شؤون إيرانية:
د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
الطغاة هم الآفلون والاصلاحيون هم البازغون،هذا ما وطنه المشهد التونسي في الوجدان حين افتتحة مواطن يصيح في جنح الليل 'بن علي هرب ...بن علي هرب 'ليصبح مشهد كامن ليس في البلدان العربية فحسب بل في العالم أجمع. و كالمتنبئ الجوي يحتاج محلل العلاقات الدولية إلى إمتلاك المعلومات ليس عبر رصد أفق القضية فحسب بل رصد مساحة شاسعة من العالم.وعلى خرائط الطقس تبدو المرتفعات والمنخفضات الجوية متجاورة لأنها تكمل بعضها،و الرابط بينها هي حركة الرياح، حيث تشكل دورة هوائية كاملة بين المرتفع والمنخفض الجوي. ومن رصد الاحداث الدولية تظهر طهران كمركز قادم لمنخفض دولي رهيب حيث إن للمنخفض خاصية تجميع الرياح من كافة لاتجاهات . أما دول مجلس التعاون،فتشكل منطقة خلق وتوزيع الرياح لكونها المرتفع الجوي الاقليمي المكمل لمنخفض طهران .
ومن أهم خصائص المنخفض الجوي وجود تيارات هوائية صاعدة الى الأعلى لتكون الغيوم وتسقط الامطار.وقد توزعت أسباب تكون المنخفض الايراني بين السبب الاقليمي والدولي والمحلي .حيث يأتي انخفاض العقلانية لدى صانع القرار السياسي كأهمها. ثم انخفاض المهنية لدى رجال إستخبارات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الذين توالت عثراتهم في دوار اللؤلؤة في البحرين الى الشبكة التجسسية في الكويت ثم العوامية و أخيرا المحاولة الفاشلة لنسف السفارة السعودية واغتيال السفير الجبير في واشنطن . أما أسباب تكون المنخفض الايراني في بعده الدولي فيعود الى عدم احترام قرارات الشرعية الدولية، حيث يتربع على رأس التيارات المكونة للمنخفض في هذا المجال مشروع طهران النووي، ثم العقوبات الاقتصادية، ومناكفات طهران مع مجلس الامن في سعيها للتملص من الالتزام بالقرارات الدولية ،مما أدى لعزلتها ومنعها من التمتع بعلاقات طبيعية مع العالم ،ثم لخلقها مبررات للنفور من سياستها الخارجية في سوريا ولبنان وافغانستان وأفريقيا وحتى فنزويلا . أما أهم دوافع تكون المنخفض الايراني وفرصة هطول امطار رعدية غزيرة فيعود الى الاسباب الداخلية، كسيطرة نظام الملالي على السياسة، وسيطرة الحرس الثوري على المفاصل الامنية والاقتصادية ، وحرمان الاقليات، وانتهاك حقوق الانسان .وقمع الحركة الاصلاحية .
ويرجع ارتفاع احتمال سقوط أمطار جراء المنخفض الايراني الى ثلاثة أسباب. الاول هو رفض العالم لاستخدام طهران للاغتيالات كأداة من أدوات العلاقات الدولية ، وترجم ذلك إدانة العالم اجمع لمحاولة إغتيال سفير المملكة في واشنطن، و التضامن الخليجي مع الرياض، بالاضافة لنقل المملكة للمؤامرة الإيرانية إلى الأمم المتحدة . فتراجع السعودية عن شل يد طهران أمر بالغ الخطورة على حياة الدبلوماسيين السعوديين الذين تعقبهم السافاك الايراني الجديد طوال عقد في بيروت وكراتشي وأنقره، ليختمها رجال استخبارات طهران بهذا الخطيئة في واشنطن كسبب ثالث حيث انها نفذت في بلد له امكانيات عالية لرصد وتتبع الانشطة الاستخبارية والارهابية، مماجعل القضية كالإهانة الايرانية لواشنطن والتي توجب الرد القاسي .
لقد وصف المرشد الاعلى للثورة الاسلامية سماحة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي الربيع العربي كصحوة إسلامية تستلهم الثورة الايرانية التي أطاحت بالشاه . وحري بإخواننا في إيران إستغلال الفرصة لتنفيذ الحركة الاصلاحية في الجمهورية الاسلامية ،بنفس قوة ثورة الخميني،لكن بعكس إتجاهها ، حيث سيساعدهم على ذلك هطول امطار رعدية غزيرة ...والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق