تويتر

السبت، 1 أكتوبر 2011

البحرية الإيرانية قبالة الشواطئ الأمريكية!!... كلمة الرياض

 شؤون إيرانية:

يوسف الكويليت
    أزمة الصواريخ في كوبا التي نصبها الاتحاد السوفيتي، كرد فعل على نصب صواريخ في تركيا ومنطقة الشرق، ودواعيها التي تطورت إلى رعب عالمي من حرب نووية بين القوتين الأعظم، وكيف أن الرئيسين الأمريكي «كندي» والسوفيتي «خروتشوف» عالجا القضية بالتراضي، بسحب الصواريخ من كل مواقعها.. 

إيران هددت بإرسال قطع من سلاح بحريتها إلى الأطلسي وقرب الشواطئ الأمريكية كرد على التواجد الأمريكي في الخليج العربي، ونصب رادارات حديثة تراقب حركة القوة الإيرانية، وكذلك الروسية في تركيا، والأمر يعد عبثاً في مناورة غير متكافئة مع القوة العظمى، ومع اعتبار أن المياه الدولية تجوبها الغواصات والأساطيل الكبرى والتي مهمتها توازن القوة والتجسس المتبادل، نجد نفس الأمر بالفضاء الخارجي، وإيران من حقها أن ترسل قطعها الحربية لأي مكان يعطيها القانون ذلك، لكن عندما يصرح قادتها بأنه رد فعل على التواجد الأمريكي قرب حدودها، فالأمر لا يعدو عبثاً وتجاهلاً للفارق الهائل جداً بين البلدين.. 

فالقوة الإيرانية لا تعادل من حيث التطور والحجم والتصنيع تركيا وإسرائيل، وحين أرسلت عدة قطع عبر قناة السويس، إلى الشواطئ السورية، لم تحرك القضية ذعراً في إسرائيل، ولا احتجاجاً من تركيا، ثم حين قال متحدثون رسميون إن إيران ستتواجد في البحر الأحمر، وقد صور الأمر بأنها تريد التحرش بالقوة الإسرائيلية، وتخيف الآخرين من القوة العظمى الجديدة، فإن ذلك مجرد مزحة ثقيلة.. 

إيران تملك أسلحة متعددة، وتستمر بالتسلح، وهو أمر لا غبار عليه من حيث تحصين الذات عن أي هجوم خارجي، لكن أن يطغى الانفعال على العقل وتدخل في مواجهات، ولو كانت كلامية، مع قوى عظمى سواء كانت بحجم أمريكا أو إسرائيل، فهي لا تغامر بسمعتها فقط، وإنما بعدم توازن سياساتها.. 

فإذا كانت تعتقد أن أمريكا تمر بأزمة، وأنها غير قادرة على إعلان أي مواجهة معها، فالأمر لا يفسر بصيغة التحدي، أو الاستفزاز، لأن القوى العظمى لا تتسرع، ولا تضع نفسها في مأزق انفعالات الدول الصغيرة مع بعضها، وحتى تواجد قواتها في مفاصل المراكز الحساسة، تراه جزءاً من أمنها وأمن حلفائها.. 
 
لا أحد يريد التقليل من إيران كدولة اقليمية مهمة، ولكن لا نجد الأمر انتهى بين قوى عظمى خرجت من مسرحية الحرب الباردة، لتعيد إيران نفس السيناريو، ولا نجد قوى ناشئة وتسير باتجاه أن تكون عظمى مثل الهند والصين، وتعلنا تحديات بينهما أو الدول الأخرى، لأن العقل ميزان التصرف الحكيم.. 

كل العالم يعرف أن القوة الأمريكية منفردة من حيث التطور التقني والتسلح الحديث حتى أن قادتها صرحوا بأنها قادرة على خوض ثلاثة حروب بآن واحد، ونفهم أيضاً أنها قوة غاشمة أمام ما تعتبره مصالحها، لكن أن تهددها دولة مثل إيران فالأمر يحتاج إلى مراجعات طويلة وغير متهورة.

ليست هناك تعليقات: