تويتر

الخميس، 13 أكتوبر 2011

هل يُحضّر شيء ما للمنطقة؟




شؤون إيرانية:


المتابع لوسائل الأعلام الأمريكية والأوروبية يلاحظ تصعيد غير مسبوق ضد النظام الإيراني.. اوبما يقول أن تحت يده الكثير من الأدلة الدامغة التي تدين إيران وأجهزتها الاستخباراتية والعسكرية وقال اوباما أن إدانة إيران  "ليست موضع جدال".هذا التصعيد الأعلامي الأمريكي  ضد ايران يأتي على نحو مفاجئ للمراقبين. وربما يكون الهدف الرئيسي الحد من الدعم  المالي والعسكري اللامحدود الذي تقدمه طهران للنظام البعثي في دمشق الذي يمارس أبشع أنواع القمع والإرهاب ضد شعبه الأعزال.

لا أحد يشك في تدخلات إيران المتكررة في الشؤون العربية خاصة دول الجوار.. كما لا نشك في أن هناك مخططات إيرانية كثيرة ضد هذه الدول ولأسباب تاريخية وعقائدية..ولكن هذا لا يعني أن نندفع تجاه كل مايقال عن إيران فنحن كدول قريبة من إيران قد نفهم توجهاتها ونواياها أكثر من غيرنا.. لذا فنحن نحتاج إلى عزل موقفنا عن الدول الغربية.. 

 يجب أن نتوقف عند سبب كشفت امريكا عن مخطط اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن وتورط اميركيين من اصل ايراني في هذه المحاولة الإرهابية. هل القضية مجرد أن الأعلان أتى بعد أن انتهت التحقيقات أم أن أختيار هذا الوقت تحديدا وراءه ما وراءه؟ ألا يحق لنا قراءة الحدث بكل الطرق الممكنة والمحتملة؟

بل أن السؤال الأهم هو طبيعة الخطوة القادمة وكيف سيكون الرد على هذه المحاولة الإرهابية .. الجانب الغربي كشف شيئاً من ذلك. فبينما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية أن معاقبة إيران على هذه العملية ستكون من خلال مزيد من الضغط الدبلوماسي وتضييق الخناق على طهران أقتصاديا  وسياسا ، جاءت تصريحات اوباما أكثر حزماً حيث توعد بالسعي لتطبيق أشد العقوبات على إيران وقال إن الولايات المتحدة لن تستبعد أي خيارات بهذا الشأن... الجانب الأوروبي في هذه المعادلة الصعبة أعلن موقفه في هذا الخصوص بقوله «نأمل ألا تصل الامور الى مرحلة تعصف بالمنطقة ازمة جديدة»، لكنه أوضح «أن ايران ستواجه عواقب وخيمة اذا ما ثبت تورطها» دون مزيد من التفاصيل..

على كل حال، نحن الآن أمام خيارات محدودة والقادم سيكون مصيرياً فيما لو تم اتخاذ قرارغربياً قد يكون غير محسوب العواقب.. سبق وأن قلتها وأكررها هنا يجب على الدول العربية والخليجية تحديدا دراسة وتحليل ما أعلن مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية لكي لا نقول "أكلنا يوم أكل الثور الأبيض".. نعم من غير المستغرب على النظام الإيراني الحالي فعل أي شيء لتحقيق مصالح معينة هنا أو هناك بما في ذلك محاولة لأغتيالات شخصيات سياسية خليجية (بالأمس كتبت عن فائدة إيران من أغتيال السفير السعودي في امريكا ولا حاجة لتكرارها هنا).. والأمر ذاته ينطبق على الجانب الأمريكي تماما ولنا في العراق ومبررات غزوه خير دليل... لهذا كله يجب ألا نتساهل تجاه أي مخططات معينة غربية كانت أو شرقية دون أن نكون على قناعة تامة بما نقوم به أو نوافق عليه دون محاباة لأي جانب كائن من كان.. فنحن من سيتحمل عواقب تلك القرارات دون غيرنا.. 

 محمد

ليست هناك تعليقات: