تويتر

الثلاثاء، 15 مايو 2012

رسالة نصية قصيرة تتسبب في أزمة سياسية في إيران

لحظة وصول احمدي نجاد لجزيرة أبو موسى


شؤون إيرانية:



فجرت رسالة نصية قصيرة أزمة سياسية داخل الأروقة السياسية في طهران.  هذه الرسالة تلقاها وفد أعلامي إيراني كان في زيارة إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية التي تحتلها إيرانية. فما أن هبطت الطائرة التي تقلهم في مطار جزيرة أبو موسى  ظهر يوم الأربعاء الموافق 9 مايو 2012، حتى تلقوا رسالة من شركة إيرانسل للهواتف المحمولة  كان نصها كالتالي: "ايرانسل تتمنى لكم إقامة سعيدة وآمنة في دولة الإمارات العربية المتحدة". كانت هذه الجملة كفيلة بتحريك وزارة الخارجية الإيرانية ممثلة في لجنة الأمن القومي حيث وصف حسين ابراهيمي ما اقدمت عليه شركة الاتصالات الإيرانية بالعمل المخالف لكافة معايير الاستراتيجية الإيرانية،  وقد أمر بفتح تحقيق عاجل في الموضوع مبيناً بأن الاجهزة الأمنية والقضائية عليها التحقيق في القضية بشكل جدي وبأسرع وقت ممكن.  واستطرد ابراهيمي قائلا: إذا تبين أن إدارة شركة إيرانسل على علم ودراية بإرسال هذه الرسالة النصية القصية فإن ذلك يعد عمل قبيح ومستهجن ويندرج ضمن الجرائم التي يجب إحالتها إلى المحكمة والسلطات الاقضائية في البلاد.

 من جانبه سارع  مدير العلاقات العامة بشركة ايرانسل آرش كرم بيجي باحتواء الموقف ومعالجة القضية قبل أن تتحول إلى قضية قد تؤثر على سمعة الشركة في الداخل الإيراني. فقد صرح  كرم بيجي  لصحيفة لشرق الإيرانية بأن الشركة لديها اتفاقية مع مزود الخدمة بدولة الامارات، شركة "اتصالات" الإماراتية  بحيث تقوم "اتصالات" بتغطية  بعض المناطق التي تعد خارج نطاقها المحدد وبالتالي فإنه عندما يصل شخص ما إلى الجزيرة فإنه  قد يتلقى مثل هذه هذه الرسائل النصية القصيرة التي ترحب به في دولة الامارات.

 هذا التبرير الباهت وغير المنطقي لم يحظ بقبول داخل أروقة البرلمان الإيراني حيث قال ممثل الأحواز في البرلمان الإيراني، سيد شريف حسيني، في الجلسة العلنية للبرلمان هذا اليوم السبت أن شركة ايرانسل تعتبر جزيرة أبو موسى جزء من الأراضي الإماراتية وأن الشركة تربح عشرات المليارات ولكنها لا تكترث بالشأن القومي والوطني. وقدعلق رئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني على حديث حسيني حيث أكد بأن الموضوع يجب أن يتم التحقيق فيه بشكل جدي وعلينا متابعة المسألة إلى نهايتها. 


الجدير بالذكر أن إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية ( أبو موسى  وطنب الصغرى والكبرى) منذ انسحاب المستعمر البريطاني من المنطقة في عام 1971م، ورغم ادعاءات إيران المتكررة بملكيتها للجزر إلا أن  الجانب الإمارتي يؤكد على أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الاماراتية. والواقع يقول أن هناك دلائل عديدة تثبت ارتباطها بدولة الامارات العربية المتحدة، فطبيعة سكان جزيرة أبو موسى (وهي الجزيرة الوحيدة المأهولة من بين الجزر الثلاث) ونمطهم المعيشي والحياتي لا يمكن على الاطلاق ربطه بأي مدينة إيرانية وقد ظهر ذلك جلياً خلال الزيارة المستفزة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى الجزيرة الشهر الماضي . فقد  اظهرت الصور التي تم التقاطها خلال الزيارة طريقة زي سكان الجزيرة من الرجال والنساء وهي صورة كربونية للباس التقليدي في دولة الامارات العربية المتحدة. إضافة إلى ذلك فإن أهالي الجزيرة يتحدثون اللغة العربية ولا يربطهم أي صلة بايران بل أن معظم أهالي الجزيرة الأصليين لديهم أبناء عمومة بدول الخليج العربية وغالبيتهم  ينتمون الى القبائل العربية في الساحل الغربي للخليج العربي، كما أن معظم سكان الجزيرة يقوموا بالتزود بكل ما يحتاجون من مواد غذائية واستهلاكية من المدن الاماراتية المجاورة. الواقع والمنطق يقول  أن تاريخ الجزيرة وطبيعتها وارتباطها الجغرافي والثقافي بإمارة الشارقة ينفي أي مزاعم إيرانية تقول بملكية الجزيرة وارتباطها بإيران.


الجدير بالذكر أن السلطات الإيرانية تمارس ضغوطا كبيرة على سكان الجزيرة من مواطني دولة الامارات العربية المتحدة حيث تمنعهم من بناء أي وحدات سكنية جديدة كما يجب على من يرغب في ترميم المنازل القائمة بالحصول على تصريح من السلطات الإيرانية في الجزيرة.  والأخطر من ذلك هو أن هناك  محاولات تقومها بطهران لفرسنة الجزيرة ومسح أي صبغة عربية بها، من خلال إجبار الكثيرين من الأهالي بقبول الجنسية الايرانية كشرط للبقاء أو السعي إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في الجزيرة. فقد نشرت  وسائل الأعلام الإيراني مؤخرا مقترحات تحث فيها الحكومة على تهجير بعض العائلات الإيرانية من العمق الإيراني (من أصول فارسية) إلى جزيرة أبو موسى واطلاق مسميات فارسية على المؤسسات والهيئات الموجودة على أرض الجزيرة أو تلك التي تنوي انشاءها خاصة وأن هناك مخطط إيراني لتحويل الجزيرة إلى منطقة سياحية يسير إليها الوفود السياحية من داخل إيران وخارجها. وقد أعلنت شركة سياحة إيرانية تدعى "بارس" بعزمها على تسيير رحلات سياحية إلى جزيرة أبو موسى تنطلق بشكل يومي من الساحل الشرقي للخليج العربي. 

ختاما نقول بغض النظر عن الأسباب التي تقف خلف إرسال تلك الرسالة النصية القصيرة من قبل شركة ايرانسل للاتصالات إلا أنها لم تأت إلا مؤكدة لحقيقة مفادها أن جزيرة أبو موسى هي أرض إماراتية وعلى الجانب الإيراني أن يعيدها إلى الحضن العربي الإماراتي لكي يصل إليها الإزدهار الذي تنعم به بقية الأراضي الإماراتية والشعب الإماراتي الأمر الذي يحول دونه في الوقت الراهن الأحتلال الإيراني لهذه الجزيرة وأخواتها. 

محمد

الاثنين، 14 مايو 2012

الاتحاد الخليجي وتخلي إيران عن التقية السياسية





شؤون إيرانية:



بقلم: محمد السلمي

مع الحديث عن مشروع اتحاد خليجي لم تكتمل معالمه بعد وفي خضم الحديث عن خطوة أولية لتحقيق هذا الاتحاد تتمثل في الإعلان عن اتحاد سعودي – بحريني، تعالت أصوات متشنجة من الضفة الشرقية للخليج العربي تندد بمثل هذه الخطوة التي لازلت في بداياتها ولم تتجاوز وسائل الأعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. لكن الأهم من هذا كله وبغض النظر عن تحقق هذا الاتحاد من عدمه – على الأقل في الوقت الراهن – فإن طرح هذا الموضوع للنقاش قد أزال اللثام عن كثير من النوايا الإيرانية وأطماع طهران في دول الخليج العربي ومملكة البحرين تحديداً. الماكينة الإعلامية الإيرانية سخرت كل طاقاتها هذين اليومين للتركيز على موضوع الاتحاد السعودي – البحريني، كما أن التصريحات الرسمية وشبه الرسمية تصب في محور قديم متجدد ألا وهو استقلال مملكة البحرين الشقيقة. إيران أخذت تتحدث عن مشروع سعودي يهدف إلى ابتلاع البحرين وضمها إلى منطقتها الشرقية دون الرجوع إلى الشعب البحريني، هذا من جانب ومن الجانب الآخر، أخذت الأصوات ذاتها تعزف على اسطوانة مشروخة تسمي البحرين المحافظة الرابعة عشر لإيران.
نعم الأصوات التي تندد بالاتحاد الكونفدرالي السعودي – البحريني (إن تحقق)، الذي يضمن لكل دولة استقلالها التام، تجاوزت ذلك إلى طرح فكرة ضم البحرين إلى إيران وتصحيح خطأ وقع فيه شاه إيران الأخير، محمد رضا بهلوي على حد زعمهم. 

هذه النقطة ليست حديثاً يتم تداوله في مواقع انترنت عامة، بل أن النقطة ذاتها قد تم طرحها في اليوم الذي اجتمعت فيه قيادات دول الخليج العربي في العاصمة السعودية الرياض في الجلسة التشاورية التي دعا إليها العاهل السعودي. نقاش هذه النقطة دار تحت قبة البرلمان الإيراني حيث طالب ممثل زاهدان في البرلمان، حسين علي شهرياري مسؤولي السياسة الخارجية الإيرانية بأخذ خطوة جدية بشأن مشروع الاتحاد السعودي – البحريني.. حيث قال موجها حديثه لرئيس البرلمان علي لاريجاني: كما تعلم أن البحرين كانت الإقليم الرابع عشر لإيران حتى عام 1340 هـ ش (1971) ولكن وللأسف الشديد فإن “خيانة الشاه” أدت إلى التصويت على استقلال البحرين في البرلمان الإيراني وتم الموافقة على ذلك.
واستطرد شهرياري: “إذا كان هناك قرار ما حول البحرين فيجب أن تضم إلى إيران وليس إلى السعودية”.
لم يكن رد لاريجاني بأفضل حال من شهرياري حتى وأن اتسم بشيء من اللباقة السياسية حيث قال إن “البحرين ليست لقمة سائغة يستطيع أي شخص ابتلاعها بسهولة”.


وفي هذا الصدد، فقد كتب موقع تابناك المقرب من اللواء محسن رضائي أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام، أحد رموز الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية في إيران والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني مقالا صباح هذا اليوم تحت عنوان “رائحة الدم قادمة من اجتماعات الرياض”، في إشارة إلى اجتماع القمة الخليجية.
الموقع ادعى بأن الاخطبوط السعودي يسعى إلى ابتلاع البحرين وأن مشروع الاتحاد بين السعودية والبحرين يهدد الأمن القومي الإيراني، مضيفاً أن مساعي السعودية هذه قد بدأت قبل سنوات من خلال تشييد جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين، مشددا بأن ذلك لن يكون بتلك السهولة التي تتخيلها السعودية ، على حد تعبيره.
وأضاف الموقع: يجب أن يتم إيقاف السعودية وآل خليفة عند حدودهم كما يجب نصر المظلومين في البحرين. وفي انتقاد لمواقف الساسة الإيرانيين ذكر الموقع بأن إيران لم تقم بأي عمل حتى اللحظة ولم تحرك ساكناً تجاه أطماع السعودية وهذا الاتحاد الذي يتم تشكيله من أجل مواجهة إيران وهزيمتها.

واستطرد الكاتب: لماذا نحن صامتون تجاه التهم الموجهة إلينا، ألا تستطيع كل هذه الإمكانيات العسكرية (التي نملكها) أن تسلب النوم من عيون هؤلاء الحكام كما فعلت مع الأدميرال “فوكس”(في إشارة لتصريحات قائد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية مارك فوكس الذي قال يوم الأحد أن سلاح البحرية الأمريكية “قد درست مجموعة واسعة من الخيارات المحتملة و مستعدة لمواجهة أي عمل عدائي من قبل طهران).

وفي لغة تهديد صريح قال موقع تابناك إن الخليج “العربي” ليس مكانا لأولئك الذين لديهم خطط توسعية، فبيوت حكام الخليج من زجاج فلو تم استهداف محطة تحليه مياه أو محطة لتوليد الطاقة فإنهم لن يتمكنوا من العيش، على حد تعبيره.

وبعد أن استعرضنا هذه التصريحات الإيرانية التي تزامنت مع اجتماعات الرياض التشاورية فإنه من الضروري فهم أسباب وأساس مثل هذه التصريحات التي تدعي بين الفترة والأخرى بأن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية. العقلية السياسية الإيرانية لازلت تؤمن يقيناً بأن البحرين جزء من أراضيها وبالتالي فإن تحريك الطابور الخامس في البحرين ليس من أجل دعم الحريات أو دعم أتباع المذهب الشيعي هناك بل هو هدف سياسي بحت تحاول من خلاله إيران وضع يدها على البحرين وضمها – أو إعادتها كما تدعي – إلى الحضن الإيراني. 

مثل هذه التوجه ليس مجرد تصريحات فردية بل أن مسألة البحرين أحد أركان ما يعرف باسم حزب الـ “بان ايرانيسم” (القومية الإيرانية الفارسية) التي تسعى إلى إعادة إحياء الامبراطورية الإيرانية القديمة على الحدود القديمة ذاتها لكي يعيش الايرانيون سويا في وطن واحد وتحت راية واحدة. أما فيما يتعلق بالبحرين تحديدا فتنص الفقرة الرابعة من المادة الثانية من النظام الأساسي لهذا الحزب على “أن البحرين من ممتلكات التاج الإيراني و جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية ويجب إعادته إلى الوطن الأم” (انظر كتاب “حزب بان ايرانيست، ص 45″). وعلى الرغم من أن هذا الحزب قد تأسس ونشط خلال فترة النظام الشاهنشاهي البهلوي إلا أن إيران ما بعد ثورة 1979 لم تتخل عن هذه السياسة حتى وأن اختفت شيئا ما أو حاول الساسة في طهران عدم إظهارها في تصريحاتهم ولكنها تبرز إلى السطح كلما كان هناك توتر شديد في العلاقة مع دول الخليج العربي والبحرين تحديداً، أي أن اختفاءها ليس سوى “تقية سياسية” يتم تقمصها أو التخلي عنها عند الحاجة.

دول الخليج أمام تحد كبير وأطماع أكبر قادمة من الضفة الشرقية للخليج العربي تسعى إلى ابتلاع أجزاء من الأراضي العربية مثلما فعلت مع الجزر الإماراتية، لذا على هذه الدول أن تحصن نفسها من خلال اتحاد كونفدرالي يشكل قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية تقف في وجه كل المتربصين بها وبشعوبها وثرواتها في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة وإلا لأصبحنا نردد مقولة “أكلنا يوم أكل الثور الأبيض”..والله من وراء القصد…



المصدر: مجلة المجلة

الجمعة، 11 مايو 2012

Iranian interference pushes young Yemenis towards jihad



Iranian Affairs:

BY: Ghaith Abdul-Ahad in Aden


Jemajem is a young, dark-eyed militant leader who bears the self-important nom de guerre of "the Guevara of south Yemen". Based in the impoverished port of Aden, he belongs to the Hirak group of activists, who have been calling for south Yemen to be allowed to secede from the north for half a decade.
It's not hard to see why he thinks an independent future for the south would be better than its current situation. Sadness and poverty settled on Aden many decades ago. The streets are littered with piles of rotting fish and festering rubbish, while haggard men sit on pavements chewing qat to stave off the boredom of unemployment. Cliffs of volcanic rock are crowded with migrants' illegal shacks made of breeze blocks and corrugated iron.
But beneath this layer of grime is a tale of outside interference in Yemen that is likely to bring further conflict and exacerbate the divisions within the country. Shortly after the Yemeni president, Ali Abdullah Saleh, was toppled last November in the Arab spring, Jemajem was approached by an intermediary working on behalf of what the man described as a "friendly country" known for its international support for revolutionary causes.
Jemajem was frustrated: although Saleh had gone, the separatists had not achieved any of their demands. But help was at hand, the man told him. Was he interested? "Of course I was," said Jemajem. "I would take money from the devil if he could help my nation. A drowning man will hang on to a straw."
His encounter with what turned out to be the Iranians is remarkable in itself, but it illuminates the much bigger tale of foreign interference in Yemen, of how the conflicts between the Gulf states and Iran, the US and al-Qaida have reduced parts of Yemen to rubble and are pushing Yeminis into the arms of the jihadis.
When the Iranians approached him, Jemajem was asked to gather a group of Hirak activists and a week later they were flown to Damascus, where they met two officials from the Iranian embassy. According to Jemajem and other activists who travelled with him, the officials told the Yemeni delegation that they would support demands for federalism within Yemen, but not the separate state that Hirak was calling for.
"I told them the people want independence," said Jemajem. "It's not me who decides; my people will condemn me if I agree to federalism."
Days later the Iranians came back and told the Yemenis they would have to go to Tehran to meet more senior officials. They arranged for the 15 Yeminis to fly to Tehran without visas on an IranAir flight. There was no one else on the plane, the activists said, and when they landed they were whisked through security without their passports being stamped.
From then on, they were treated more like detainees than negotiating partners, the Yeminis said. They were taken by bus to a hotel and only allowed to leave under escort, to go to meetings with Iranian officials.
"All the officials we met used aliases," said a female member of the delegation who did not want to be named. "They didn't tell us who they worked for but they asked us many questions." The meetings were held in ministries, but they were not told which ones, and the Iranians often spoke to them in near-perfect Arabic.
"They said Iran would invest in infrastructure projects

الخميس، 10 مايو 2012

إيران وأزمة تراجع إنتاجها من النفط.. الأسباب والنتائج





شؤون إيرانية:


بقلم محمد السلمي

تواجه إيران تحديات اقتصادية داخلية وخارجية عديدة، وتأتي قدرتها على المحافظة على مستوى إنتاجها النفطي على رأس تلك التحديات. فوفقا لتقرير نشرته مؤسسة استشارات الطاقة في فيينا (جي بي سي) فقد هبط إنتاج إيران من النفط الخام إلى 3.2 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل) الماضي، منخفضا بـ 150 ألف برميل يوميا خلال شهرين، هذا الانخفاض الحاد في إنتاج إيران من النفط، يعد الأول من نوعه منذ عشرين عاماً. 

تقارير أخرى تحدثت عن صعوبات تواجهها طهران في تسويق إنتاجها النفطي، وذلك بسبب العقوبات الغربية المفروضة على صادرات إيران النفطية وكذلك البنك المركزي الإيراني. “جي بي سي” ذكرت في تقريرها أن الهبوط جاء نتيجة تزايد العزلة التي تعانيها البلاد بسبب البرنامج النووي، فالزبائن الدائمون للنفط الإيراني مثل اليابان والصين والهند قد خفضوا مشترياتهم من النفط الإيراني بنسب تتراوح بين 30 إلى 50 في المائة خلال الشهرين الماضيين مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. كما تحدثت تقارير أخرى نشرت الشهر الماضي، أن ناقلات النفط الإيرانية تحولت إلى مخازن عائمة في أعالي البحار أو على الموانئ الإيرانية.

ماذا يقول الجانب الإيراني؟ إيران تقول إنها تعمل على رفع إنتاجها النفطي من خلال ما يسمى بالمرحلة الثالثة من مشروع رفع إنتاج النفط الإيراني في مياه الخليج العربي. هذه المرحلة من المشروع انطلقت مؤخرا وتهدف إلى رفع الإنتاج بما مقداره 20 ألف برميل يومياً من خلال ضخ هذه الكمية من بئرين نفطيتين، كانتا مجمدتين في الخليج. إلى ذلك فقد صرح مسؤول في شركة هضبة إيران للإنتاج النفطي أن هناك خطة إستراتيجية تهدف إلى رفع الإنتاج النفطي من خلال تطوير بعض الحقول النفطية مثل هنجام، رشادت، فرزوان وهنديجان بزيادة مقدارها 100 ألف برميل بنهاية العام الجاري. إضافة إلى ذلك يلاحظ المتابع للتصريحات الإيرانية في هذا الصدد، تناقضات عدة حول إنتاج إيران من النفط. فقد سبق وأن أعلن البنك المركزي الإيراني عن خفض إنتاج النفطي في البلاد بمقدار 500 ألف برميل في عام 2011. هذا الإعلان واجه معارضة من قبل مساعد وزير النفط الإيراني احمد قلعه باني، حيث ذكر أن الأرقام التي يتحدث عنها البنك المركزي غير دقيقة، موضحا أن إنتاج إيران من النفط لعام 2011 قد انخفض بما مقداره 28 ألفا، مؤكدا أن هناك إحصائيات تشير إلى أن معدل انتاج إيران النفطي، كان ثلاثة ملايين ونصف المليون يوميا خلال العام المنصرم. 

وبيّن قلعه باني أن السعة الإنتاجية للنفط في إيران في الوقت الراهن حوالي 4 ملايين و200 ألف برميل يوميا، ولكنه لم يقدم أي دلائل تثبت هذه الادعاءات، بينما كانت تصريحات البنك المركزي مبنية على التقارير المقدمة من شركة النفط الوطنية في إيران، وبالتالي فإنه من الصعب معرفة أسباب هذا التضارب في التصريحات الإيرانية حول هذا الانخفاض الحاد في إنتاجها النفطي، والذي يقدر بعشرات الآلاف من البراميل يوميا.


نستطيع القول إن انخفاض إنتاج إيران النفطي كان متوقعا بسبب العقوبات المفروضة على مبيعات إيران النفطية، وكذلك تلك التي تحظر على الشركات الأميركية والأوروبية الاستثمار هناك، أو توريد التكنولوجيا لطهران، وقد قامت شركات نفط عالمية كبرى بإيقاف تعاملها مع الجانب الإيراني تنفيذا لتلك الضغوط. من جانب آخر، نجد أن إيران تحاول إظهار عدم تأثرها بهذه العقوبات، حيث أعلنت في أكثر من مناسبة بأنها لا تواجه أي مشاكل في بيع إنتاجها النفطي، بل ذهبت إلى ما هو أكثر من ذلك من خلال تصريحات بعض المسؤولين هناك بأنه الطلب على النفط الإيراني في ازدياد. 

إلا أن الواقع يقول إن هذه التصريحات غير مبنية على حقائق على أرض الواقع، وما هي إلا تصريحات للاستهلاك المحلي، حيث تحدثت وكالات أنباء عدة عن أن إيران قدمت خصومات هائلة في أسعار نفطها، مقارنة بالأسعار العالمية لدول عدة في شرق آسيا وأميركا الجنوبية (الأمر الذي قامت إيران بوصفه بأنه عار من الصحة) كما أبدت مرونة كبيرة في طريقة الدفع، مثل قبول الذهب والعملة المحلية في تعاملها مع الهند، وموافقتها بأن يكون جزء من قيمة النفط المصدر إلى الصين، تعود بشكل بضائع صينية تصدر إلى الأسواق الإيرانية، بسبب العقوبات الغربية المفروضة على البنك المركزي الإيراني. 

على صعيد آخر، فإن إيران ما لبثت تعلن أن الدول المنتجة للنفط وعلى رأسها السعودية، لا تستطيع تعويض النقص في الأسواق العالمية بسبب الحظر المفروض على صادرات إيران النفطية، بل وكانت لغتها تتسم بالتهديد في بعض الأحيان، إلا أن الجانب السعودي قد أعلن وفي أكثر من مناسبة، وعلى لسان وزير النفط علي النعيمي، أن الرياض على أتم الاستعداد لتعويض أي نقص يحدث في سوق النفط العالمي، كما أن (أوبك) قد أعلنت عن رفع إنتاجها بالتزامن مع انخفاض إنتاج النفط الإيراني.
تأثيرات انخفاض إنتاج إيران من النفط، وتناقص أعداد المستهلكين له والمتعاملين مع إيران في المجال النفطي، ستكون كبيرة على الاقتصاد المحلي، فإيران تعتمد بشكل كبير على عائداتها النفطية، والمؤسف أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على المواطن الإيراني المغلوب على أمره، وستزداد معاناته الاقتصادية سوءا (انظر التقرير الاقتصادي الذي كتبته سابقا ونشر في المجلة، تحت عنوان: إيران الثورة والنفط).
إلا أن النظام الإيراني والنخبة الحاكمة هناك، لا تكترث كثيرا بكل ذلك، وقضية الوضع المعيشي الداخلي مغيبة تماماً عن حساباتها السياسية في صراعها مع العالم، بسبب الشكوك الغربية في أن برنامجها النووي يهدف لإنتاج أسلحة نووية، الأمر الذي ترفضه طهران وتؤكد على أنه لأغراض سلمية.


المصدر: مجلة المجلة

السبت، 5 مايو 2012

ثلاث انتصارات عربية على إيران خلال أقل من أسبوع



شؤون إيرانية:



تلقت إيران ثلاث هزات عربية خلال الأيام القليلة الماضية، اثنتان منها سياسية وأما الثالثة فرياضية بنكهة سياسية. كانت جمهورية مصر العربية مسرحا للانتصار العربي الأول. شهدت العلاقات السعودية المصرية توترا كبيرا خلال الأسبوعين الماضيين على خلفية قضية المحامي المصري الذي اعتقلته الجمارك السعودية بتهمة تهريب أدوية محضورة إلى داخل المملكة. وبغض النظر عن المصدر الغامض لمعلومة خاطئة روج لها بعض الإعلاميين المصريين تتحدث عن حكم غيابي ضد المحامي ينص على حبسه لمدة عام وجلده 20 جلدة، فقد سارع القائم بأعمال مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة مجتبي اماني بالتصريح بأن "الشعب المصرى لا يتم تهديده حتى لو تم سحب جميع السفراء.. وإيران على استعداد تام لدعم الثورة المصرية والتعاون التجارى والصناعي بين البلدين". من جانب آخر اطلق القيادي الشيعي ورئيس مؤسسة آل البيت بمصر والمقرب من طهران، محمد الدريني، تصريحات مماثلة حيث قال لشبكة الإعلام العربية  "محيط": أنه لو انسحب كل دول الخليج من مصر لن يؤثر في المصريين شيئا ،والوقت قد حان للتعاون مع إيران والتحالف معها ضد دول الاستعمار الأجنبي وعملائها في الخليج، فمصر وإيران اتحادهما معا يقوض أي تدخل خارجي ويجعل البلدين قادران علي مواجهة المخططات التي تنال من استقلالهما. من جانبه طالب الناشط الشيعي ياسر الجعفري المجلس العسكري بكونه القائم على الحكم في البلاد استدعاء جميع المصرين المقيمين في السعودية فورا، وسرعة إقامة السفارة الإيرانية بمصر بدلا من التمثيل الدبلوماسي وعدم الركوع لتهديدات آل سعود، على حد قوله. إضافة إلى ذلك فقد كشف الخبير العسكري المصري اللواء حسام سويلم في تصريحات بثتها قنوات تلفزيونية مصرية عن أن إيران أرسلت 500 مليون دولار لتمويل المشاغبين لإثارة الفوضى في مصر دون أن يقدم أي مزيد من التوضيحات.

ورغم كل هذه التصريحات، إلا أنه لا يمكننا توجيه الأتهام لإيران أو غيرها بالوقوف بشكل مباشر خلف الأعتداء على السفارة السعودية في القاهرة أو التحريض على ذلك ولكن الواقع يقول أن إيران والمحسوبين عليها في مصر حاولوا تأجيج هذه الأزمة بين مصر والسعودية وجني بعض المكاسب السياسية، إلا أن العقلاء من الجانبين السعودي والمصري استشعروا خطر اللعبة واجهضوها سريعاً. فقد أجرى رئيس المجلس العسكري في جمهورية مصر العربية المشير طنطاوي اتصالا بالعاهل السعودي يأمل فيه أن تعيد المملكة النظر بقرار استدعاء سفيرها لدى القاهرة كما سارع الشارع المصري بتنظيم مسيرة اعتذار أمام مبنى السفارة السعودية بالقاهرة كما توجه إلى الرياض وفد شعبي رفيع يضم رئيسي مجلس الشعب و الشورى المصريين والتقى بالعاهل السعودي في محاولة لأقناع الجانب السعودي بعودة سفير الرياض إلى القاهرة. وقد انتهى اللقاء بطوي هذه الصفحة من التوتر في العلاقات التاريخية وأصدر العاهل السعودي توجيهاته بعودة السفير السعودي لدى القاهرة إلى مقر عمله ابتداء من يوم الأحد القادم .


الانتصار العربي الثاني يندرج تحت مسمى الجيوبولتيكية (Geopolitics) حيث اتخذ محرك البحث العالمي "جوجل" قرارا بحذف الأسم المزور للخليج العربي من خرائطه على الانترنت تماما (Google Maps). هذا الإجراء من الشركة العالمية أثار موجة غضب كبيرة وواسعة في الأوساط الأعلامية الإيرانية في الداخل والخارج على حد سواء. تأتي هذه الخطرة من جوجل بعد أيام قليلة من الاحتفالية التي نظمها النظام الإيراني للاسم المزور للخليج العربي ورافقه اطلاق كثير من التصريحات والخطب الرسمية والشعبية كما صاحبها هجوم الكتروني إيراني على مواقع عربية وخليجية عديدة على الشبكة العالمية من بينها موقع اتحاد كرة القدم الإماراتي على الانترنت.


 الجدير بالذكر أن جوجل عللت إجراءها هذا بعدم رغبتها في الدخول في صراعات سياسية بسبب مسمى هذا الممر المائي الذي يبفصل إيران عن جيرانها العرب. ففي مقابلة اجرتها معه محطة البي بي سي الناطقة بالفارسية، قال مدير العلاقات العامة بشركة جوجل ، مايكل دالوو، أن الشركة تقف بنفس المسافة من كل الصراعات السياسية، ولأن هناك من يسمي هذا المسطح المائي بالخليج العربي فإننا اخترنا عدم اظهار أي اسم لهذا الخليج على خرائطنا. المأمول الآن من إدارة جوجل  هو اتخاذ الخطوة الصحيحة التالية وتسمي الخليج باسمه العربي بدلا من ترك هذا المسطح المائي خال من أي اسم على خرائطها.


أما الثالثة فكانت رياضية حيث هزم فريق الهلال السعودي لكرة القدم فريق بيروزي الإيراني على أرضه وبين جماهيره والواقع يقول أنه قلما نرى فريقا إيرانيا يهزم في إيران خاصة إذا كان من الأدنية الكبيرة. ليس هذا الانتصار الرياضي بذلك الحدث الكبير- على الأقل خارج إطار الرياضة- ولكن التصريحات الصحفية -من الجانبين السعودي والإيراني- أضفت صبغة سياسية على هذه المباراة. فقد تناقلت مواقع إيرانية عديدة تصريحات لرئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد  قال فيها، وفقا لتلك التقارير "أن العرب سينتصرون على الإيرانيين في إيران". هذه التصريحات أثارت حفيظة الإيرانيين فكتب موقع "تابناك" الشهير مقالا تحت عنوان "جهنم ملعب آزادي سيكون جواب وقاحة السعودية". حاول الموقع إثارة الروح الوطنية في الايرانين لكي يتوجهوا إلى ملعب "آزادي" لمناصرة الفريق الايراني. كما كتب الموقع أن الرد على هذه التصريحات السعودية سيكون مجلجلا. كما هو معلوم أن هذه المباراة انتهت بهدف دون مقابل لصالح الفريق السعودي والمصادفة العجيبة التي توافقت مع تصريحات رئيس نادي الهلال هي أن من سجل الهدف اليتيم في المبارة هو لاعب الهلال يوسف "العربي".



 محمد السلمي