تويتر

الثلاثاء، 15 مايو 2012

رسالة نصية قصيرة تتسبب في أزمة سياسية في إيران

لحظة وصول احمدي نجاد لجزيرة أبو موسى


شؤون إيرانية:



فجرت رسالة نصية قصيرة أزمة سياسية داخل الأروقة السياسية في طهران.  هذه الرسالة تلقاها وفد أعلامي إيراني كان في زيارة إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية التي تحتلها إيرانية. فما أن هبطت الطائرة التي تقلهم في مطار جزيرة أبو موسى  ظهر يوم الأربعاء الموافق 9 مايو 2012، حتى تلقوا رسالة من شركة إيرانسل للهواتف المحمولة  كان نصها كالتالي: "ايرانسل تتمنى لكم إقامة سعيدة وآمنة في دولة الإمارات العربية المتحدة". كانت هذه الجملة كفيلة بتحريك وزارة الخارجية الإيرانية ممثلة في لجنة الأمن القومي حيث وصف حسين ابراهيمي ما اقدمت عليه شركة الاتصالات الإيرانية بالعمل المخالف لكافة معايير الاستراتيجية الإيرانية،  وقد أمر بفتح تحقيق عاجل في الموضوع مبيناً بأن الاجهزة الأمنية والقضائية عليها التحقيق في القضية بشكل جدي وبأسرع وقت ممكن.  واستطرد ابراهيمي قائلا: إذا تبين أن إدارة شركة إيرانسل على علم ودراية بإرسال هذه الرسالة النصية القصية فإن ذلك يعد عمل قبيح ومستهجن ويندرج ضمن الجرائم التي يجب إحالتها إلى المحكمة والسلطات الاقضائية في البلاد.

 من جانبه سارع  مدير العلاقات العامة بشركة ايرانسل آرش كرم بيجي باحتواء الموقف ومعالجة القضية قبل أن تتحول إلى قضية قد تؤثر على سمعة الشركة في الداخل الإيراني. فقد صرح  كرم بيجي  لصحيفة لشرق الإيرانية بأن الشركة لديها اتفاقية مع مزود الخدمة بدولة الامارات، شركة "اتصالات" الإماراتية  بحيث تقوم "اتصالات" بتغطية  بعض المناطق التي تعد خارج نطاقها المحدد وبالتالي فإنه عندما يصل شخص ما إلى الجزيرة فإنه  قد يتلقى مثل هذه هذه الرسائل النصية القصيرة التي ترحب به في دولة الامارات.

 هذا التبرير الباهت وغير المنطقي لم يحظ بقبول داخل أروقة البرلمان الإيراني حيث قال ممثل الأحواز في البرلمان الإيراني، سيد شريف حسيني، في الجلسة العلنية للبرلمان هذا اليوم السبت أن شركة ايرانسل تعتبر جزيرة أبو موسى جزء من الأراضي الإماراتية وأن الشركة تربح عشرات المليارات ولكنها لا تكترث بالشأن القومي والوطني. وقدعلق رئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني على حديث حسيني حيث أكد بأن الموضوع يجب أن يتم التحقيق فيه بشكل جدي وعلينا متابعة المسألة إلى نهايتها. 


الجدير بالذكر أن إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية ( أبو موسى  وطنب الصغرى والكبرى) منذ انسحاب المستعمر البريطاني من المنطقة في عام 1971م، ورغم ادعاءات إيران المتكررة بملكيتها للجزر إلا أن  الجانب الإمارتي يؤكد على أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الاماراتية. والواقع يقول أن هناك دلائل عديدة تثبت ارتباطها بدولة الامارات العربية المتحدة، فطبيعة سكان جزيرة أبو موسى (وهي الجزيرة الوحيدة المأهولة من بين الجزر الثلاث) ونمطهم المعيشي والحياتي لا يمكن على الاطلاق ربطه بأي مدينة إيرانية وقد ظهر ذلك جلياً خلال الزيارة المستفزة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى الجزيرة الشهر الماضي . فقد  اظهرت الصور التي تم التقاطها خلال الزيارة طريقة زي سكان الجزيرة من الرجال والنساء وهي صورة كربونية للباس التقليدي في دولة الامارات العربية المتحدة. إضافة إلى ذلك فإن أهالي الجزيرة يتحدثون اللغة العربية ولا يربطهم أي صلة بايران بل أن معظم أهالي الجزيرة الأصليين لديهم أبناء عمومة بدول الخليج العربية وغالبيتهم  ينتمون الى القبائل العربية في الساحل الغربي للخليج العربي، كما أن معظم سكان الجزيرة يقوموا بالتزود بكل ما يحتاجون من مواد غذائية واستهلاكية من المدن الاماراتية المجاورة. الواقع والمنطق يقول  أن تاريخ الجزيرة وطبيعتها وارتباطها الجغرافي والثقافي بإمارة الشارقة ينفي أي مزاعم إيرانية تقول بملكية الجزيرة وارتباطها بإيران.


الجدير بالذكر أن السلطات الإيرانية تمارس ضغوطا كبيرة على سكان الجزيرة من مواطني دولة الامارات العربية المتحدة حيث تمنعهم من بناء أي وحدات سكنية جديدة كما يجب على من يرغب في ترميم المنازل القائمة بالحصول على تصريح من السلطات الإيرانية في الجزيرة.  والأخطر من ذلك هو أن هناك  محاولات تقومها بطهران لفرسنة الجزيرة ومسح أي صبغة عربية بها، من خلال إجبار الكثيرين من الأهالي بقبول الجنسية الايرانية كشرط للبقاء أو السعي إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في الجزيرة. فقد نشرت  وسائل الأعلام الإيراني مؤخرا مقترحات تحث فيها الحكومة على تهجير بعض العائلات الإيرانية من العمق الإيراني (من أصول فارسية) إلى جزيرة أبو موسى واطلاق مسميات فارسية على المؤسسات والهيئات الموجودة على أرض الجزيرة أو تلك التي تنوي انشاءها خاصة وأن هناك مخطط إيراني لتحويل الجزيرة إلى منطقة سياحية يسير إليها الوفود السياحية من داخل إيران وخارجها. وقد أعلنت شركة سياحة إيرانية تدعى "بارس" بعزمها على تسيير رحلات سياحية إلى جزيرة أبو موسى تنطلق بشكل يومي من الساحل الشرقي للخليج العربي. 

ختاما نقول بغض النظر عن الأسباب التي تقف خلف إرسال تلك الرسالة النصية القصيرة من قبل شركة ايرانسل للاتصالات إلا أنها لم تأت إلا مؤكدة لحقيقة مفادها أن جزيرة أبو موسى هي أرض إماراتية وعلى الجانب الإيراني أن يعيدها إلى الحضن العربي الإماراتي لكي يصل إليها الإزدهار الذي تنعم به بقية الأراضي الإماراتية والشعب الإماراتي الأمر الذي يحول دونه في الوقت الراهن الأحتلال الإيراني لهذه الجزيرة وأخواتها. 

محمد

ليست هناك تعليقات: