تويتر

الاثنين، 18 أغسطس 2014

محور الممانعة يحرر القدس



الكاتب: محمد السلمي
المصدر: خاص بمدونة شؤون إيرانية


 
لظروف السفر، لم أتابع الأخبار ليوم ونصف تقريباً، اتصال هاتفي من رقم مجهول، بعد رفع سماعة الهاتف، انطلق الشخص المقابل في السرد سريعاً، باءت كل محاولتي، بمقاطعته للتعرف على هويته ومن أين جاء برقم هاتفي، بالفشل!، استمر دون الإلتفات إلى ما أحاول قوله، كـ "جلمود صخر حطه السيل من علِ"! كلمات غير مفهومة، سوى بعض فواصل  التكبير والتحميد وبعض الكلمات البذيئة التي يبدو أنها موجهة لي شخصياً . طلبت من المتحدث أخذ نفساً عميقاً والحديث ببطء لعلي استوعب ما يريد قوله.

استجاب المتصل لرغبتي وقال سوف أعيد على مسامعك الخبر.. إنتابني في هذه اللحظات مشاعر ممزوجة بالخوف والرجاء معاً.. استطرد مكملاً حديثه، صدرت قبل أيام، وبشكل سريّ، فتوى المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله السيد علي خامنئي "مدّ الله ظله الشريف"، بإعلان الجهاد وحث قوات الجيش والحرس الثوري فأفرعها وقوات التعبئة (البسيج) بالتوجه إلى سوريا ولبنان في آن واحد وتم نقل بعض المعدات العسكرية  سراً إلى  تلك الدولتين إضافة إلى فتح مستودعات أسلحة كانت قد تم بناءها وتعبئتها بالأسلحة المتنوعة على مدى الثلاثة عقود الماضية استعداداً لساعة الصفر هذه. وقبل أن يكمل، يبدو أنه ارتشف رشفة من الماء، ليعود لسرد الحدث متسائلاً: هل تعلم ما الهدف من ذلك كله؟ وقبل أنا أحاول الإجابة، أكمل والفرحة تكاد أن تخرج من سماعة الهاتف: ولي الفقيه، أطال الله بقاءه، قرر تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة من دنس الصهاينة الغاصبين بعد أن تقاعس العرب عن استرجاع القدس المحتلة وبقية المدن والقرى الفلسطينية وسوف تكون الإنطلاقة بإتجاه هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية. من جانب آخر، أعلن الرئيس البطل بشار الأسد انسحاب الجيش العربي السوري من كافة المدن والقرى التي يواجه فيها المجموعات الإرهابية والمارقة مثل الجيش السوري الحر، وأضاف: أعلم أنك سوف تسألني عن المجاهد المغوار وحفيد رسول الله، السيد حسن نصر الله، موت بغيظك أيها الحاقد على محور المقاومة والممانعة، لقد سار هذا البطل على خطى قائد الأمة الإسلامية وولي الفقيه وأعلن النفير العام واستدعى جميع أعضاء حزب الله الرسميين والمتعاونيين المتواجدين على الأراضي اللبنانية أو أولئك الذين يقاتلون الإرهابيين في سوريا، وتم تأسيس غرفة عمليات مشتركة بقيادة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز ابادي. وتم تعيين  قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني قائداً للقوات القادمة من الأراضي السورية ويساعده  وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، ويتقدم هذه القوات الحرس الثوري  الإيراني البطل ومن خلفه الجيش العربي السوري وفيلقي بدر أبو الفضل العباس العراقيين، أما فيما يتعلق بالقوات القادمة من الأراضي اللبنانية فتتكون من الجيش الإيراني وحزب الله اللبناني تحت قيادة كلاً من قائد قوات التعبئة (البسيج) الإيرانية اللواء محمد رضا نقدي  وتعيين السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، مساعداً ثانٍ للقيادة لما يتمتع به من خبرة طويلة في هذا الميدان. وأضاف: سيكون هناك غطاءاً جوياً يتكون من القوات الجوية الإيرانية التابعة للجيش النظامي وكذلك التابعة للحرس الثوري وتساندها القوات الجوية السورية أيضاً. وعلى الجانب البحري فهناك بعض قطعات البحرية الإيرانية والسورية ويقال بعض البوارج الروسية متمركزة بالقرب من ميناء طرطوس على  البحر الأبيض المتوسط ومؤكل إليها بعض المهام التي لم يكشف عنها بعد.

ثم توقف لبرهة من الزمن قبل أن يكمل: سوف تتوغل هذه القوات سريعاً في الداخل الاسرائيلي ويقال أن هذه الخطوة قد سبقها خطوات تحضيرية تمثلت في زرع خلايا مسلحة في تل أبيب و حيفا ويافا والقدس الشرقية وقد وصلت إليها الأوامر بالتحرك والسيطرة على وزارات ومواقع حيوية اسرائيلية تزامناً مع الهجوم البري.

وقبل أن أسأل عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من ذلك، قال الشخص المتصل وكأنه يقرأ أفكاري: لقد ضاق الأمريكيون بسياسة الحكومة الإسرائيلية ذرعاً خاصة بعد الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة، فأعلنوا الوقوف على الحياد وإن كان من المتوقع أن يتراجعوا عن هذا الموقف إلا أنه من المؤكد أنهم لن يتدخلوا عسكرياً إلى جانب أي طرف في هذه الحرب خشية أن تتحول إلى حرب استنزاف على غرار الحرب في فيتنام وربما خوفاً من الجيش الإيراني والقوى المساندة له... يا إلهي ما هذه التطورات، قلت مقاطعاً، أخبرني عن موقف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، هل ستنضم إلى الجبهة السورية أو اللبنانية؟ رد الصوت القادم من سماعة الهاتف: قام خليفة المسلمين وإمامها، الشيخ أبو بكر البغدادي، حفظه الله ورعاه، استدعاء كافة أعضاء التنظيم في العراق وسوريا وقد تصالح بشكل مفاجئ مع قائد جبهة النصرة، أبي محمد الجولاني. وبعد التشاور توصلا معاً إلى تجنب القتال تحت راية قائد شيعي فقررا التوجه نحو المملكة الأردنية الهاشمية ليتم تحريرها، ويبدو أن الأمر جاهز على الأراضي الأردنيةـ ومن ثم يتم فتح جبهة ثالثة ضد العدو الإسرائيلي.

ثم وجه حديثه إليّ معاتباً تارة ومهاجماً تارة أخرى:  هل أدركت يا هذا خطأك؟ هل علمت أن مزاعمك بأن إيران لن تهاجم اسرائيل قد تبخرت ولن يصدقك أحداً بعد اليوم؟ هل تملك الشجاعة بالتراجع عن ذلك ولو من خلال تغريدة على تويتر؟ قلت مدافعاً: نعم أملك هذه الشجاعة وسوف أغرد بذلك الآن واعتذر عن كل ما بدر مني واعترف بخطأي الجسيم. وبالفعل مددت يدي إلى  الجهاز اللوحي (الآيباد) الذي كان على منضدة  إلى جواري، ولم استيقظ إلا وقد سقطت من فوق سريري وسمعت حينها مآذان الحي تصدح بالأذان معلنة دخول وقت صلاة المغرب!   


 

ليست هناك تعليقات: