تويتر

السبت، 31 ديسمبر 2011

إيران تنشر سيناريو إغلاق هرمز وخبراء يؤكدون خسارتها عسكريا واقتصاديا


 
شؤون إيرانية:
دخلت المناورات التي تجريها القوات البحرية الإيرانية تحت عنوان "ولاية – 90" في مضيق هرمز مرحلتها الأخيرة. وأعلن ذلك أمس الجمعة الأميرال محمود موسوي الناطق الرسمي عن المناورات. وحسب قوله، سيتدرب البحارة هذا اليوم على استخدام الزوارق السريعة "شهاب" و"البرق" في تدمير أهداف بحرية، وتشاركهم في العملية المروحيات، كما تتم التدريبات على عملية إنزال بحري وإطلاق نار تكتيكي، أما اليوم السبت فمخصص للمرحلة الأساسية للمناورات، حيث سيتم إطلاق صواريخ قصيرة وبعيدة المدى (حتى 2000 كم)، وسوف تطلق هذه الصواريخ كما من الساحل، كذلك من السفن الحربية، وأضاف أنه بالنسبة للغواصات فستطلق الطوربيدات.
وكانت هذه المناورات قد بدأت يوم 24 كانون الأول( ديسمبر) الحالي، وشملت منطقة واسعة جدا من مضيق هرمز حتى الشمال الغربي من المحيط الهندي وخليج عدن.
 
وتسببت هذه المناورات في ازدياد حدة التوتر في المنطقة بسبب الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز، حيث يربط وهو ممر مائي رئيس تمر عبره 40 % من إمدادات النفط المنقول بحرياً.
وقبل أيام أعلن محمد رضا رحيمي، نائب الرئيس الإيراني، أنه إذا منع الغرب تصدير النفط الايراني فإن ايران ستغلق مضيق هرمز "ولن تسمح بعبور حتى نقطة نفط واحدة". 
 
ومن جانبه رد ممثل الأسطول الخامس الأميركي المرابط في البحرين بأنهم لن يسمحوا بتوقف عبور السفن "لأهميته الحياتية للمنطقة والعالم". كما نشر موقع إيراني قريب من الاستخبارات سيناريو إغلاق المضيق وصوراً عن الأسلحة والمعدات العسكرية التي ستستخدمها إيران في إغلاق المضيق، وهي تركز على أسطول من الزوارق سريعة السير كانت استخدمت بفاعلية أثناء الحرب مع العراق والتي استمرت ثماني سنوات. يرى عدد من الخبراء ان إيران يمكن بسهولة ان تنفذ تهديدها باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي غير ان مثل هذا القرار سيعرضها لرد فعل عسكري شديد من جانب الولايات المتحدة وسيزيد من عزلتها.
وفي وقت تهدد طهران باغلاق المضيق الذي يعبر منه حوالي 40 % من النفط المنقول بحرا في العالم في حال فرض عقوبات دولية جديدة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، يتفق الخبراء على القول ان في وسع إيران في الواقع ان تتخذ اجراءات اقل شدة.
 
ويمكن لطهران التي تملك ترسانة تقدر بألفي لغم، ان تزرع المئات منها في المضيق الذي لا يزيد عرضه عن خمسين كلم وعمقه عن 60 مترا، قبل ان يتم التنبه الى تحركها. وهذا سيكفي لاغلاق المضيق فعليا او على الاقل اعاقة حركة الملاحة فيه بشكل كبير.
غير ان مثل هذا التحرك سيشكل عملا حربيا واضحا قد يعرض ايران لرد فعل عسكري قوي من الولايات المتحدة، برأي انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
واوضح كوردسمان انه في مثل هذا السيناريو فان "جميع دول الخليج ستدعم تدخلا خارجيا".
واعتبر ان ايران ستخسر الكثير على صعيد القوة العسكرية والاقتصادية في حال قيام مواجهة مباشرة، مشيرا الى انها لا تملك قوات بحرية او جوية "حديثة".
 
وفي حال اضطرت الولايات المتحدة في مثل هذه الحالة الى "تنظيف" المضيق من الالغام، فسوف تقوم بذلك تحت نيران الصواريخ الإيرانية وفي مواجهة اسطول من الزوارق الحربية الصغيرة. وان كان البعض يعتبر ان عملية التنظيف هذه يمكن انجازها خلال بضعة ايام، فان البعض الاخر يبدي رأيا اقل تفاؤلا.
فقد خلصت دراسة نشرت عام 2008 في مجلة جامعة هارفرد الى ان "الامر قد يستغرق عدة اسابيع ان لم يكن اشهر، لاعادة حركة الملاحة التجارية على ما كانت، والمزيد من الوقت لاقناع الاسواق النفطية بان الوضع استقر".
لكن بما ان ايران تعتمد هي ايضا على المضيق لتصدير نفطها، فان العديد من الخبراء والمسؤولين الاميركيين يرجحون ان تفضل ايران تحركا اقل وطأة.
 
وقال علي رضا نادر الخبير الإيراني في مركز راند الاميركي للدراسات ان طهران قد تعمد على سبيل المثال الى اعتراض السفن التجارية التي تعبر الخليج وتنظم عمليات تفتيش على متنها.
كما قلل ضابط اميركي طلب عدم كشف اسمه من خطورة التهديدات الايرانية معتبرا انها "كلامية بشكل اساسي" واضاف "اولويتنا هي حرية الملاحة وسنقوم بكل ما نراه ضروريا لضمان بقاء هذا الممر مفتوحا".
لكنه اوضح ان مثل هذه العملية العسكرية الأميركية ستبقى محصورة باهداف على علاقة مباشرة بالتحركات الإيرانية في جوار المضيق.
 
وراى نادر ان ايران تامل من خلال التلويح باغلاق مضيق هرمز، في ردع بعض الدول عن منح تاييدها لفرض عقوبات جديدة على ارتباط ببرنامجها النووي المثير للجدل.
ويضيف "لكن المشكلة ان التوتر شديد الى حد ان هناك احتمال كبير بحصول سوء فهم من الجانبين حتى لو كانت إيران تخادع".
وختم "ان طهران تلوح بهذا التهديد كوسيلة رادعة، لكن ان ذهبت الامور بعيدا، فقد يجد البلد نفسه منجرا الى حرب".

المصدر: أخبار البلد

ليست هناك تعليقات: