهم يحملون جوازات سفر دبلوماسية فتم اطلاق سراحهم في الحال بينما كان الرابع حسن بورزماني ويحمل جواز سفر عادي فتم إحالته الى السجن. وخلال 24 ساعة تم تسفيره على ظهر طائرة ايران اير المتجهة الى طهران.. وبعد عامين عاد حسن الى القارة الأوروبية وألمانيا تحديدا حيث اعترف بعد القبض عليه بالتخطيط لعملية "ميكنوس"( عملية عرفت بهذا الاسم نسبة لاسم مطعم  إيراني في برلين شهد أحداث هذا العمل الإرهابي وكانت نتيجته مقتل أربعة أشخاص واصابة خامس بجروح بليغة بينما خرج أربعة أشخاص من العملية دون اصابات تذكر. العملية كانت ضد عدد من المعارضين الإيرنيين في برلين. شارك في الهجوم ثلاثة رجال مسلحين بأسلحة رشاشة) ولكن دخوله هذه المره كان باسم عبد الرحمن بني هاشمي. يبدو أن الحكومة السويدية حينها كانت قلقة من الأعلان عن ماتوصلت له أجهزتها تجنبا لأن  تكون أراضيها مسرحا لعمليات ايرانية انتقامية تضر بالعلاقات التجارية بين البلدين (الثنائية)  على حد تعبير صادقي. وفي محاولة  للمقارنة بين تلك العملية وتفاصيلها والمؤامرة الأخيرة في واشنطن يقول الكاتب  لو تم الاعلان عن تلك العملية في حينها لما قال أحدهم اليوم هل ايران مجنونة لترسل شخص تم القبض عليه في السويد وترحيله من البلاد ثم تقوم بارساله مجددا الى اوروبا لينفذ عملية ميكونوس ولما شكك في السيناريو الذي اعلنته السلطات الامريكية.. 


وحول  سؤال يقول هل من المنطقي أن توكل  السلطات الإيرانية  مهمة كهذه  إلى شخص عرف بشربه للخمور ولعب القمار وغير ناجح في حياته الشخصية لتنفيذ عملية إرهابية كهذه ؟ أجاب صادقي بقوله: لما لا، هل تعتقد أنهم سيتخدمون بيل قيتس أو راكلفر؟ أو صرف مليارات الدولارات؟ بل على العكس تماما فاستخدام شخصا كهذا يعد تخططيا ذكيا  للعملية. فاجهزة الأمن الأمريكية تتعقب الأشخاص المتدينين والشبكات القريبة من المنظمات الإسلامية هناك. أما شخص كهذا فيعد الشك فيه أقل بكثير من غيره كما أنه يتم استخدام الأشخاص المعوزين كطعم . أضافة إلى ذلك فإنه من السهل على السلطات الإيرانية تكذيب ونفي علاقتهم بهم لأن ذلك سيكون على عاتق عصابات المخدرات المكسيكية وليس  النظام الإيراني أو فيلق القدس.. لنتذكر كيف قاموا باحراق سينما ركس في آبادان ثم  القوا بالتهمة على جهاز السافاك وجهاز الشرطة. إضافة إلى ذلك فمنصور ارباب سير من المقربين من غلام شكوري وبكل تأكيد فالأخير يدرك جيدا المشاكل المادية التي يعاني منها ارباب سير ولذا فقد استخدموا نقطة ضعفه هذه لتنفيذ مخططاتهم..

على الجانب الآخر رأت بعض المواقع الإيرانية المعارضة أن  السيناريو الذي اعلنت عنه السلطات الأمريكية ضعيف ومضحك للغاية ولا يمكن الأعتقاد بصحة اطلاقا ورأت أنه لا فائدة للنظام الإيراني اطلاقا من اغتيال السفير السعودي وأن النظام الإيراني سيستخدم وسائل وخطط أكثر تعقيدا لو أراد تنفيذ عملية كهذه وليس استخدام اشخاص عاديون بل لا يستطيعوا أن يديروا حياتهم بطريقة صحيحة أو عصابات مخدرات مكسيكية  لايمكن أن تبني علاقة بينها وبين النظام الإيراني ..
 

محمد

هناك تعليقان (2):

جِيد المعالي يقول...

بارك الله فيك أخي محمد مقال على الجرح

محمد السلمي يقول...

اهلا بك عزيزي سيف وقلم

شكرا لمرورك الجميل ولكلماتك العذبة..
مودتي