تويتر

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

إيران وإسرائيل وعداوة المصالح



شؤون إيرانية:


هناك دول و منظمات نافذة (تعرف هذه المنظمات بمصطلح دولة داخل دولة ) في العالم مرتبط بقاءها ببقاء دول أو أنظمة أخرى. فعلى سبيل المثال يعتبر بقاء  حزب الله في لبنان مرتبط ببقاء النظام السوري والجمهورية الأسلامية في إيران. 
يوجد دولتان في منطقة الشرق الأوسط يعتبر ضمان استمرار إحداهما والنظام الحاكم في الأخرى مرهون بتواجد كل واحدة منهما. هاتان الدولتنان هما الكيان الأسرائيلي الذي زرع في المنطقة قبل مايرو على ستين عاما والنظام الحاكم في إيران.  هذا لا يعني أننا نضع هاتين الدولتين في ميزان واحد وحاشا أن تكون دولة اسلامية وبغض النظر عن أختلافنا معها سياسياً ومذهبياً متعادلة في الميزان مع الدولة الاسرائيلة التي لا تربطنا بها أي أواصر كانت بل وتقتل وتشرد أخوتنا في فلسطين المحتلة.. أنا هنا أتحدث من منظور سياسي بحت ومن زاوية مفهوم الصراع من أجل البقاء لا أكثر. فالكياني الصهيوني لا يؤرقه إلا التفكير في المستقبل الذي لا يمكن استشرافه بسهولة، وعلى الجانب الآخر نجد أن النظام الحالي في طهران  ما يلبث أن يظهر بتهديد بين الفينة والأخرى لدول الغرب واسرائيل وتكرار توعد الأخيرة بمسحها من على سطح الأرض.. هناك بلا شك تعاون كبير بين إيران واسرائيل وفي مجالات شتى ولكننا لن نتطرق لها لأن هذا المقال يناقش الأمور الظاهرة على السطح وما تروج له الماكينة الإعلامية من الجانبين..
                                                                                      
من هذا المنطلق فإنه لا شك أن بقاء كلا من النظام الحالي في ايران ودولة اسرائيل مرتبطان ببعضهما إلى أبعد الحدود، لذا فعندما تهاجم ايرانُ اسرائيلَ اعلاميا فهي تسعى إلى لفت أنتباه العالم، والعربي تحديداً، بعيدا عن مشروعها في المنطقة العربية وتلعب على وتر العاطفة الذي كثيرا ما يطرب الجمهور العربي المتعطش.. اسرائيل ايضا تتبع الأستراتيجية  نفسها، فهي تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى الوصول إلى ذات الهدف وإن كان على طرريقتها الخاصة.. فهي تريد أن ينشغل العالم الأسلامي والعربي بعدو آخر – قد يكون حقيقياً أو وهمياً- لضمان بقاءها في المنطقة.. وهي تدرك جيدا أنه فيما لو شكل العالم الإسلامي كتلة واحدة واتحدوا بكافة مذاهبهم ومرجعياتهم فإن مستقبلها سيكون حتماً لا شي غير زوال دولتهم . على الجانب الآخر، نجد أن إيران تدعم اسرائيل في تحقيق هدفها بشكل مباشر أو غير مباشر... فهي تجعل شكوك دول المنطقة تجاه خططها من تصدير ثورتها وتشكيل ما يعرف  بالهلال الشيعي في المنطقة العربية... ماذا لو تكف ايران عن تهديد جيرانها وتتدخل في شؤونهم الداخلية؟ ماذا لو لم تثير الصراعات الطائفية في المنطقة؟ ماذا لو تعاونت مع دول العالم للقضاء على الإرهاب ولم تحتضن قيادات القاعدة على أراضيها وتسهل تحركاتهم؟ حينها سيكون أهتمام كافة الدول العربية والأسلامية منصب على تحقيق حلمهم الأكبر وهو إعادة المسجد الأقصى إلى الحضن العربي والأسلامي..الحقيقة تقول أن اسرائيل لا تنوي مهاجمة إيران ولا إيران ترغب في إزالة اسرائيل من خارطة العالم ولو رغبت الأولى في مهاجمة الثانية وتدمير برنامجها النووي لفعلت ذلك بصمت كما فعلت مع برنامج العراق النووي في عام 1981، كما لو أرادت إيران تدمير مفاعل ديمونة لقامت باطلاق صواريخ حزب الله على الموقع المعروف بالنسبة للجميع.


الخلاصة أن ايران لا تستطيع أن تتوغل في الداخل العربي دون مظلة عداوتها لاسرائيل وما وجود حزب الله وخلاياها النائمة في الدول العربية إلا الدليل الأبرز في هذه المعادلة... ولكي ينام الجانب الاسرائيلي هانئاً وآمناً على استمرار وجودة أطول فترة ممكنة فهو لن يكف عن إثارة عداوة دول المنطقة تجاه ايران  وتصوير إيران بأنها عدو العرب الحقيقي في المنطقة.. أما الدول العربية فهي وللأسف الشديد تائهة بين ثلاث حقائق: خلاف داخلي على مسائل تافهة، وعدو اسرائيلي تعلم عداوته وإن غض البعض الطرف عنه لمصالح شخصية بحتة، وجانب إيراني ينطبق عليه المثل الشعبي القائل: "اسمع كلامك أصدقك.. أشوف أفعالك استعجب"..

 محمد

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ايران تهدد الغرب !!!!
متى دولة أسلامية غير سنية توسعت في الغرب أكثر من مناطق أهل السنة