شؤون إيرانية:
تناولت بعض المواقع الإيرانية العلاقة بين إيران وروسيا في ظل التطورات الجديدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط. كان التركيز على أن روسيا بحاجة إلى إيران وأنها أخذت تتقرب من طهران بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة كما شددوا على أهمية التعاون بين إيران وروسيا لضمان استقرار وأمن البلدين. لا أعلم على أي أساس تم بناء هذه الفرضية- أقصد تقرب روسيا من إيران- إلا أنه نقل عن وزير خارجية إيران قوله لأحد المسئولين الروس "أنكم بحاجة لنا أكثر من حاجتنا لكم". على كل حال، هناك توجس كبير من التطورات الأخيرة في تركيا والتشكيلات الجديدة في هيكلة الجيش التركي حيث ترى إيران أن مثل هذه التغييرات التي اتخذها حزب العدالة والتنمية الحاكم تعد خطوة تجاه السماح لامريكا بنصب صواريخها الدفاعية على الأراضي التركية وبالتالي على مقربة من كل من إيران وروسيا على حد سواء.
من الواضح أن إيران تخشى أن تتخلى روسيا عن موقفها وتتخذ جانب الحياد أو اغماض العين عن ما يحدث في المنطقة وخاصة الأوضاع في سوريا لاسيما إذا أخذنا في الأعتبار التصريحات الروسية خلال الأيام القليلة الماضية. فعلى الرغم من أنها تعارض تكرار السيناريو الليبي في سوريا، إلا أنها حثت بشار الأسد على وقف قتل وترويع الشعب السوري. كما أن روسيا قد وافقت على بيان رئاسي لمجلس الأمن يدين السلطات السورية لإستخدامها للعنف. إلى ذلك فقد صرحت وزارة الخارجية الروسية بقولها "أن موسكو قلقة للغاية من معلومات افادت بسقوط عدد من الضحايا في المدن السورية. استخدام العنف ضد المدنيين وضد ممثلي مؤسسات الدولة غير مقبول ويجب ان يتوقف". على الرغم من أن هذا التصريح لا يوضح بجلاء الموقف الروسي كما أنه لم يكشف ما يمكن أن تتخذه روسيا في حالة استمرار الأسد في قمع المتظاهرين، إلا أن البعض قد يراه تغير في الموقف الروسي وربما يكون التحذير الأخير لسوريا في حالة أنها لم تستمع لمطالب الشارع السوري والتوقف عن قتل المدنيين. محاولة التأثير على الموقف الروسي من خلال الملف السوري تأتي كذلك من قبل قوى سياسية و إقتصادية داخلية ترتبط مصالحها بالدول الغربية وعلى مختلف الأصعدة اصبحت.
إقناع امريكا والدول الأوروبية لروسيا بأخذ موقف واضح تجاه النظام السوري، فيما لو نجحوا في لذلك، يعني أن موقف إيران الداعم لبشار الأسد قد يجرها إلى الكثير من المشاكل التي بكل تأكيد لا ترغب فيها. لذلك كله تحاول إيران ربط مصير روسيا بمصيرها فيما لو قامت امريكا أو اسرائيل بعملية عسكرية ضد طهران وبرنامجها النووي وإقناعها بأن امريكا وحلفاءها يبيتون لموسكو الشيء ذاته، لذلك يرى الساسة الإيرانيون أنه من صالح الطرفين الروسي والإيراني اتخاذ موقف موحد تجاه هذه التحديات.
محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق