شؤون إيرانية:
بادئ ذي بدء أعلنها صراحة ودون مواراة أنني أومن يقيناً بأن الفئة التي قامت بتلك الأعمال التخريبية البغيضة في شرق الغالي لا تمثل كافة أخواننا من أتباع المذهب الشيعي الجعفري في المملكة العربية السعودية ... هناك عدد كبير من شيعة المملكة يرفضون تلك الأعمال ويدينونها بشدة وقد عبر بعضهم عن إدانتهم لتلك الأعمال من خلال وسائل الأعلام المحلية المختلفة..ولكن...
ولأعتبارات ربما تكون إجتماعية أو أخرى لا أعلمها، قلة هم أولئك الذين أعلنوا تبرأهم من هذه الأعمال، وفضل الكثير منهم الصمت خاصة وجهاء الطائفة الذين تعتبر كلمتهم مسموعة لدى الغالبية الشيعية... الشيخ نمر النمر أعلنها صريحة ولن ننتظر منه غير ذلك لأن تاريخه معروف للجميع... ما كنت انتظر تعليقه على الأحداث هو الشيخ حسن الصفار... ولقد استبشرت خيرا عندما وصلتني خطبته يوم الجمعة الماضية وأخذت استمع ما سيقوله فيما يتعلق بتفاصيل الأحداث بعد مقدمته الطويلة التي كانت كلام انشائي في مجمله لا تكاد تخرج منها بموقف محدد من الأحداث ..وما أن أنتهى من تلك المقدمة إلا وقد جاءت حقيقةً وللأسف الشديد على غير ما تمنيت وتأملت على أقل تقدير... خاصة وأن ذاكرتي لازالت حينها ممتلئة ببعض النقاط التي ذكرها في محاضرة له قبل أسبوع ونيف من الأحداث.. وقد أبديت تحفظي على بعض النقاط التي حاول أن يلتف حولها وكذلك تملصه من الإجابة على بعض الأسئلة المحورية والحساسة جداً ولكن كانت المحاضرة في مجملها جيدة.. لذا كانت الصدمة مما قاله في خطبة الجمعة الماضية كبيرة خاصة وأنه يعد الرمز الأبرز من الجانب الشيعي في نقاشات اللحمة الوطنية ولقاءات الحوار الوطني...
للأسف أنه صب جام غضبه على الطرف الآخر وأخذ يبرر ويقارن وكل ذلك كان وللأسف الشديد بعيدا عن الحقيقة والواقع الذي يعلمه القاصي قبل الداني.. كيف لشيخ مثله أن يقول أن الوطن شهد أحداث مماثلة ولم يتم تخوين من قاموا بها.. من أين أتى بهذه الطامة الكبرى وكيف تجرأ على هكذا تدليس؟ ماهي تلك الوقائع والأحداث التي لم يرها إلا الصفار وأين ومتى وقعت؟ هل قتل جندي على الحدود أو في إحدى المدن من قبل فرد واحد لايمثل إلا نفسه يماثل في البشاعة حرب العصابات والجريمة المنظمة التي قام بها أولئك الشبان المغرر بهم؟ مالكم كيف تحكمون.. وبأي عقل تقيسون الأمور...
للصفار كامل الحق في إظهار موقفه وكما يراه شخصيا ولن يجبر على قول ما لا يعتقده ويؤمن به في قرارت نفسه ولكن أن يحاول التملص من الإدانة المباشرة وبالاسم فهذه كبوة كبيرة وخطأ جسيم.. كيف للصفار أن يراوغ بهذه الطريقة المفضوحة ويشطح في مقاراناته لا لشيء إلا ليبرر ولو بصورة غير مباشرة تلك الأعمال التخريبية البغيضة التي ربما قام بها بعضهم وهم لايعلمون حقيقة ما يقومون. كل ما في الأمر (ربما) مجرد تنفيذ أوامر محددة سواء كانت تلك الأوامر من الداخل أو الخارج ولافرق عندي في ذلك...
ورقة توت سقطت وألتحقت بالنمر الذي أعلنها صراحة بأنه ليس في رقبته بيعة يدين بها لولاة أمر هذا البلد وحكامها..
أتمنى للجميع الهداية والعودة إلى الحق فهو أحق أن يتبع ولو بعد شطحات وقلب الوطن كبير وحنون على ابناءه ويتحمل جفاءهم وعقوقهم ولكن الخطوة الأولى هي العودة إلى الطريق الصحيح وحينها سيتم تناسي كل ما حدث والتوبة تجب ما قبلها.. إن هذه الأحداث، وبإختصار شديد، هي مجرد لعبة سياسية قذرة للفت الأنتباه بعيدا عن ما يحدث في سوريا، هذا من جانب، وتحقيق أماني قديمة ظلت تعشش في روؤس أعداء هذا الوطن وبسط نفوذها على أجزاء كبيرة من المنطقة العربية ودول الخليج العربي على وجه الخصوص، من جانب آخر وما هذه الأحداث إلا وجه من وجوه عدة ربما يظهر بعضها قريبا في أماكن أخرى من المنطقة العربية وللأسباب ذاتها.
حفظ الله المملكة العربية السعودية وأهلها حكام ومحكومين من كيد الكايدين وبغض المبغضين وممن يحسدها على ما تنعم به من أمن وآمان ورغد عيش لم يجعل عيون أعداءها تنام... ولنيل ما يتمنون فقد أخذوا على عواتقهم التخطيط ليل نهار كيف لهم تدمير ما يفتقدونه في أوطانهم ومجتمعاتهم التي تحاول التخلص من جبروتهم وديكتاتوريتهم ولذلك كله يأملون أن تكون كل الدول وخاصة بلاد الحرمين كبلادهم، الأمن فيها معدوم واللحمة الوطنية مفقودة والحكام مبغضون والشعب يقتل بعضه بعضاً... ولكن هيهات لهم تحقيق ذلك لأن النوايا السيئة لا تورث إلا الحسرة والندامة ولايحيق المكر الشيء إلا بأهله... سيعودون خائبين إن شاء الله كما عادوا من قبل بخفي حنين في يوم قد سموه بثورة حنين...
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين... والسلام عليكم
محمد
هناك تعليقان (2):
المملکة تتعامل مع الشیعة و کأنهم کفار لا دین لهم! و هولاء قبل کل شئ عرب و شیعة و العروبة یمکنها ان تجمعهم مع المملکة.
اهلا بك وشكرا على التعليق
قبل العروبة يا عزيزي الدين الأسلامي
يجمع كل مواطني المملكة . القضية ليست في الأنتماء المذهبي بحد ذاته بل بالتوجه السياسي وربما الولاء الفكري الذي أنتج أحداث المنطقة الشرقية. عقلاء المنطقة والطائفة الشيعية تحديدا يدركون ذلك وقد عبروا عن استنكارهم لما قام به أولئك الرعاع..
مودتي
إرسال تعليق