شؤون إيرانية
على الرغم من
اللغة المتشنجة والمتوترة المسيطرة على الإعلام العربي والإيراني خلال فترة ليست
بالقصيرة إلا ذلك لا يمنع طرح الخيار
الآخر أيضا. لغة التصعيد ومهاجمة الدول العربية والخليجية تحديدا كانت ولاتزال
النغمة السائدة على الإعلام الإيراني المقروء منه والمسموع هي. لم تتوقف وسائل
الأعلام عن مهاجمة قيادات الخليج ومحاولة إثارة الخلافات والعزف على الوتر الطائفي
وبصور مختلفة.
ربما طرح مثل
هذه السياسات وفي ظل المناخ الحالي السائد في المنطقة
فيه شيء من السباحة ضد التيار ولكن يجب أن نعلم يقيناً لا خيار لإيران والدول العربية، حتى لو لم تكن لديهم
الرغبة الحقيقة في ذلك في الوقت الراهن ، سوى التعايش فالأفضل
أن يكون هذا التعايش جنباً إلى جنب مع التعاون وخلق الفرص
المتبادلة من أجل ارتقاء المصالح المشتركة بين الطرفين لا الصراع الذي
نعيشه واقعاً ملموساً. فالواقع يقول أن الجوار الجغرافي يحتم
على الجانبين العربي والإيراني خيار التعاون والتفاهم والتخلص من اللغة المتشنجة خاصة من الجانب الإيراني. ولكن
السؤال الأهم الذي يقفز تلقائيا الى المقدمة يتمثل في كيفية تحقق هذا التعايش
القائم على الاحترام المتبادل بعيدا عن التدخل في شؤون الجانب الآخر.
لن تواجه إيران
صعوبة كبيرة في التزام الدول العربية بحسن الجوار والالتزام بالمبادئ الأساسية لأي
محاولات لطمر الهوة بينها وبين الجانب الإيراني، إلا أن الجانب العربي والخليجي
تحديدا ولأسباب عديدة يبقى متوجسا من أي انفتاح على إيران ما لم تعترف إيران وبكل
شجاعة بأخطاء الماضي والتعهد على فتح صفحة جديدة مع دول الخليج أساسها احترام
استقلالية أراضي هذه الدول والتخلص من التعنت في حل القضايا العالقة وعلى رأسها
قضية الجرز الاماراتية الثلاث والتوقف تماما عن الحديث عن البحرين.
في هذا الاتجاه قمت مؤخرا بطرح سؤالا في موقع التواصل الاجتماعي
"تويتر" حول التعايش بين الدول العربية و إيران وطلبت من المتابعين طرح
وجهات نظرهم حول الموضوع ومدى موافقتهم أو معارضتهم للعلاقات مع إيران والتعايش
معها. كان التفاعل كبير جدا فالبعض رد بشكل مباشر على التغريدة التي اطلقتها
وآخرون عبروا عن وجهات نظرهم من خلال الوسم (الهاشتاق) الذي انشاءته لهذا الغرض.
كانت الردود، في معظمها، جميلة وموضوعية وإن كان البعض قد خرج عن نقطة النقاش أو
ركز على الخلاف الطائفي دون تقديم أي حلول حقيقية.
قمت
بجمع هذه التغريدات وأخذت أفكر في كيفية تقديمها لمن لم يتابع الوسم
(#التعايش_مع_إيران) أو الردود على تغريدتي، فكان أفضل نتيجة وصلت إليها هو تقديم
تلك الأفكار والروئ كما هي، مع محاولة تفادي التكرار قدر الإمكان. الهدف من نشر
هذه التغريدات يمكن في محاولة إبراز ردود أفعال شريحة لا بأس بها من المغردين العرب تجاه هذا
الموضوع، وبعبارة أخرى يمكن وصف ذلك باستطلاع محدود للرأي العربي عبر تويتر. هنا
بعض التغريدات مذيلة بوجهة نظري الشخصية في هذا الموضوع كما وعدت في تغريدتي أن
أدلي بدلوي لاحقا:
·
اعتقد أن شروط التعايش لا يمكن تطبيقها مع إيران لأن المشكلة تكمن في
النية وهذا من الصعب الجزم بصدقها
·
أن تلغى الطائفية من الجانبين الإيراني والعربي وتتحد دول مجلس
التعاون وتكون قوة عسكرية بعد ذلك يكون لها احترامها
·
احترام الهوية القومية للكل، عدم التدخل إيران في شؤوننا وألا تكون
العلاقات الغربية الإيرانية على حساب دول المنطقة العربية
·
الند للند وغير ذلك لا يمكن التعايش
·
لا يمكن التعايش معهم حتى تستوي كفتي الميزان، حين نكون مؤثرين في
الداخل الإيراني ولنا قوتنا العسكرية الرادعة، هنا نتعايش
·
تخلي الإيرانيون عن النظرة الدونية للعرب
·
تأسيس مصالح مشتركة تراعي التوازن في المواقف، تتخلى إيران عن
الدبلوماسية العقدية
·
التخلي عن مشروعها التوسعي الشرط رقم واحد
·
لا يمكن نتعايش مع من نختلف معه في العقيدة، مسمى الخليج العربي يسبب
حساسية كبيرة (لدى الإيرانيين) فما بالك التعايش مع حقد دفين على العرب
·
لا أتوقع التعايش بين الجانبين لأن هناك نزعة شعوبية قوية
·
لا شك أن لإيران مشروعا في المنطقة والحل أن يكون لنا كعرب مشروع مضاد
·
التخلي عن اطماعها التوسعية وإذكاء الفتن داخل الدول العربية ومنح
الأحوازيين حقوقهم ومع ذلك فهم لن يقبلوا بشئ
·
الحوار في أوجه التعاون الآنية.. في سبيل خلق أرضية لحل المواضيع ذات
الاختلاف
·
لا أمل في التعايش السلمي مع إيران مالم يتوقف طموح إيران الديموغرافي
ونتوقف جميعا عن المهاترات الطائفية ونحقق التوازن العسكري
·
بناء الثقة والكف عن التشكيك في النوايا واعتبار الطرفين بعضهم البعض
كأصدقاء وشركاء وليس كخصوم وأعداء فما يجمعهم أكثر مما يفرقهم
·
الشروط من الجانب العربي إعادة الجزر الإماراتية وعدم التدخل وإذكاء
الفتن في الدول العربية واثبات حسن النوايا واحترام شعوب وحكام الخليج
·
إيران إذا أرادت التعايش مع العرب بسلام عليها كف تدخلاتها بشؤوننا
بخطوات إيجابية ملموسة وليس بتصريحات إعلامية زائفة
·
التوقف عن تهميش السنة في إيران وتقديم المشاريع التعليمية والصحة
وتوفير حياة كريمة لهم كما نعمل مع الأقلية الشيعية في بلداننا
·
إيران جار لم نختاره. وأرى تكثيف اللقاءات و الحوار المعمق والجاد
المبني على المصلحة الوطنية الصرفة مع القوة ومد ونشر ثقافتنا في الشارع الإيراني
والوصول إلى المواطن هناك باللغة الفارسية بشكل مكثف ومركز، تقوية وحماية الجبهة
الداخلية واللحمة الوطنية لدينا، العودة الجادة للانتشار في عواصم العالم الإسلامي
وعدم ترك أي فراغ لإيران أو مساحة يمكن أن تستغلها، إنشاء مراكز أبحاث وفكر
استراتيجي متخصصة في الشأن الإيراني
وأخيرا بحث فرص التعاون النووي السلمي والتنسيق في مجال النفط والغاز وهذا
بحد ذاته سيولد مصالح مشتركة ملموسة وفاعلة (سلسلة من التغريدات من شخص واحد)
·
بناء استراتيجية دفاعية إن لم تكن توسعية وإنشاء مراكز أبحاث مخصصة
بالشأن الإيراني بكل نواحيه العسكرية والعرقية والدينية
·
طالما هناك حقد تاريخي على العرب لا يمكن الوثوق بإيران كدولة مسالمة
·
عندما تتخلى إيران عن نهجها في تصدير الثورة وتبدئ الرغبة الحقيقية
بالسلام حتما سنتعايش معها، فالروابط التي تجمعنا عميقة.
·
نتعايش مع إيران بأن يتفهم ويقبل كل طرف عادات وطقوس الطرف الآخر وإن
تبادلوا المصالح باتفاقيات عادلة وقنعة ومفيدة
وجهة نظري الشخصية:
نستطيع
التعايش مع إيران كما تعايشنا معها قبل ثورة 1979م، فإيران دولة جارة تجمعنا بها
روابط تاريخية ضاربة في عبق التاريخ والأهم من ذلك أننا لا نستطيع استبدالها بجار
أفضل. استعادة الثقة بين الجانبين وبناءها بكل شفافية ووضوح وتخلي إيران عن غرور
الشخصية الفارسية وإعادة تقييم الأوضاع بكل عقلانية وبعيدا كل البعد عن الأنا
والنزعة القومية الجامحة يساعد كثيرا في ترميم العلاقة بين الجانبين مع ضرورة حل
الملفات العالقة والمتراكمة من خلال الدخول في مفاوضات صادقة بعيدة كل البعد عن
التصريحات الإعلامية الفضفاضة و التقية السياسية المعتادة. الأمر في غاية الصعوبة
والتعقيد ولكنه ليس مستحيلاً.
همسة:
شكرا لكل من شارك وأبدى وجهة نظره في هذا الموضوع ومعذرة لمن شارك ولم يتم إدراج
مشاركته هنا، مع العلم بأن التغريدات المنقولة أعلاه تمثل وجهة نظر أصحابها فقط ...