تويتر

السبت، 29 أكتوبر 2011

عمر الخيام بين الزهد والمجون



شؤون إيرانية:

غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بعمر الخيام
، عالم فارسي، ولد في مدينة نيسابور فی ایران عام 1048، وتوفي فيها عام 1124. الخيام الفيلسوف وعالم الرياضيات والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ . إلا إن شهرته كشاعر قد طغت على بقية العلوم. فمن منا لم يسمع بعمر الخيام ورباعياته التي ذاع صيتها في الشرق والغرب خلال القرنين الماضيين. يعود الفضل لهذه الشهرة التي اكتسبها الخيام في العصر الحديث إلى الشاعر والمستشرق البريطاني فتز جيرالد الذي ترجم عدد من رباعيات الخيام الى اللغة الأنجليزية. وقد لاقت شهرة عظيمة في أوروبا بفضل الترجمة الدقيقة للشاعر الإنكليزي في فصاحة ألفاظها وبلاغة معانيها واقترابها من النص الفارسي. وبدورهم قام الشعراء والمترجمون العرب ومنذ بداية القرن العشرين بترجمة تلك الرباعيات إلى العربية إما مباشرة من الفارسية أو عن طريقة لغات أخرى كالانجليزية والتركية والألمانية. وقد جمعت مؤخراً أكثر من سبعين ترجمة عربية لتلك الرباعيات، صيغ بعضها شعرا فصيحا وأخرى باللغة العامية (الشعر الشعبي) كما أن هناك ترجمات نثرية متعددة.

وعلى الرغم من القبول الواسع والانتشار الكبير الذي حضيت به هذه الرباعيات إلا أن هناك صورة مختلفة تماما للشاعر والفيلسوف والرياضي الخيام نجدها في شعره الذي كتبه باللغة العربية. صحيح  أن هذا الشعر العربي قليل جدا (لم يصلنا إلا 33 بيتاً فقط)، إلا أنه كاف جدا لإثارة الشكوك حول ذلك الكم من تلك الرباعيات  الإلحادية الماجنة والحديث عن الخمر والنساء حتى اصبح مألوفا أن ترى حانات ومشروبات كحولية تحمل اسمه. بل الأهم من هذا كله أنه لم يشكك باحث واحد في نسبة هذا الشعر العربي إلى عمر الخيام وهذا عنصر مهم جداً يدعم فكرة من يحاول تبرأة الخيام من تلك الرباعيات
قرأت كثيرا مما كتب عنه سواء في الشرق أو الغرب ولكن لا يمكنني أن أصدق أن الرباعيات الماجنة وشعر الزهد والحكمة كان وليد قريحة واحدة وشخص واحد على الاطلاق..هنا بعض من شعره العربي ولك أن تقارنه بما نقرأه من الرباعيات المتداولة سواء الفارسية منها أو الترجمات العربية...



ويقول الخيام:

إذا رضيــت نفسـي بميسـور بلغـة
يحصلهــا بــالكد كـفي وسـاعدي
أمنــت تصــاريف الحـوادث كلهـا
فكـن يا زماني موعدي أو مواعدي
ولــي فـوق هـام النـيرين منـازل
وفـوق منـاط الفرقدين مصاعدي
متـى مـا دنـت دنيـاك كـانت بعيدة
فواعجبـا مـن ذا القريب المساعد
إذا كــان محــصول الحيـاة منيـة
فســيان حــالا كـل سـاع وقـاعد

وله ايضاً:
 
زجـيت دهـرا طـويلا في التماس أخ
يـرعى ودادي إذا ذو خلـة خانـا
فكــم ألفـت وكـم آخـيت غـير أخ
وكــم تبــدلت بــالإخوان إخوانـا
وقلــت للنفس لمــا عــز مطلبـه
باللــه لا تـألفي مـا عشـت إنسـانا


محمد



ليست هناك تعليقات: