لماذا اندفع أحمدي نجاد خلال كلمته أمام الوفد الشعبي المصري الذي يزور طهران حالياً؟ اللغة المستخدمة غير معتادة بشكل كبير خاصة من قبل شخص عرف عنه غروره الوطني كأحمدي نجاد؟ ولعل كلمته خلال استقبال الوفد المصري التي ركز فيها على حرصه الكبير على توثيق العلاقات بين مصر وايران وأمنياته بزيارة مصر وقال أنه سيسارع إلى زيارة مصر بمجرد تلقي الدعوة من الجانب المصري أثارت البعض في إيران. فقد قوبلت هذه اللغة بموجه من الأعتراضات من قبل القوميين الإيراني الذين رأوا في كلمة أحمدي نجاد إهانة كبيرة لمكانة إيران ومركزها العالمي. وقد رأوا أن اللهث وراء توثيق العلاقات مع مصر ستكون على حساب الجانب الإيران وأن كلمات أحمدي نجاد توحي بأن المتحدث مواطن مصري وليس إيراني. كذلك رأوا في تساهل إيران في الرد على طرد الدبلوماسي الإيراني من مصر بتهمة جمع معلومات استخباراتية وعدم المعاملة بالمثل من الجانب الإيراني مزيداً من الإهانة للجمهورية الإسلامية في إيران وتاريخها الطويل.
الجدير بالذكر أن اللقاء الذي تم بين الوفد المصري والرئيس نجاد شهد تصريحات توضح موقف نجاد وحرصه الشديد على توطيد العلاقة بين مصر وايران على الرغم من تصريح وزير الخارجية المصري بأن موضوع إعادة العلاقات مع إيران يجب أن يعرض على البرلمان أولاً وأنه لازال من السابق لأوانه مناقشة هذا الموضوع. يقول أحد المشاركين في اللقاء من الجانب المصري شعرنا "أ، أحمدي نجاد مواطن مصري في شوارع طهران". كما أضاف أن نجاد أكد على تقوية المثلث المصري الإيراني التركي في تغيير سياسة المنطقة ولكن بشرط أن يكون هناك تكامل بين أضلاع هذا المثلث.
لذا ما الذي يمكننا فهمه من هذا التصريح هو الشيء الذي يبرر موقف نجاد من إعادة السياسة مع جمهورية مصر العربية ومحاولة لإعادة ترميم العلاقات الخارجية خاصة في ظل تساقط حليفه الوحيد في المنطقة (سوريا) وبالتالي محاولة الأستفادة من الأوضاع التي تمر بها مصر من مرحلة انتقالية بعد ثورة الـ 25 من يناير الماضي.
طرفة: أنهى نجاد كلمته بالجملة العربية التالية "'أنتم في قلوبنا و نحن معكم' "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق